بعض العقول بها ثقوب، هي ثقوب في غرفة الذاكرة، ثقوب ليست فقط بفعل الزمن بل بفعل فاعل، هذا الفاعل ليس دخيلاً .. بل من الجسد وفيه واليه، اذ ان علاقة العقل بالجسد علاقة ايضا يصيبها التعقيد أحياناً، فالاصل ان يأمر العقل الجسد بالقيام ببعض الامور وانجاز بعض المهام، وحينما يعجز الجسد عن ذلك تأتي الاشارة الراجعة سالبة مع تنبيه بعدم ارسال مثل هذه الاوامر العقلية مستقبلاً؛ واذا تكاثرت مثل هذه الحالات حينها تنعكس العلاقة، فبدلاً من أن يأمر العقل الجسد يصبح العقل ماموراً ويضحي الجسد آمراً ناهياً متحكماً، ومن ثم يطور العقل المأمور هذا نظاماً لمواكبة التغيير الذي طرأ فيستحدث ثقوب في جدران ذاكرته للتخلص من بعض التجارب المريرة ونسيان بعض الحالات السيئة، وبمرور الوقت تتحول الثقوب الي فتحات مستديمة ويعجز العقل تماماً عن مراكمة خبرات وتجارب ذات شأن أو أهمية يمكن ان تقود الي عمل ذي شأن ايضاً، ويهتم فقط بالتوافه التي ترضي الجسد الذي بطبعه أميل للدعة والخمول .. كثيرون منا تتكاثر في ذاكراتهم الثقوب.
المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...
تعليقات
إرسال تعليق