التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٥

حرب اليمن.. حلف الخصوم.. و قوة القمع العربي المشترك

 تمكنت المملكة السعودية من حشد حلف كبير يساندها لشن غارات جوية قد تتطور الي اجتياح بري لليمن بغرض انهاء الطموح السلطوي لجماعة انصار الله (الحوثية) وحليفها الجديد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح،   قد تكون المخاوف السعودية مفهومة خصوصا عندما يتعلق الامر بنفوذ ايراني عند خاصرتها الجنوبية؛ لكن ليس هذا هو الامر برمته، وليست كذلك صورة كاملة لأبعاد الصراع في اليمن، فالسعودية ومن خلفها الحلف الخليجي كانت اياديهم تعبث بالملف اليمني منذ أمد بعيد، وهم والغون تماما ومساهمون في زيادة تعقيد المشهد اليمن، فمثلما سعت السعودية في الستينات من أجل وقف مد انقلابات الضباط واقامة جمهوريات علي انقاض الممالك العربية؛ وخاضت لأجل ذلك حربا ضد مصر الناصرية علي ارض اليمن ودعمت حينها الامام الزيدي (أحمد) ملك اليمن، ما يعني ان الحرب في اليمن ليست حربا مذهبية في الاساس وانما حرب لها ابعاد سياسية بامتياز وبعيدة كل البعد عن ان تكون حرب لأسباب او اهداف دينية، السعودية تدخلت في العام 2011م من أجل عرقلة ثورة شباب اليمن وجاهدت من اجل ان يكون المخرج (خليجي /سعودي) وليس يمينياً ، وذلك حين ساندت علي عبدالل صالح حتي

قانون العقوبات الدينية ... النطع والسيف والسوط

  يعد " برنامج " تطبيق العقوبات الدينية " الحدود " بالاضافة لتطبيق " الدستور الاسلامي "  علي ما يعتورهما من فجاجة في الطرح؛ يعدان من أهم برامج الحركات الاسلامية.. و في السودان كان القانون "الديني" الاسلامي هو من أول البرامج والشعارات التي لوحت به الحركة الاسلامية السودانية "جبهة الميثاق، الجبهة القومية ..الخ" ،    لم تهتم تلك الحركات علي اختلاف مسمياتها بالعمل علي تقديم رؤية كاملة تستوعب كل ابعاد خطوة تبني نظام قانوني جديد مختلف بما يتلافي الاثار السالبة لمثل تلك الخطوة علي اجهزة تطبيق القانون وعلي المجتمع وكذا علي الفئات الاخري التي ليس لها ادني مصلحة أورغبة في احداث تعديل أو تبني التشريعات الدينية-الاسلامية... بل ركزوا واستفادوا من شعبوية تلك الخطوة علي اعتبار ان معظم السودانيين مسلمين و مؤمنيين يتوقون لتطبيق الدين علي حياتهم ..الخ،    تم تطبيق تلك القوانين اولاً في عهد الرئيس المخلوع جعفر نميري "سبتمبر 1983م" ثم تم تأكيد هذا التوجه في بدايات عهد الرئيس الحالي البشير "1990م"؛ وقد كان قادة التيار الاسلامي وراء ال

حـوار مـع النخـب الإسلامية (3)*

  يمثل التنظيم السياسي أحد أعقد المعضلات التي واجهت الاسلاميين وستواجههم في المستقبل إن هم استمروا في التعاطي معها علي ذات النحو، واذا كانت الحركة الاسلامية قد خلطت بين مهام الحزب و مهام أولويات غيره من من التكوينات والمنظمات المدنيةفان تصورها للحزب ولمفهوم التنظيم السياسي (الاسلامي) لم يكن بأحسن حالاً، فقد اختلط تصورها له والتبس عليها حتي اصبح مزيجا من عدة مفاهيم أبرزها مفهوم الحزب لدي انظمة الحزب الواحد (الشيوعية مثال)، ومفهوم الحزب في دول العالم الثالث الذي تمتزج فيه الولاءات العرقية والدينية بالسياسية كما ألقت عليه مفردة حزب الواردة في الدين والفقه الاسلامي بظلالها السالبة.. إن الحزب ( التنظيم السياسي ) وفقاً لعلم السياسة هو الآلية والأداة التى تعين على تحقيق الأهداف والغايات وهو الشكل الذي يحتوى المضمون والموضوع فيصونه ويحافظ عليه ، لذا فإن أهميته كأداة وشكل لا تنقص عن أهمية الهدف والغاية والمضمون أن لم تزد عليها ولا يجوز فيها التجاوز ، لكون ان عيوب او اخطاء في الشكل والوسيلة   ستنعكس لا محالة على المضمون والهدف أي القضية أو الرؤية السياسية والفكرية . وهذا بالضبط ما لم

حوار مع النخب الاسلامية (2) .. السيكيولارية (العلمانية) والديمقراطية*

   من حقائق التاريخ أن التيار السياسي (العلماني) في السودان ، وفي البلدان العربية والإسلامية وبلدان العالم الثالث عموماً هو الرائد في التصدي للقضايا الوطنية والسياسية وهو من تشكلت على يديه الدولة الحديثة في كل تلك الاقطار بعد ان اسهم بقدر وافر في انتزاع تلك البلدان وشعوبها لحرياتها واستغلالها ، علاوة على ذلك فإن التيار العلماني بقيادة كمال اتاتورك هو الذي وضع حدا لهيمنة الدولة العثمانية / التركية ولبطشها بشعوب المنطقة الإسلامية ( لا نزال في السودان نذكر جور التركية ) وبالاتراك انفسهم ووضع حد للإنحلال الداخلي للدولة التركية ( فلم تعد الآن هي رجل أوربا المريض) . لكن عندما بدأ التيار الديني الجديد في الظهور ( الإسلاميون) متزامناً مع بدايات الحرب الباردة وحظي بدعم ورعاية الدول الغربية باعتباره ترياقا للخطر الشيوعي ، بدأ عندها التيار العلماني يتراجع بسبب ان الحركات الإسلامية داست في طريقها ­( أول ما داست) المبادئ العلمانية وبسبب أن التيار الديني القديم ( الطائفية والاحزاب التقليدية) في السودان ، وفي غيره من الدول المشار إليها ( والتي استعان بها التيار العلماني في إنجاز الاستقلال )

حـوار مع النخب الاسلامية (1)*

  يمكن الركون بإطمئنان إلى أن غياب الحوار وعدم الإهتمام بمخاوف واهتمامات ووجهة نظر الآخر هو السبب الأول الذي قاد إلى تضعضع دولة الإسلاميين ، وقد كشف اختلاف الإسلاميين وسقوط مشروعهم الحضاري آثر ذلك عن أن الحوار لم يكن الفضيلة الغائبة بين الإسلاميين وخصومهم فحسب بل بينهم بعضهم البعض أيضاً، وبرغم محاولات بعض رموز ( الانتلجنسيا) الإسلامية ( أمين حسن عمر وبابكر حنين وحسين خوجلي وحسن مكي وأنضم إليهم مؤخراً الرجل المتنفذ جداً سابقاً غازي صلاح الدين) فبرغم محاولات هؤلاء الحثيثة من أجل تجذير ثقافة التحاور وأدبها في أوساط الإسلاميين إلا أنها كانت محاولات معزولة.. ( و يلاحظ أن جميع من أشرنا إليهم من خارج المؤسسة الرسمية عدا أمين حسن عمر ) وأقرب ما تكون إلى سماع الصدي أو ( حوار الطرشان) في أغلب الأحيان ..   السبب وراء ذلك يكمن بالأساس في غياب الشفافية والى أجواء التعبئة السياسية والفكرية التي اخضعت لها اجهزة الإعلام ( وهي اجهزة الحوار الاساسية في تلك المرحلة) . إن تحرينا الصدق والعلمية فإن غياب لغة الحوار لا يتحمل الإسلاميون بمفردهم مسؤوليته ، فسياسياً كان للقمع واسكات الأصوات نصيب الأ