التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٩

الصلات و الشراكات بين دول خليجية و مؤسسات اعلام و مراكز صناعة رأي و جامعات غربية عريقة.. و أثر تلك الصلات علي صناعة القرار العالمي!

   تنبهت ممالك و امارات الخليج العربي مؤخرا لأهمية الرسالة الاعلامية و مدي تأثيرها علي صناعة القرار الحكومي في الديمقراطيات الغربية عبر تدخلها في تنوير و توجيه الرأي العام ( للناخبين ) و ضغط هؤلاء علي ممثليهم في البرلمانات و الحكومات.. فطفقت تبحث لها عن موطئ قدم في الصناعة الاعلامية العالمية و عن مكان بين اباطرة الامبراطوريات الصحفية والتلفزيونية الكبري، سلكت ممالك الخليج عدة طرق منها:   اولا: محاولة التأثير في محتوي و مضمون تلك الوسائل الاعلامية عبر تكثيف الاعلان فيها..   ثانيا: الدخول في شراكات اعلامية وصحفية ظاهرها الشراكة التجارية والمهنية و باطنها السعي للتكسب السياسي و الدعاية لحكوماتها وتحييد تلك المؤسسات الكبري و ضمان الا تشن حملات انتقاد لسياساتها و لاوضاع حقوق الانسان فيها و عدم تسليط الاضواء علي التناقضات السياسية والاجتماعية فيها و لا علي دورها في الصراعات الدينية و تأجيج التطرف والارهاب، كان اول نموذج لهذه الحالة هي الشركة بين مجلة "النيوز-ويك" المرموقة و مؤسسة الوطن الكويتية، وكان الغرض الواضح هو اصدار نسخة عربية منها بينما كان الهدف الخفي هو تخفيف حدة انت

بروفايل: وزير عدل البشير .. سالم احمد سالم

ما الذي يدفع رجل يعمل مستشار قانوني لمجلس الامة الكويتي لقبول تكليف وزاري في السودان؟ هل هو حب الاوطان و العمل علي خدمتها؟ طبعا لا فالرجل منذ تسنمه وزارة العدل في حكومة معتز موسي لم يفعل ما يمكن ان نصفه بخدمة الوطن! هل هو حب السلطة و بريقها و ابهة الاستوزار؟ ربما .. علي كل حال الدافع المادي العادي مستبعد فالرجل كان يصرف بالدينار الكويتي القوي مفتول العضلات! لكن ربما يكون دافع مادي فوق العادة فخدمة الاجندة العابرة للحدود 'التيار الاسلام-سياسي/الاخواني؛ احد تلك الاجندة العابرة والتي تلقي دعم خليجي من الكويت الي قطر' توفر عائد مادي دولاري يغري! سيرة الرجل 'وزير عدل البشير' تقول انه التحق بخدمة برلمان مايو 'مجلس الشعب' منذ السبعينات ثم بقي في المنصب و خدم كل المجالس المتعاقبة المنتخبة ديمقراطيا والمعينة و المنتخبة لا ديمقرطيا و المختلطة 'الجمعية التأسيسية - المجلس الوطني الانتقالي المجلس الوطني ما بعد الانتقالي و مجلس وطني - نيفاشا؛ اي ما بعد اتفاق السلام الشامل و ما بعد انتخابات 2010م ام المعايير الدولية! هذه الخدمة احدي عجائب البرقراطية السودانية ، فالو

انهيار الاقتصاد السوداني.. و ما قد يعنيه!

  طباعة العملة من مختلف الفئات الجديدة و الكبيرة التي تجري الأن لها مخاطر جمة، فهي تتم دون حسابات اقتصادية و نقدية دقيقة حسب اصول علم اقتصاد الدول .. فالعملة 'النقود' في مرحلة مابعد غطاء الذهب تطبع كمياتها بحساب معادلة دقيقة يراعي فيها الكثير من الاعتبارات منها حجم الاقتصاد ومعدلات نمو الناتج المحلي GDP والميزان التجاري للدولة و ميزان مدفوعاتها.. الخ و من ثم تكون النقود نسبة الي حاصل كل تلك المعادلة.   اما الطباعة عند اللزوم والحاجة و كمسكن للازمات فانه يكون بمثابة سرقة لمدخرات و ممتلكات المواطن بما فيه اصوله الثابتة او المنقولة 'أراضي و عقارات و سيارات و ذهب ..الخ' و سرقة لنقوده المودعة في النظام البنكي او بخزانته الخاصة.. فكل طباعة و ضخ في السوق للنقود يمثل اغراق له يزيد نسبة التضخم ويصل به لمستوي الافلات بحيث يصعب معه تقويم الاصول و السلع و الخدمات بالعملة المحلية ما يلجئ الناس لتقويم اموالهم و خدماتهم بالعملة الصعبة! فالطباعة تمثل سرقة للمدخرات  المسالة نقدا و هذه مفهومة، وسرقة للاصول لأن اي زيادة في حجم الكتلة النقدية تمثل خصم صريح من قيمة الاصول والخدمات.

لماذا يستجيب بوتفليقة و يمتنع البشير؟!

هناك فروق في شخصيات و ظروف حكم و بلدان بوتفليقة و البشير.. بوتفليقة قاد الجزائر للخروج من دوامة العنف الاهلي و حقبة الدماء و الانتهاكات؛ فيما البشير قاد السودان من حرب لحرب و من ازمة لازمة، عمق حرب الجنوب و حولها لحرب مذهبية مقدسة انتهت لفصل الجنوب واشعل دارفور و جنوب كردفان و النيل الازرق.. الجزائر دولة غنية بالنفط و الغاز و بوتفليقة يدير حكومة تملك فوائض مالية كبيرة و اقتصاد ينمو بمعدلات جيدة و تتحرك في هامش علاقات اقتصادية خارجية جيدة؛ فيما البشير يدير حكومة فقيرة ظلت تطارد وهم النفط و فرطت في اسس الاقتصاد الزراعي و الصناعي القديم و اليوم تعيش علي الاعانات والمساعدات و الهبات و بيع المواقف و في ظل مقاطعة خارجية غربية خصوصا بسبب مواقف البشير السابقة من ملف الارهاب و اوامر توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.. فلماذا يستجيب عبدالعزيز بوتفليقة لرغبات شعبه الجزائري و في وسعه المكابرة والانتظار و يمتنع البشير عن الاستجابة للسودانيين بينما السقوط هو افضل و احلي خياراته ؟! الفرق يكمن في طرق التفكير.. بوتفليقة و فريقه يعتمدون تقديرات واقعية عقلانية، و حين رأي نفسه في قلب عاصفة ا

الثورة الوطنية السودانية

  الثورة السودانية " نقولها بكل ثقة -ثورة- فما يحدث منذ منتصف ديسمبر 2018م لا وصف له الا كلمة ثورة، هذه ليست انتفاضة سياسية لتغيير الحكومة او رأسها انما هي ثورة و طنية سودانية هي ثورة بالمعني الكامل والدلالة التامة للكلمة"..   و لأنها الثورة الوطنية فلكل مواطن دور و واجب عليه القيام به ايا كان موقعه، داخل السلطة او في المعارضة، في صفوف القوات النظامية او الجهاز المدني .. علي كل سوداني ان يحرص علي اداء واجبه تجاه الوطن حتي تبلغ الثورة غايتها. الثورة السودانية في انطلاقها و مرورها بكل مراحل صراعها ضد العصابة الحاكمة ظلت كل لحظة تعالج مرض سياسي او اجتماعي او ثقافي و ظلت كل ساعة تزيل عائق ديني او قبلي او اثني او أية عصبية كانت.. هي ثورة حرر بها الشعب قواه السياسية و احزابه من هيمنة الحزب الحاكم،   حرر الشعب كل فئاته من وهم التقسيمات القبلية و الاثنية و الجهوية و الطائفية.. و هاهي تسعي في توحيد نفسها داخل الوطن و في الشتات. و حرر حزب الحكومة من هيمنة الاسلاميين، و حرر الاسلاميين من هيمنة العسكر و حرر العسكر من هيمنة الامن و المخابراتيين، و حرر المخابراتيين من هيمنة البشي

ميلنا كسودانيين للمبالغة و التطرف

  كسودانيين لدينا ميل يكاد يكون متأصل وفطري نحو اطلاق احكام مشتطة ومبالغ في تساهلها او قسوتها ونظرتنا للأمور دوما تتصف بالتطرف لأقصي مدي.. لا توسط عندنا ولا اعتدال! مثال ذلك؛ قبل الثوران الراهن ( 19 ديسمبر ومابعده ) كان مسلم به عندنا ومن نافلة القول ان يسب احدنا الشعب! يسحب نفسه بمهارة فائقة و بصورة عجيبة خارج الصورة ويكيل الشتائم للباقين من شاكلة شعب جبان! انتهازي! اناني! وفاسد! نكيل للشعب باكبر مكيال لدينا ولا نكيل بمعشاره للسلطة التي لها نصيب الأسد من اسباب ما نحن عليه من حال! اما اليوم فبقدرة قادر اصبح احدنا يكيل المديح من شاكلة شعب معلم! عبقري! لا توسط بين هاتين الحالتين ولا اعتدال؟ قبلها ايضا كان احدنا يصف الأجيال الشابة والناهضة بانها منحلة ومستهترة لا تستشعر المسئولية ولا تعير القيم و الأخلاق الفاضلة 'السودانية' اعتبار، ولا خير يرتجي منها ولا امل فيها!! نحكم عليهم من خلال زيهم وما يرتدون من 'اكسسوارات' او تمائم و من خلال الطريقة التي يصففون شعرهم بها او حلاقتهم، ومن خلال اهتماماتهم و هواياتهم 'الرياضة-كرة القدم الاوربية- الموسيقي و الافلام..' اما

تظاهرات السودان .. الحشود سيدة الموقف و سيارات 'التاتشر' تلعب دور الشرير

  رابط الشعب السوداني في شوارع مدن العاصمة الثلاث و عواصم و مدن و قري بقية الولايات لستين يوما الأن، خلالها كان الشعب هو سيد الموقف بامتياز، و اصبح تجمع المهنيين ( و هو نقابة موازية لا تعترف بها الحكومة ) هو اللاعب الأول في المسرح السياسي متخطيا المعارضة التقليدية و الحزب الحاكم نفسه. النساء السودانيات و بحضور طاغي ناهزت نسبته في بعض المواقف ال 50% شاركن بقوة في الحراك لا تخطئها العين، لدرجة حدت بمنظمي المظاهر لاطلاق لقب ( كنداكات ) عليهن، و هذا لقب من عصر الممالك السودانية ما قبل الميلاد؛ ويطلق علي النساء اللائي يتبوءن الملك و قيادة الجيوش في المعارك ( ملكات مقاتلات ). و حدت أحد مسئولي الحزب الحاكم بولاية العاصمة للقول بأن تفشي "العنوسة" احد اهم اسباب التظاهرات!   شاركت في الحراك كذلك مختلف الفئات العمرية من الاطفال الي الشيوخ و قد اضطرت السلطات الي اغلاق ( رياض الاطفال ) والمدارس في الايام الاولي قبل ان تعود الي فتحها.. فيما لا تزال الجامعات مغلقة بقرار أمني منذ مستهل العام و حتي اللحظة! و لجأت القوات و المجاميع الموالية لحكومة البشير للعنف ضد الجميع و لتهيدد و ضرب و