بعض العقول بها ثقوب، هي ثقوب في غرفة الذاكرة، ثقوب ليست فقط بفعل الزمن بل بفعل فاعل، هذا الفاعل ليس دخيلاً .. بل من الجسد وفيه واليه، اذ ان علاقة العقل بالجسد علاقة ايضا يصيبها التعقيد أحياناً، فالاصل ان يأمر العقل الجسد بالقيام ببعض الامور وانجاز بعض المهام، وحينما يعجز الجسد عن ذلك تأتي الاشارة الراجعة سالبة مع تنبيه بعدم ارسال مثل هذه الاوامر العقلية مستقبلاً؛ واذا تكاثرت مثل هذه الحالات حينها تنعكس العلاقة، فبدلاً من أن يأمر العقل الجسد يصبح العقل ماموراً ويضحي الجسد آمراً ناهياً متحكماً، ومن ثم يطور العقل المأمور هذا نظاماً لمواكبة التغيير الذي طرأ فيستحدث ثقوب في جدران ذاكرته للتخلص من بعض التجارب المريرة ونسيان بعض الحالات السيئة، وبمرور الوقت تتحول الثقوب الي فتحات مستديمة ويعجز العقل تماماً عن مراكمة خبرات وتجارب ذات شأن أو أهمية يمكن ان تقود الي عمل ذي شأن ايضاً، ويهتم فقط بالتوافه التي ترضي الجسد الذي بطبعه أميل للدعة والخمول .. كثيرون منا تتكاثر في ذاكراتهم الثقوب.
الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة! تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!! في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...
تعليقات
إرسال تعليق