♣️ ما هي اسباب تحول الحزب الاتحادي من دعم خيار الوحدة مع مصر الي دعم خيار السودان للسودانيين (شعار حزب الامة) ؟؟؟
♦️ تحول موقف الاتحاديين من مسألة الوحدة مع مصر في وقت قياسي (الفترة من اجراء انتخابات حكومة الحكم الذاتي يناير ١٩٥٤م و اعلان الاستقلال من داخل البرلمان اغسطس ١٩٥٥م) !!!
♠️️ قبل ثورة يوليو ١٩٥٢م المصرية كان مطلب الاتحاديين هو وحدة السودان مع مصر و بقاء السودان تحت التاج المصري لكن بعد انقلاب /ثورة يوليو اكتشف الاتحاديون انه لم يعد هناك تاج مصري؟
♥️️ في البحث القيم (زراعة الجوع في السودان، تأليف د. تيسير محمد احمد علي/ترجمة محمد علي جادين) يقول الباحث ان تحول موقف الاتحاديين من مسألة الوحدة قاده اقطاب الطائفة الختمية - حزب الشعب (تجار و مستثمرين زراعيين كبار) الذين تضررت مصالحهم من مواقف مصر المتعلقة بالمياه و الزراعة في السودان بينما اقطاب الوطني الاتحادي من الموظفين و المتعلمين ساندوا الوحدة مع مصر حتي النهاية.
♣️ اسم الحزب (الاتحادي) كان له معني محدد .. لكن الزمن اكمل دورته و تغير معني الكلمة الأن و اصبحت تعني (فيدرالي/لا مركزي) فيما لا يزال الاتحاديين بالاسم القديم الذي تخلو عن مضمونه و فحواه.
♦️ علاقة مصر بالسودان ظلت ملتبسة فمصر خضعت لاحتلال بريطاني بعد حركة عرابي ١٨٨٢م و عندما نال السودان حكم ذاتي بموجب معاهدة بريطانية مصرية في ١٩٥٣م بقيت مصر علي حالها و لم يتحقق فيها الجلاء الا في ١٩٥٤م !!
بمعني ان السودان اتخذ خطواته الاولي باتجاه الاستقلال عن مصر (و بريطانيا) قبل ان تنال مصر سيادتها !!!
هذا الالتباس في لحظة التشكل الوطني القي بظله علي مسار العلاقة بين الدولتين.
♠️ خيار وحدة السودان تحت التاج المصري لم يكن قط خيار واقعي و لا وطني .. انما كان خيار مجموعة جري التأثير عليها و استتباعها لمصر عبر جهازها المخابراتي الضخم (الثقافي و التعليمي) .. كان يمكن للسودان ان يكون جزء من مصر ليس للسودانيين مشكلة في ذلك، لكن مصر نفسها لم تكن مستعدة لذلك، مصر تاريخياً لم تعتبر السودان جزء اصيل منها انما ممتلكات مصرية و متعلقات خاصة بها (ارض تحتلها و شعب تستعمره)، لذلك كان خيار الاستقلال هو خيار السودانيين الذين تمتعوا بالواقعية و لم يخضعوا لتأثير الدعاية السياسية المصرية و لم يصابوا بداء المثالية و الايدولوجيا القومو-عربية.
♥️ لا تزال الكثير من عوالق المثالية الأولي تقيد مواقف كثيرين في مختلف الفصائل الاتحادية مع مصر! مع ان الواقع و الوقائع تقول ان نمط التطور السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي في السودان يختلف و يتباين مع مصر، و ان علي السودانيين ان ارادوا استقرار بلادهم ان يحصنوا اجهزة دولتهم و احزابهم جيداً ضد تدخلات مصر الرسمية ..
كل الانقلابات التي حدثت في السودان وقفت مصر خلفها، بينما وقفت متفرجة علي ازماته و مأساته المستمرة، فمصر الرسمية تريد ان يستمر السودان تابع لها و يسير خلفها؛ بينما في الواقع السودان متقدم سياسياً علي مصر بفراسخ و لا أمل في ان تتقدم الحياة السياسية في مصر او ان تساعد السودانيين علي التقدم.
♣️♦️♠️♥️ الا هل بلغت ؟؟
#قصة_الاستقلال
تعليقات
إرسال تعليق