التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

ما يصلح للثورة لا يصلح للدولة

*بمشاركة/ محمد الفكي سليمان         الدولة هي كيان – سياسي قانوني – ذو سلطة معترف بها في رقعة جغرافية محددة ، ويمارس تلك السلطة علي مجموع بشري معين. كلمة دولة في التراث الاسلامي العربي غير واضحة إذ ان الدولة كانت رديف لما يسمي الامبراطورية في الغرب ؛ فالدولة الاموية والعباسية وحتي الفاطمية كانت علي مساحة جغرافية كبيرة جداً تختلف الشعوب والقوميات التي تستظل بمظلتها وعند اطراف هذه الدولة تضعف الروابط التي لا تتجاوز في بعض الاحيان الدعاء للخليفة الحاكم في دمشق او بغداد او القاهرة.   وفي ذلك يقول سعد الدين ابراهيم " باستثناء ابن خلدون ، كانت كتابات المفكرين المسلمين تدور حول الجماعة السياسية وليس حول الدولة ..كما كانت كتابات الفقهاء في الشريعة مثل الماوردي وابن تيمية تدور حول الحكومة أو الشروط التي ينبغي توافرها في الحاكم الصالح الذي تحق أو تجب له الطاعة ، أي شروط الإمامة او الولاية .وفريق آخر ،مثل الفارابي وابن المقفع ونظام الملك ..ركز جهده واهتمامه علي اسداء النصح للحاكم او الآمير ".ويمكننا الزعم ان العرب والمسلمون قصدوا بالدولة الحقبة الزمنية التي سيطرت فيها جماعة

أبعاد ثورة الربيع ومآلاتها

لا شك أن نجاح الثورة في مصر وتونس (على الأقل في تحقيق مطلب الشعب الأول.. إسقاط الرئيس /الرمز)، يؤشر لمرحلة جديدة سياسياً واجتماعياً ستشهدها المنطقة العربية في مقبل الأيام والسنوات. وإذا اكتمل نجاح الثورة بتأسيس أنظمة ديمقراطية، والتوصل لصيغة جديدة للحياة السياسية في البلدين بما يؤدي إلى الاستقرار وإلى حياة سياسية طبيعة ونظام اجتماعي صحي وصحيح في مصر وتونس وبقية الأقطار.. فإن ذلك سيكون بمثابة نهاية عهد (البلطجية)، وبداية لعهد جديد.. عهد حكم سيادة الشعب، وحكم القانون. وبتكامل كل ذلك ستزول وتنتهي العديد من الخصائص والمظاهر التي طبعت الحياة العامة في المرحلة الماضية، وستسقط العديد من أصنام الفكر والسياسة التي عبدت فيها، وستتلاشى كذلك العديد من المسلمات والأطروحات والنظريات.. ومن أبرز المسلمات والأطروحات والأصنام التي ستتلاشى وتسقط: 1/ نهاية حقبة الضباط الأحرار: وفي الواقع مر وقت طويل منذ أن سمعنا بآخر انقلاب عسكري وآخر بيان سياسي.. وفيما عدا حالات نادرة في موريتانيا والسودان كان الوضع العام هو استقرار الأوضاع على ما هي عليه.. ويعزى ذلك الاستقرار، والذي هو إلى الجمود أقرب، إ

أسباب الثورات

يمكن تقسيم أسباب الثورات العربية إلى قسمين اثنين، قسم يشمل الأسباب التي أدت إلى تراكم الغضب الشعبي والسخط العام عبر عقود طويلة، وقادت لهذا الاحتقان العظيم، وقسم ثانٍ يضم الأسباب التي أدت وتؤدي إلى تفجير هذا الغضب في شكل تظاهرات وحركات احتجاج وعصيان مدني وتمرد شعبي. أسباب الغضب: هنالك مجموعة من الأسباب أدت لتراكم وتفاقم الغضب الجماهيري، وهي الأسباب التي وضعت الشعوب في النهاية في مواجهة مع أنظمتها وحكوماتها، ويشمل قسم أسباب الغضب ما يلي: 1.     التضييق السياسي: وتندرج تحت عنوان (التضييق السياسي) كل الأفعال التي ارتكبتها الأنظمة العربية لقهر وترويض شعوبها وتدجينها؛ من قمع لحريات الرأي والفكر والاعتقاد؛ حيث أن النظام الرسمي احتكر حق التفكير والرأي والتعبير واختزله في وسائل إعلام رسمية أو خاصة (صحف قومية أو مستقلة) يسيطر عليها الموالون له، وتزوير الانتخابات لاحتكار مقاعد البرلمان والمجالس المحلية البلدية... ومن قمع كذلك لحريات التنظيم والاجتماع ووقفها على تكوين المنظمات والأحزاب والجمعيات التي تسبح بحمد نظام الزعيم وحزبه الأوحد..   ومن قمع كذلك لحريات التنظيم والاجتماع وو