التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جامعة الخرطوم.. أما عادت قلعةً للعلم والمعرفة؟؟

قلعة العلم والمعرفة عبارة سمعناها ورددناها كثير وبكثير فخر قبل وبعد التحاقنا بالجامعة (الام)، بل وحينما نشطت كنا نزيد ونصفها بقلعة الصمود وتحدي الانظمة الشمولية...الخ،
لكن تلك القلعة ظلت تتهدم طوبة طوبة، جدار جدار، ونحن ننظر ولا نحرك ساكنا، فقط وباضعف الايمان نمني النفس بان يكون هذا لجزء هو آخر ما ينهدم وان نشرع قريبا في بناء وترميم ما إنهار..بينما يستمر التراجع والتردي.. وحتي وقت قريب كنت أقول ان ما تبقي لجامعة الخرطوم من تاريخها هو أسمها الذي له رنين في الآذان، ما تبقي هو بضع شكليات وقشور، وعلي مايبدو ان تلك الشكليات والقشور في طريقها للزوال ايضاً،وما ينطبق علي الخرطوم ينطبق في الغالب علي أخواتها من الجامعات..
مايدفعني لهذا القول وللتشاؤم هو بعض الحوادث والسوابق الخطيرة التي وقعت وتقع يوميا في اروقة وردهات وقاعات ومكاتب الجامعة، ففي نوفمبر المنصرم تفاجأ العشرات من طلاب الأداب باسماءهم في كشف الملاحق بسبب الغياب فيما كانوا أدوا الامتحان، بل وبعضهم اعلنت نتيجة نجاحهم ثم مع ذلك اضطروا للجلوس امتحان الملحق ..كما أضطرت بعض الكليات التي تقوم بنشر كشوفات نتائج الامتحانات علي الشبكة العنكبوتية اضطرت لسحب النتائج بسبب اخطاء لايمكن ان تصدر الا عن جهة تعتمد السبهللية نظاماً!! هذه اخطاء ادارية عندما تحدث في مؤسسة عادية تستحق التوقف والتحقيق اما عندما تقع من جامعة يفترض فيها الدقة والعلمية والامانة ... فعلي العلم فيها السلام.
أيضاً اضطرار الخريجين القدامي لإستخراج شهادة جديدة بحجة ان الشهادات القديمة تزور،(وقد تم تعديل الشهادة الجامعية مرتان خلال العقد الاخير!!) وبدلا ان تتعامل الجامعة مع خريجيها باسلوب لائق استغلت هذه السانحة لتفرض رسما جديدا وباهظا علي استخراج الشهادات ..هذا علاوة علي البروقراطية العقيمة فهل يعقل ان استخراج شهادة يستغرق نحو شهر تقريباً، برغم بهرج الحوسبة؟؟؟ فالاستمارة الالكترونية معقدة وغير واضحة بل وغير دقيقة، ما يدل علي ان من أعدها لاخبرة له ولا دراية تؤهله لإعداد برنامج لمدرسة خاصة ناهيك عن جامعة عريقة كالخرطوم!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...