التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ليلة سياسية

   نظمت الحكومة وحزبها (المؤتمر الوطني) سلسلة مناشط سياسية خلال الايام
الفائتة كردة فعل سياسية علي تردي الاوضاع الامنية بمناطق واسعه من غرب و
وسط غرب وجنوب البلاد نتيجة للعمليات العسكرية التي شنتها الحركة
الثورية...
   تلك الفعاليات والانشطة الحكومية أو شبه الحكومية تبقي ضعيفة الاثر اذ
لا تجد لها ذكر الافي في صفحات بعض الصحف وعلي استحياء شديد.. او في اثير
الاذعة والفضائيات التي هي كخادم الفكي مجبورة علي الصلاة والتسببيح.
وشخصيا وبرغم اتساع نطاق تحركي اليومي ومن ثم اتساع نطاق الفئات
الاجتماعية التي التقيها في تحركي ذاك، إلا انني لم أسمع بل ولم التقي من
حضر او سمع عن تلك الانشطة!!
   أنا لا استغرب ذلك لسبب بسيط هواننا ومنذ 1989م لا نعيش حياة سياسية
سوية أوحياة عامة اعتيادية ، فالمؤتمر الوطني الذي يحظر انشطة باقي
الاحزاب والفئات ولا يسمح لها باقامة ندواتها ولياليها السياسية
ومهرجاناتها الخطابية..الخ، ها هو الأن يجابه بحظر من نوع مختلف، حظر اشد
مضاضةً، وهو مقاطعة الجمهور لنشاطه وانفضاض الناس من حوله.
   إن المؤتمر الذي أدمن اطلاق الحملات والفعاليات (مدفوعة القيمة) من
نفرات ومسيرات وتجريدات..الخ . و اصبح لها متعهديها وروادها الذين أثروا
وتكسبوا من هذا النوع من النشاط "السياسي"!! هذا المؤتمر قد افسد الحياة
السياسية، ونفي عنها الطابع الطوعي الذي كان (وينبغي) ان يميز العمل
السياسي والحزبي .. وتحولت السياسة بفضله الي نشاط للتكسب الانتهازي
والارتزاق الرخيص. و الأن ها هو يحتاج لقوة الجماهير الحقيقية.. القوة
غير المدفوعة بمال او غرض وغير المكرية، القوة التي يحتاج اليها للقيام
بعمل حقيقي نابع من الضمير الحر وليس لمجرد عرض اعلامي او نفاق للرأي
العام العالمي او المحلي..
   لن يصل المؤتمر الوطني لمراده في حشد جماهير حرة الا اذا اطلق لبقية
القوي حرية العمل السياسي، و أرخي قوة قبضته الأمنية التي كبل بها الحياة
السياسية والعامة.
  إن بلادنا تمر بمرحلة يمكن وصفها بأنها مرحلة (مابعد المنعطف
التاريخي)، هي مرحلة تكون فيها او لا تكون، ولن تجدي في هذه المرحلة
شعارات يصكها منافقون ويهتف بها مأجورون ويصدقها حمقي... لن تجدي بعد
اليوم شعارات من شاكلة " لاصوت يعلو فوق صوت المعركة" ولا هتافات "هي
لله.. ولا لدنيا قد عملنا"... ما يجدي الأن هو اطلاق الحرية و ايقاف
احتكار الصوب والحكمة فهذا فقط ما يفيد في تضميد جراح هذا الوطن المثخن
بجراح الانفصال والانقسام والاختلاف والقطيعة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...