الاحتقانات و الاختناقات المرورية في ولاية الخرطوم هي مرض الخرطوم المزمن منذ عقود..
تتجلي ازمة الزحام في مناطق المجمعات الحكومية -الخدمية و في الاسواق؛ و حالياً اضحت كل ارض الولاية عبارة عن سوق بلا نهاية و بلا بداية!
اضافة للشوارع التي تركت بلا صيانة لعدة سنوات و بلا نظافة حتي اضحت مساحات الحفر فيها اكثر من الاسفلت و مساحات المناطق المعبدة، و الجزء المتبقي منها مغطي باكوام الاتربة و الاوساخ! و مع سوء استخدام سائقي و مستخدمي الطريق له؛ عبر التوقف الخاطئ و "الركن" الخطأ و محطات و مواقف النقل العام سيئة التصميم و التوزيع (سبب الزحام الاول هو العشوائية و الفوضي الضاربة و المقيمة و المتوطنة!) فان الازدحام و التكدس و ما ينجم عنه من تأخير يشمل سيارات الاسعاف و الاطفاء و النجدة و سيارات نقل جثامين الموتي... و هذا امر مؤسف و يثبت ان حال الاجتماع المدني "مجتمع المدينة" بلغ مرحلة غاية في السوء ينذر بكوارث و جرائم...
هذه الصورة البئيسة تنعكس و بالاً علي السودان بنظر زوار عاصمته! و يعطي صورة سلبية لا تبشر بخير فمن يزور الخرطوم لن تحدثه نفسه بالعودة و سينصح غيره بعدم تجريب ذلك الاختبار!
قبل سنوات سمعت احد الشباب ممن كان يحاولون اقتحام مجال عمل المنظمات المدنية (العمل الطوعي) و البحث عن تمويل اجنبي لبرامج و مشاريع انه ذهب الي احدي الوكالات الاجنبية التي تتبع لاحدي السفارات الغربية و عرض عليهم عدة مشاريع من شاكلة بناء السلام و رفع القدرات فوضعوا كل ملفات مشاريعه جانباً و قالوا بالصريح انهم سيمنحونه التمويل اللازم ان قدم لهم مشروع يهدف لمعالجة الازدحام المروري عند كبري المنشية من جهة مستشفي شرق النيل!
الازدحام المروري في الخرطوم لا تختص به قلب المدينة فقط اذ لا يستثني كل معتمديات الولاية السبعة، فمناطق الاسواق و تفريعات المواصلات (السوق العربي و السوق المركزي/المحلي و سوق الكلاكلة و سوق جبل اولياء و كبري شرق النيل و سوق حلة كوكو و سوق بحري و موقف الشهداء امدرمان و سوق امدرمان الكبير و و السوق الشعبي و سوق ليبيا و سوق حلايب و منطقة الفتيحاب و الشقلة ..)
اعادة تنظيم الشوارع و المواقف و الاسواق يمكن ان يسهم في ازالة بعض العراقيل التي تسبب الاختناقات المرورية، و منع حالات العرض التجاري العشوائي في الطرقات "الفرّيشة و السرّيحة" و ازالة ركام الاوساخ و التربة عن اطراف الاسفلت حتي تتم الاستفادة من كل سنتمتر مسفلت يسهم كذلك في تقليل الاختناقات، و تطبيق تدابير مرورية صارمة لضبط سلوك مستخدمي الطريق بحيث تمنع حالات الوقوف "و الركن الخاطئ"
خصوصاً في تقاطعات الطرق و مداخل الجسور و الانفاق.. و تطبيق جزاءات مالية و تدابير تجميد و سحب التراخيص المرورية لفرض نمط من الانضباط المروري في الطريق يحفظ الارواح و الممتلكات و يحفظ الوقت و يوقف حالة الاهدار الناجمة عن "العلقان" في زحام مروري غير مبرر، و يمنح المدينة صورة تليق بمدينة و عاصمة.
اجراءات كالتي قامت بها الولاية او محلية الخرطوم مؤخراً عندما قررت ان يعود شارع الحرية للخدمة في الاتجاهين مطلوبة، لكنها غير كافية؛ فلماذا لم يفتح الشارع الي غايته "في شارع النيل، بدلاً ان ينتهي في شارع الجامعة كما هو الأن" و كذلك تنظيم المحلات التجارية فيه، فالشارع "الحرية" يمر بوسط الخرطوم الي السجانة مرورا بالمنطقة الصناعية القديمة و هي منطقة ما عادت تحتمل عرض الثلاجات و المكيفات و صيانة السيارات و محلات ادوات البناء "الاسمنت و السيخ" ليت الولاية تقرر ان يقتصر النشاط في الشارع علي الالكترونيات و الهدايا و الاناتيك علي ان تخصص اسواق في اماكن مناسبة و بمساحات كبيرة لاسواق الاجهزة الكهربائية "الثلاجات و مكيفات الهواء و مواد البناء و صيانة السيارات لأنها تتطلب دخول الكثير من سيارات الشحن و عمليات التحميل و التفريغ تخلق حالة من الاختناق المروري في قلب المدينة بل و في صمامها!
كذلك نتوقع من الولاية و محلياتها ان تعيد تنظيم الشوارع و اتجاهاتها و مواقف السيارات parking و تمنع الركن في المناطق و الشوارع الرئيسية خاصة تلك التي تخدم النقل العام " المواصلات".
تعليقات
إرسال تعليق