التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٣

"انفصالي جنوبي يودع الانفصالي الشمالي"

عن رثاء اتيم قرنق للطيب مصطفي ،،،، قلة الذين رثوا الطيب مصطفي "سامحه الله"، اغلبهم اخوانه في الضلال الوطني و الديني، فطي صفحة الرجل دون مزيد من الانتقاص و النقد اللاذع يعني لهم احتمال عودة للحياة "السياسية" و للسلطة.. لكن ما كان مدهشاً هو رثاء احد قادة الحركة الشعبية "لتحرير جنوب السودان" نائب رئيس البرلمان السوداني السابق أتيم قرنق.. و ليس المدهش هو ان يذرف الرجل دمعاً سياسياً سخيناً في وداع عدو الأمس "فالسياسة ليس فيها عداءات مبدئية انما في قمة الخلافات ثمة مصالح و تفاهمات و عقود تبرم تحت الطاولات" المدهش هو أنه و في سياق رثاء و تعديد خصال الراحل و مآثره كال أتيم السباب لجملة الأحياء و الأموات من السودانيين! اذ قال ان الطيب افصح و عبر عما يكنه كل الشماليين ولكن يعجزون عن التصريح به، فالراحل مقدام و شجاع بنظر "اتيم"! لم يشرح "أتيم" ما الذي يمنع الناس عن التعبير عما يعتقدونه، كما لم يوضح كيف عرف ما في نفوس الناس و ضمائرهم و متي فتش نواياهم! ان "أتيم" في رثاءه للطيب انما يرثي حليف مهم، قد لا يعلم الكثيرون لكن أتيم قرن

الحركة الاسلامية مجبرة علي دعم المكون العسكري

الحركة الاسلامية -التيار الاسلامي العريض مجبر علي دعم المكون العسكري .. رغم سيطرة تيار طه الحسين عليه !!   المجلس العسكري الأول يوم ١١ ابريل (ابنعوف و كمال عبد المعروف و قوش ...) كان من العسكر و الامنيين المقربين جدا للحركة الاسلامية.. المجلس العسكري الثاني ١٢ ابريل (عمر زين العابدين و جلال الشيخ و الطيب بابكر) كان مزيج من ضباط الحركة الاسلامية و المجموعة الموالية (لطه الحسين) ..  • هنا حدث صراع قوي "مكتوم" داخل المكون العسكري، راهن صلاح قوش علي علاقته بالمخابرات العامة المصرية و اذرع الحكومة المصرية داخل السودان، فيما راهن جناح (طه الحسين) الذي يمثله حميدتي-برهان علي "المحمدين /بن سلمان و بن زائد"، و لأن الاوضاع في السودان اختلفت عن السابق، و السبب هو حكومات الحركة الاسلامية نفسها فان المخابرات المصرية ما عادت "تاكل عيش" في الخرطوم مع المخابرات السعودية و الاماراتية.. و حتي القطرية! تذكرون طائرة الوفد القطري ايام الاعتصام و التي تسبب الإذن بالهبوط فيها باقالة مسؤول كبير بالخارجية؟ و قبلها الوفد القطري الذي تدخل قبل خطاب البشير في فبراير ٢٠١٩م؟ كلها كانت

تاريخ الجيوش .. و تاريخ استثماراتها!!

١٦ مايو ٢٠٢٠م   بتحول المجتمعات البشرية من عصر الاقطاع الي عصر الربح "الرأسمالية" و التجارة الدولية.. احتاجت تلك المجتمعات اكثر الي السلطة و الي الجيوش لحماية خطوط تجارتها "البحرية" خصوصاً و البرية.. تشكلت الجيوش "الدائمة-المحترفة" بدل الجيوش الطوعية التي تتألف عند الحاجة لهجوم أو دفاع بأسلوب النفير و الفزع.. الجيوش الدائمة اضحي لها طابعها المهني و المستقل و "السيادي" فنسي البعض شروط نشأتها "حماية التجارة"! اليوم في سودان الكيزان و حثالتهم الباقية يعتبرون الجيش هو الاصل و التجارة -الدولية للحكومة نشاط ثانوي يعمل في خدمة الجيش "منظومة الصناعات و زادنا و شركات الجنيد ..الخ"! أي معكوس تطور نظرية الدولة الحديثة! بلا شك هذا المعكوس لن يعمل، منظومات التجارة هذه ستخسر و تعتاش علي موارد الجيش و الدولة حتي تقضي عليها فينهار كامل النظام. فارباح تلك الشركات لا تكفي لتمويل الجيش انما تكفي لاغناء لوردات الحرب و المقربين منهم من "الاوليغارشية العسكرية".. البعض يحبذ الاشارة لمؤسسات الجيش المصري الاقتصادية للتدليل علي "ألمعية&q

قضايا العرب ب"منظور مصر"

    طالما سمعنا "كمسلمات"عن موقع مصر و دورها المحوري في القرار العربي، و دورها المركزي في صراع العرب مع اسرائيل، و صراع الشرق العربي - الاسلامي مقابل الغرب.  لكن في الواقع "دور مصر" لم يكن دوماً امراً مسلماً به، أو واقع لا مناص أو لا فكاك منه، لسبب بسيط هو ان دور مصر ليس ناتج عن قوة مصر الذاتية أو تقدمها العلمي أو الحضاري، انما نتج عن ان لها اسبقية في مضمار الدولة الحديثة و المجتمع المتمدن المعاصر في المنطقة، و هو مضمار تقدمت فيه مصر ليس برغبتها و ارادتها انما لاسباب تتعلق بالصراع العالمي علي المنطقة "الصراع العثماني و الفرنسي و الانجليزي" في القرن السابع عشر و ما تلته من القرون. إذاً و ضعت الظروف مصر في مركز قائد لمنطقة مثقلة بارث عتيق فيما تبحث هي عن ذاتها و تخشي من الضياع في متاهة العصر الحديث سياسياً و اقتصادياً و حتي وجودياً. لقد قدّمت الدول و الحكومات و ايضاً الشعوب و المجتمعات العربية و الاسلامية الاخري مصر و سلمتها زمام القيادة و لكن بشروط صعبة جداً، و هي ان تبقي مصر وفية لارث مثقل بالتقاليد البالية، و أسيرة لخطاب رجعي و لقيم التخلف! و لذا عندما فك

السودان دولة ذات نفوذ اقليمي .. و دولي

  ٨ سبتمبر ٢٠٢١م     هذا العنوان ليس به خطاء مطبعي، كما انه ليس من العبارات الاسترضائية و التعويضية التي تقال علي سبيل التطبيب و التشجيع علي تقبل الواقع او تحمّله او تجميله. بل هناك شواهد عديدة قائمة ندلل عليها فيما يلي لنؤكد حقيقة ان السودان دولة ذات نفوذ في المنطقة و بالتالي ذات وزن عالمي معتبر، و ان المجتمع السوداني يمثل جوهر مهم لشعوب و مجتمعات المنطقة الافريقية المحيطة بل و امتداد بعيد في عمق اسيا. المجتمع الجوهر او الدولة الجوهر هو من مصطلحات "النظام العالمي" التي صكها صمويل هنتغتون في مؤلفه الشهير " صدام الحضارات و اعادة بناء النظام العالمي "، و قد تجاهلت النخب المفكرة اغلب الافكار في ذلك المؤلف المهم و أخذت بتلابيب عبارة "صدام الحضارات" لتفهم منها ان الصدام بين الأمم المختلفة ثقافياً و حضارياً حتمية لا مناص عنها! مع ان الكتاب لم يقل ذلك انما وصّف واقع ماثل هو ان معظم الحروب يتم خوضها تحت لافتة الصراع بين الحضارات منذ ايام صراع الروم و الفرس و حتي اليوم. و يشرح " هنتنغتون " في مؤلفه ذاك مصطلح " الدولة الجوهر " بأن في كل أقليم دو