التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٣

الانتخاب كمرادف للحق الالهي عند الاسلاميين *

"*نشر بصحيفة الايام في العام 2008 تقريبا "    الي وقت قريب كانت كل الحركات الاسلامية التي بدأت تقتحم ميادين العمل السياسي ،كانت لا تؤمن بالديمقراطية وافكارها ومبادئها ولاتقبل بالانتخابات كطريق وحيد يقود الي السلطة والحكم، وتعتبر ذلك كله رجس من عمل الكفار و وحي الابالسة ، وتعتمد بالمقابل حزمة من الشعارات " الاستخلاف في الارض، الحكم بأمر الله" الي غير ذلك من المفاهيم الغامضة والملتبسة التي تصب في خانة التفويض الالهي.   هذا الوضع كان يسهل معه التصدي الفكري بالجدل ومقارعة الحجة لكشف هشاشة الاسس التي تقوم عليها تلك الحركات ويسهل فضح افتقارها الي اي سند منطقي او عقلاني واثبات انها لاتصلح كبديل سياسي و لاتمثل خيارا او بديلا مقبول.    لكن ولما كانت معظم الانظمة الحكمة في البلدان العربية والاسلامية "ان لم نقل كلها" هي انظمة ديكتاتورية وحكومات شمولية ...لكونها جزء اصيل من منظومة دول العالم الثالث التي تعاني تخلف سياسي واقتصادي واجتماعي؛  ولما كانت معظم الحركات والاحزاب "الديمقراطية" القومية وغير القومية تعاني من اشكالات جوهرية جعلتها هي الاخري

مــن الواقـــع

      لم يكن، حين عرض اوراقه التي تشرح حاله وتبين حاجته وتدعم ما يرويه، لم يكن؛ حين عرضها علي مجموعة لا يدل سمتها علي ان فيهم من يختلف عمن ظل يعرض عليهم حاجته لأشهر قضها سعياً في اسفلت المدينة وأسمنتها.. فغاية ما توقعه ان يساعدوه بجنيهات قليلة إن لم يديروا له وجوههم ويزوروا عنه، تقدم نحوهم بملامحه التي هدها التعب والجوع، ببشرته التي لوحتها شمس شوارع الخرطوم التي لا ترحم، بملابسه التي تروي رقة حاله، بجلبابه "والذي مثل صاحبه يستمسك بالصبر قد علته غبرة وتشرب بالعرق، بعمامته التي فعلت فيها اصابع الزمن فيها الافاعيل، بحذاءه الذي ما أفادته شكواه الواضحة الفصيحة لكل ذي نظر وحكمة.. تقدم نحوهم شارحاً مأساته وراوياً قصة ابنته الصغيرة التي ألم بها مرض عضال لا تتحمله سنواتها الغضة، مرض اعجز اطباء البلاد فأقروا بحاجتها الي السفر لتلقي العلاج بأحد مستشفيات العالم الأول، قدم الاوراق بثقة وهو يعلم انها تشرح ذلك افضل منه فهو الريفي الذي لم تحوجه الدنيا من قبل الي لغة يسأل الناس بها إلحافاً.      نقده بعضهم جنيات لا تغني، بينما يهم بالانصراف أحس بنظرات احدهم تختلف عن جميع من عرض عليهم حاجته

طرفاها الفريق البشير والدكتور "نافع".. أزمة مكتومة داخل النظام

      نذر ازمة مكتومة تلوح داخل خندق النظام طرفاها الجنرال و"نافع" الدكتور الاكاديمي الذي ولج دنيا السياسة من اضيق ابوابها "بوابة العمل الامني والتاميني" ،   ومن حينها ظل د. نافع يثابر علي تحسين موقفه وموقعه وقربه من الرئيس ويثابر علي ملاحقة واقصاء منافسيه وقد كان مسعاه مكللاً دوماً بنجاح مذهل حتي اضحي في وقت قياسي احد ابرز المتنفذين في نظام البشير، بل ولفترة طويلة الحاكم الفعلي برغم وجود عديدين "رسمياً" في مناصب أعلي من منصبه وهم البشير نفسه والنائب الاول "سلفا سابقا/ وطه حالياً والحاج آدم وأخرين"   نجح المساعد "مساعد الرئيس أو مساعد رئيس الحزب الحاكم" في تحجيم دور البعض (علي عثمان) وفي اقصاء أخرين (قوش) .. كما ظل يمثل مصدر ازعاج دائم لخصوم النظام بسبب تعليقاته اللاذعة حيناً والمسيئة دائماً والتي لا تلتزم بابسط قواعد السياسة او الدبلوماسية او الاتكيت، ولكن بما ان اقصي طموحه ان يبقي مقرباً وفي ظل كرسي البشير ولا يطمح في تجاوز مرحلة الرجل الثاني فعلياً والشخص المتنفذ وان كان بعيداً عن الاضواء الاعلامية المباشرة التي تتركز عادةً

رعاــيا بلا راعــي

مما هو معلوم، ان حماية وصون حياة وسلامة ومصالح رعايا الدولة - أي دولة – تأتي علي رأس قائمة اهداف السياسة الخارجية للدول ولها الاولوية علي بقية مهام الهيئات الدبلوماسية " وزارة الخارجية وسفاراتها وقنصلياتها.."    هذا هو الوضع الطبيعي لأي دولة تحترم نفسها وتتحمل مسئولياتها كاملةً حيال مواطنيها ورعاياها. أما في حالة الدول التي لا تحترم مواطنها "ولا تحترم نفسها ايضاً" كما هو حالنا للأسف؛ حالة الدول التي تضطهد وتذل وتهين مواطنها وزهق روحه لأتفه سبب.. فإن رعاية مصالح مواطنيها في الخارج ليس من اولوياتها بل وليس ضمن قائمة مشغولياتها علي الاطلاق.   وما بين هذا وذاك (نموذج النظام الذي يحترم المواطن ويرعي مصالحه في الخارج ونموذج النظام الذي لايحترم ولا يرعي..) ثمة نموذج وسطي نتمي لو ان حكومتنا تسعي لتطبيقه " نسبةً لأن النموذج الاول سيستعصي عليها" هذا النموذج الوسطي هو نموذج النظام الذي يهين مواطنه ولكن في ذات الوقت لايقبل ولا ان تهين مواطنها اي قوة علي وجه الارض .. وقد كان نظام المخلوع مبارك خير مثال علي هذا النوع من الانظمة،     ان حالنا مع حكومتنا يشبه حال

نفط الشمال والجنوب

  كلما حدث ما يوتر العلاقات "المتوترة خلقة ربنا" بين "دولتي" السودان وما يشوب صفوها؛ لوحنا من جانبنا بقفل الانبوب الناقل للنفط وإغلاق الحدود .. ولوحوا من جانبهم "أي حكومة الجنوب" بمشروع بناء خط انابيب عبر كينيا، وكلما هدأت النفوس عدنا لكلام "المليس" وليس لكلام العقل والمصالح.   صحيح ان الملف الأمني لاينفصل عن ملف العلائق الاقتصادية والتجارية "النفط علي راسها" وان التوتر فيه يلقي بظلال سالبة عليهما ، إلا ان الحديث القائل بأن حسم الملف الأمني مقدم علي فتح بقية الملفات حديث تعوزه الحكمة.   اليس من الوجاهة القول بأن تقوية المصالح والروابط الاقتصادية والتجارية يمكن ان يلقي بظلال ايجابية علي الملفات الامنية والسياسية ويقود الي تهدئة بل وسلام دائم؟   ان مصلحة الدولتين والشعبين والحكومتين تقتضي هدوء الاحوال الامنية علي النقاط الحدودية وصولاً لأعلي مستوي من التنسيق والانسيابية التجارية والادارية للسلع والبضائع والخدمات بين البلدين، تلك حقيقة لا أجادل بشأنها، لكن الوصول الي تلك التهدئة وحسم الملفات الامنية "دعم المعارضات المسلحة ومنا

الري ... السوداني

  بناء سد علي نهر (كالنيل) يعد أحد أطول أنهار الدنيا و يمر بعدة دول؛ هو بلا شك حدث يستحق ان يكون (حديث الساعة) لما له من تداعيات وابعاد اقتصادية وامنية وسياسية ..وتحويل مجري نهر (كالازرق) الذي يعد من أهم روافد النيل حدث يستحق الاهتمام الذي يكتسبه محلية واقليميا وعالميا..   لست خبيراً في ( الامن المائي) أو (الاستراتيجيات) لأفتي في شأن بناء اثيوبيا لـ(سد النهضة أو الالفية) لكن هذا لايحول دون ابداء بعض الملاحظات العابرة والتي أراها هامة.   أولي الملاحظات، هي وللأسف الشديد أننا لا نملك موقف خاص بنا ولا رأي يمثل مصلحتنا المباشرة وذلك بسبب أننا لم نولي مسألة مياه النيل الاهتمام الذي تستحقه، ولانزال ننظر لمسألة المياه علي اعتبار انها شأن يخص المصريين وينفردوا بالعلم به، هذا الاعتقاد والتصور عائد لممارسة كانت سائدة في الاستعمار " المصري-الانجليزي" لبلادنا، ففي تلك الحقب كانت إدارة "الري المصري" هي احدي أهم الادارات المصرية التي تنشط في السودان، ومن منا ليس له جد مباشر او غير مباشر لم يعمل موظفا او عاملا في تلك الادارة؟ بل احدي اهم مقولاتنا (راجي الري!!) تعكس ذل

وجــدت الكــنز

    السودان بلد غني بموارد مائية وزراعية وحيوانية، وباطن الأرض فيه يعج بالمعادن من حديد وذهب وفضة ونحاس ... وحتي يورانيوم، اضافةً الي ان النفط فيه "علي قفا من يشيل"!!   هذه النغمة طالما إ ستمعنا اليها من افواه الساسة خصوصا الحكوميين منهم ومن افواه باقي المتكلمين والمتفكرين والمتفلسفين والمتصحفين ...الخ.       تلك نغمة اخال ان المقصود منها مجرد تعزية المواطن المغلوب والمطحون بواقع الحال الاقتصادي والسياسي أو هي من باب تعزية النفس في احسن الاحوال .. لكن في الغالب تؤدي الي نتيجة واحدة هي تخدير الجميع ليهربوا الي عالم الخيال والحلم من عالم الواقع والكابوس.. لا أريد ان أكذب تلك النغمة فهي قد تكون صحيحة أو كاذبة ، فعلي كل حال ليست علي قدر من الاهمية وليست لها الاولوية، فكون ان وطننا غني او فقير لايعني   الكثير لأنه يبقي وطننا الذي "بأسمه كتبنا ورطنا" وسنكتب ونرطن...     النغمة المهمة علي ما أعتقد هي ان السودان وطن غني بإنسانه والانسان هو مناط وغاية " أو هكذا ينبغي ان يكون"؛ غاية أي سياسة او خطة أو برنامج. ففي علم الاقتصاد الحديث يعد المورد البشري

ليلة سياسية

   نظمت الحكومة وحزبها (المؤتمر الوطني) سلسلة مناشط سياسية خلال الايام الفائتة كردة فعل سياسية علي تردي الاوضاع الامنية بمناطق واسعه من غرب و وسط غرب وجنوب البلاد نتيجة للعمليات العسكرية التي شنتها الحركة الثورية...    تلك الفعاليات والانشطة الحكومية أو شبه الحكومية تبقي ضعيفة الاثر اذ لا تجد لها ذكر الافي في صفحات بعض الصحف وعلي استحياء شديد.. او في اثير الاذعة والفضائيات التي هي كخادم الفكي مجبورة علي الصلاة والتسببيح. وشخصيا وبرغم اتساع نطاق تحركي اليومي ومن ثم اتساع نطاق الفئات الاجتماعية التي التقيها في تحركي ذاك، إلا انني لم أسمع بل ولم التقي من حضر او سمع عن تلك الانشطة!!    أنا لا استغرب ذلك لسبب بسيط هواننا ومنذ 1989م لا نعيش حياة سياسية سوية أوحياة عامة اعتيادية ، فالمؤتمر الوطني الذي يحظر انشطة باقي الاحزاب والفئات ولا يسمح لها باقامة ندواتها ولياليها السياسية ومهرجاناتها الخطابية..الخ، ها هو الأن يجابه بحظر من نوع مختلف، حظر اشد مضاضةً، وهو مقاطعة الجمهور لنشاطه وانفضاض الناس من حوله.    إن المؤتمر الذي أدمن اطلاق الحملات والفعاليات (مدفوعة القيمة) من نفرات

زمن الرقيب

بلاشك فان ممارسة الرقابة "أي شكل منها" علي الصحافة والرأي والنشر تمثل انكاراً لأهمية الرأي الحر وإهداراً لقيمة التفكير وحطاً من قيمة العقل وتقليلاً من أهمية دور الصحافة ورسالتها و استخفافاً بحق التعبير والنشر والحق في امتلاك المعلومة وتداولها.. واهداراً كذلك لحق أصيل ومهم من حقوق الانسان المعترف بها والمرعية دولياً، وتمثل كذلك وصايةً علي المجتمع بكل فئاته " نخبه وعامته" من قبل واحدة هي الفئة الحاكمة والمتنفذة.    ان الرقابة علي اختلاف اشكالها والتي ظلت مفروضة علي الصحف وسائر المطبوعات طيلة عهد الانقاذ تسببت في تشوهات في الجسد الصحفي والاعلامي ولن تزول تلك التشوهات الا بسلسلة من الاجراءات والتدابير العلاجية والتي ستستغرق زمناً ليس بالقصير..    المضحك المبكي في شان الصحافة والرقابة في بلادنا توضحه عدة مواقف تأخذ طابع الطرائف ويتداولها الصحفيون والاعلاميون في اوساطهم، وتوضح تلك الطرائف "التراجيدية أو الكوميديا السوداوية" حجم المأساة التي يعيشها الاعلام وحجم المعاناة التي يمر بها الصحفيون وفداحة الخلل الذي تسببت به الدولة الانقاذية عبر رقابتها