التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2013

جامعة الخرطوم.. أما عادت قلعةً للعلم والمعرفة؟؟

قلعة العلم والمعرفة عبارة سمعناها ورددناها كثير وبكثير فخر قبل وبعد التحاقنا بالجامعة (الام)، بل وحينما نشطت كنا نزيد ونصفها بقلعة الصمود وتحدي الانظمة الشمولية...الخ، لكن تلك القلعة ظلت تتهدم طوبة طوبة، جدار جدار، ونحن ننظر ولا نحرك ساكنا، فقط وباضعف الايمان نمني النفس بان يكون هذا لجزء هو آخر ما ينهدم وان نشرع قريبا في بناء وترميم ما إنهار..بينما يستمر التراجع والتردي.. وحتي وقت قريب كنت أقول ان ما تبقي لجامعة الخرطوم من تاريخها هو أسمها الذي له رنين في الآذان، ما تبقي هو بضع شكليات وقشور، وعلي مايبدو ان تلك الشكليات والقشور في طريقها للزوال ايضاً،وما ينطبق علي الخرطوم ينطبق في الغالب علي أخواتها من الجامعات.. مايدفعني لهذا القول وللتشاؤم هو بعض الحوادث والسوابق الخطيرة التي وقعت وتقع يوميا في اروقة وردهات وقاعات ومكاتب الجامعة، ففي نوفمبر المنصرم تفاجأ العشرات من طلاب الأداب باسماءهم في كشف الملاحق بسبب الغياب فيما كانوا أدوا الامتحان، بل وبعضهم اعلنت نتيجة نجاحهم ثم مع ذلك اضطروا للجلوس امتحان الملحق ..كما أضطرت بعض الكليات التي تقوم بنشر كشوفات نتائج الامتحانات علي الشبكة العنك

ثقوب الذاكرة

    بعض العقول بها ثقوب ، هي ثقوب في غرفة الذاكرة، ثقوب ليست فقط بفعل الزمن بل بفعل فا عل، هذا الفاعل ليس دخيلاً .. بل من الجسد وفيه واليه، اذ ان علاقة العقل بالجسد علاقة ايضا يصيبها التعقيد أحياناً، فالاصل ان يأمر ال عقل الجسد بالق يام ببعض ال امور وانجاز بعض ال مهام، وحينما يعجز الجسد عن ذلك تأتي الاشارة الراجعة سالبة مع تنبيه بعدم ارسال مثل هذه الاوامر العقلية مستقبلاً؛ واذا تكاثرت مثل هذه الحالات حينها تنعكس العلاقة ، فبدلاً من أن يأمر العقل الجسد يصبح العقل ماموراً ويضحي الجسد آمراً ناهياً متحكم اً، ومن ثم يطور العقل المأمور هذا نظاماً لمواكبة التغيير الذي طرأ فيستحدث ثقوب في جدران ذاكرته للتخلص من بعض التجارب المريرة ونسيان بعض الحالات السيئة، وبمرور الوقت تتحول الثقوب الي فتحات مستديمة ويعجز العقل تماماً عن مراكمة خبرات وتجارب ذات شأن أو أهمية يمكن ان تقود الي عمل ذي شأن ايضاً، ويهتم فقط بالتوافه التي ترضي الجسد الذي بطبعه أميل للدعة والخمول .. كثيرون منا تتكاثر في ذاكراتهم الثقوب. 

مسلمون.. لانرتدي الاحزمة الناسفة ولا نعبد القنابل الموقوتة

يقينا هناك مساعي حثيثة لتصوير الاسلام علي انه دين الشعوب البدائية العدائية العنيفة والبربرية، والمسلمين علي انهم همج ورعاع... هذا التصور تموله آلة ضخمة تمتد من الغرب الي الشرق (الاوسط)، وتنتج الافكار فيه وتسوق لها ذات الآلة، بينما تشارك في الانتاج  مجموعات كونت بعناية حتي ليحسبها المسلم نفسه انها اصدق منه ايماناً واقرب الي الله، وربما حسب افراد وقيادات تلك الجماعات انفسهم انهم يجاهدون في سبيل الله (حتي تكون كلمة الله هي العليا، ودفاعا عن المستضعفين،..) علي رأس القائمة الطويلة من الجماعات ذات الارتباط باجهزة مخابرات الغرب تنظيم القاعدة (أو قاعدة الجهاد) التي جمعت من كانوا يعرفون بعرب افعانستان، أي العرب الذين قاتلوا وجاهدوا الي جانب الافغان ضد (الغزو) السوفيتي (الشيوعي)،      كانت الولايات المتحدة هي المستفيد الاول والاوحد من ذاك الجهاد اذ انه يصب في مصلحة الحد من النفوذ السوفيتي في اسيا الوسطي والشرق الاوسط.. وقد تفرعت لتكون لها قواعد)  في معظم مناطق العالم الاسلامي القديم (الشام والعراق-بلاد الرافدين/ الحجاز/ اليمن / المغرب الاسلامي..بلاد السودان ...الخ)   من الجماعات ايضا طالبان ا

دولة القوميين و دولة الاسلاميين...ثم دولة المواطنين

  بالرغم انه من الثابت (علمياً) ان كل من يتبني رأياً متعصباً لفئة عرقية أو قومية معينة وينحاز لها بأي قدر ودرجة.. فهو علي قدر من الغباء ، ويعاني مشاكل عقلية عليه معالجتها، فان القوميين العرب وان لم يشذوا عن حكم تلك القاعدة فانهم يمثلون (كواكبا*، قياسا للإسلاميين). فبمحض الصدفة شاهدت في الايام الفائتة لقاءين تلفزيونين بين اسلاميين وقوميين، ولم يكن مصادفة ان يكون المحاور- المستضيف في الحالتين من الاسلاميين والضيف من القوميين...    اللقاء الاول كان علي شاشة الجزيرة القطرية حين استضاف أحمد منصور السيد / أحمد أبوطالب (عضو مجلس قيادة الثورة السابق في سوريا) و الرجل القيادي البعثي ن عاصروا وعملوا كتفا بكتف مع ميشيل عفلق وصلاح البيطار (والاثنان من رموز القوميين العرب ويسند اليهما فضل تأسيس الحزب البعثي في سوريا والعراق)، والحوار الثاني كان علي شاشة النيل الازرق حيث استضاف "الاسلامي" الطاهر التوم ، الاستاذ علي الريح القيادي-امين السر لحزب البعث (قطر السودان)- ومن خلال اللقاءين و ما طرح فيهما من اسئلة وردود خلصت الي اجابة لسؤال طالما هجس بخاطري وهو لما حكم القوميين العرب قبل الاسلامي

بأية قبعة يزور سلفاكير الخرطوم...وبأية عين يراه أعضاء النادي الكاثوليكي

    تقول الانباء ان السيد (الرفيق) سلفا سيزور الخرطوم خلال ايام، وهي إن لم تخذلني الزاكرة أول زيارة للرجل لعاصمة بلاده السابقة بعد اعلان انفصال دولته (جنوب السودان) أواسط العام 2011م، اذ كانت آخر زيارة له في اعقاب اعلان نتيجة الاستفتاء في فبراير-مارس من ذلك العام، وقد شهدت العلاقات (الدبلوماسية) بين البلدين (التوأم) توترات وصلت حافة هاوية الحرب اكثر من مره خلال هذه المدة القصيرة نسبياً. واكتفي خلالها الطرفان بإبتعاث مندوبين او الالتقاء لدي الجارة اثيوبيا.    وكلنا نزكر اول زيارة للرفيق الفريق سلفاكير ميار ديت (الرجل صاحب قبعة الكابوي الشهيرة)، كان ذلك حين أتي لخلافة رفيقه وقائده الدكتور قرنق الذي مات في حادث تحطم طائرة فعلي سفوح جبال الامتونج عند حدود السودان (الجنوب الان) مع يوغندا، حينها جاء بجلباب افريقي فضفاض وسماوي وقبعة من ذات القماش الذي يشبه مايرتديه اهل الغرب الافريقي ، وكان قد اشتهر عن قرنق تصريحه بأنه يفاوض الخرطوم بعدة قباعات منها قيادته لجيش تحرير الجنوب، وقوات التجمع المعارض الذي يضم ايضا احزاباً قومية أو شمالية بالاحري، ويبدو ان سلفا قد ورث عنه القبعات ايضاً.   أدي سل

خطايا الإخــوان.. أخطاء البرادعــي ... وفرص تسوية الازمة

          المشهد المصري الحالي الملتهب والمأزوم قادت اليه جملة من الخطايا والاخطاء وقعت فيها معظم الاطراف وللأسف الاغلبية تنسي أو تتناسي اسباب تلك الازمة وتنساق خلف آثارها وتتداعياتها وتنجر خلف اغراء جدل (أهي ثورة ام انقلاب؟؟) برغم ان ذلك الجدل لا يفيد كثيرا في تسوية الازمة، هذا ثبت فعليا، لذا سنتجنب كل هذا ونركز علي الأسباب، ونبدأ بخطايا الأخوان الناجمة عن اوهام خاصة بهم واوهام روج لها الاخرون وصدقها الاخوان ، وبعضها قديم قدم الجماعة والآخر جديد جدة الاحداث.   خطايا الاخوان التي اراها أهم تتمثل في : أولاً) انهم انخدعوا بمقولة انهم الاكثر تنظيما والاوفر حظاً لخلافة النظام الديكتاتوري الذي تهاوي تحت وقع ضربات الشعب، البعض صور للإخوان، والإخوان صدقوا فرية انهم وحدهم من كان يعارض نظام مبارك (وسائر الانظمة العربية التي هوت مؤخراً) فتوهموا أحقية وراثة ذلك النظام بكل قبحه وبذات ممارساته المرفوضة، لقد نسي الاخوان انهم في اغلب مراحل النظام السابق كان عبارة عن وجه آخر له وكانوا فزاعة في يده، بل وشاركوه في مناسبات عديدة (وحدهم من سمح لهم بدخول برلمانات الحزب الوطني!) .. ونسوا ان الدول

الأخوية .. والأخوانية

   تنظيم الاخوان المسلمين ؛ هو تنظيم قديم جداً اذ تأسس في بدايات القرن الماضي وتحديدا في العام 1928م علي يد الاستاذ /الشيخ (الامام) حسن البنا في القطر المصري، لتكون بذلك تلك الجماعة (التنظيم) أول تنظيم اسلامي دعوي اجتماعي قبل ان تتحول الي تنظيم سياسي بل جهادي – عسكري في بعض الاحايين.   هناك عدة اسئلة لم تطرح من قبل علي رموز وقيادات هذا التنظيم منها: هل ثمة حاجة حقيقة وفعلية لإيجاد تنظيم ديني في مجتمع متدين (تنظيم إسلامي وسط شعب غالبيته العظمي من المسلمين)؟ وان كان ثمة ضرورة، فما هي تلك الضرورة؟؟ والسؤال المهم هو من اين جاءت هذه التسمية (الاخوان) وهل لها علاقة بمفهوم وبتنظيمات الاخوية؟؟!.   قد يقول مدافع عن التنظيم ان ضرورة قيام جماعة دعوية واجتماعية (إسلامية) يمليها واقع المجتمع المسلم وذلك للتصدي لحالات الانحطاط والضعف وللنهوض بالامة الاسلامية لتواجه تحدياتها...الخ،   كل هذه الحجج مع وجاهتها ومهما كانت قدرتها وتماسكها الذي تبدو عليه لن تقوي علي الصمود في وجه التمحيص والتدقيق من وجهة النظر الفقهية الاسلامية نفسها!    فالاسلام يأمر المسلمين أن يبقوا متحدين؛ وينهي عن الاخت

خير سلف.... و شر خلف

      التيارات السلفية وهي حركات دينية واجتماعية بالأساس وسياسية ايضاً ؛ آخذة في الانتشار وتكتسب باستمرار شعبية متزايدة واراضي جديدة وبصورة مزعجة علي الاقل لأنصار ودعاة الدولة المدنية والمجتمع المدني (الدولة الحديثة بنظامها القانوني المنبثق عن عقد اجتماعي) .    صحيح ان عامل مهم من عوامل انتشار تلك التيارات (الحركات) هو الدعم والرعاية (المالية والفكرية - المذهبية) التي تتلقاها بصورة منتظمة من مؤسسات مجتمعات البتروريال الاسلامية؛ الا ان ان هذا لا ينفي وجود عوامل أخري أدت لإنتشار تلك الحركات، وهي عوامل ذاتية تمثل استعداد بيئات عديدة في الدول الاسلامية لتقبل غرس فسيلة الحركات السلفية ونموها وازدهارها فيها، من تلك العوامل التخلف والجهل والانحطاط العقلي والفكري وكلها ترتبط ارتباطا وثيقا بالفقر وعدم التنمية... فحركات السلفيين تستغل مثلاً الانقسام الأولي للمجتمعات (هذا الانقسام لا تسلم منه المجتمعات الناهضة والمتقدمة لكنه يبرز بجلاء في المجتمعات المتخلفة) الي عالم رجال وعالم آخر للنساء، وتسعي تلك الحركات لتعميق هذا الانقسام وترسيخه لكونه يكرس لسيطرة وتمكين تلك الحركات، فموقف السلفيي