التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٧

بين الخرطوم و تل ابيب ؟

  اللغط الذي اثاره تصريح نائب رئيس الوزراء المعين حديثا 'عقب حوار الطرشان' لا يستحق  التوقف عنده لأن التصريح بلا قيمة و مطلقه كذلك .. لكن لأن سب اسرائيل في خطابنا السياسي تكسبت منه حكومة الاسلاميين ردحا و كذا سلم المناداة بالتطبيع صعد به نفر من غمار المعارضين و المغامرين من لدن عبد الواحد الي تراجي واخرين . ربما يكون من المفيد التوقف و القاء ضوء علي معادلة العلاقة الصفرية بين تل ابيب والخرطوم. لم يكن موقف السودان من قيام و تصرفات دولة الكيان اليهودي بدعا او منفردا بل كان ضمن نسيج منظومة الدول الداعمة للتحرر الوطني والمناهضة للاستعمار بكل اشكاله و كانت تلك المنظومة تمتد من اسيا الي اميركا اللاتينية عبر افريقيا وشملت دول ايضا من شرق اوروبا و غربها كذلك؛ ثم كانت في لب هذه المنظومة نواة تشمل كل الدول العربية والاسلامية وكان السودان ولايزال كذلك عضوا اصيلا في هذه النواة.. صحيح ان الزمان ماعاد نفسه ذات الزمان و ان حلف الدول المناهضة للاستعمار والفصل العنصري قد تآكل و اهترأ بعد انهيار جدار برلين و تفكك الكتلة الشرقية و قبلها تفكك عري حلف دول عدم الانحياز تحت وطأة ضربات القطبين،

الاسلام السياسي في نسخته المغاربية

   للاسلام السياسي عدة صور واشكال ونسخ 'معظمها ان لم نقل كلها شائه' ابرز تلك النسخ النسخة الشرقية والتي انطلقت من مصر مع ميلاد حركة حسن البنا 'الاخوان المسلمين' سنة 1928م و تشمل كل حركات الدين السياسي في دول الشرقين الاوسط والادني 'من حماس الي طالبان /الافغانية والباكستانية/ مرورا بنظام جمهورية ايران الاسلامية وحزب رجب اردوغان'، و نسخة مغاربية تضم حركة الغنوشي التونسية و حركات الجزائر 'جبهة الانقاذ' وتوابعها و حزب العدالة والتنمية الذي يمثل  اسلاميي المملكة المغربية. وفيما يعتبر الكثيرون ان حركة البنا هي النواة التي خرجت منها كل حركات الاسلام السياسي ويصدق هذا الوصف علي كل حركات المشرق 'عدا ايران بطبيعة الحال لاختلاف المذهب ولكون الاسلام السياسي في طهران وصل مرحلة الدولة قبل العبور بمرحلة الحركة؛ وايا كان الحال فلايمكن وصف تيار المحافظين او الاصلاحيين فيها بالحركة او الحزب الا تجاوزا، الا انه من الراجح ان الايرانيين وبرغم اختلاف المذاهب قد استلهموا الكثير من فكر البنا'. الا انه يصدق بدرجة اعلي مع حركات المغرب ابان نشأتها وفي سنواتها اﻷولي،  ا

السودان أغني من الخليج وبما لا مجال للمقارنة...

  ليس علي سبيل تعزية النفس بالنسبة الينا كسودانيين في ازمتنا الوطنية الراهنة ولا الاثارة الرخيصة او حتي التقليل من مقدرات الخليجيين لكن للحقيقة فان السودان اغني من دول مجلس الخليج مجتمعة ولجهلنا بهذه الحقيقة طفقنا نبحث عن الثراء في الخليج فكان السودان هو الخاسر الاكبر من هذه الصلة 'حالة الاغتراب للعمل في الخليج'.    تاريخيا معروف انه قبل انتاج النفط وطفراته في الخليج كان السودان يتمتع بحالة رفاهية معيشية ممتازة و اقتصاد زراعي وصناعي ومعرفي ناهض .. كانت نسب فوائض ميزانية الدولة في ارتفاع مضطرد والميزان التجاري تميل كفته لصالح البلد، كان التعليم العام والعالي يقدم خدمة مجانية بالكامل و وفق المقاييس الدولية، وكذلك خدمات الصحة العلاجية، ومعدلات البطالة في ادني مستوياتها ولكل المجتمع اذ كانت المرأة تتقدم في كل المجالات حذو الرجل؛ في القطاعين العام والخاص و في صفوف الجيش والبوليس وسلك القضاء والبرلمان ووو كان السودان بمورده البشري فقط 'كادر جيد التعليم وكادر عالي التدريب و التأهيل' ينافس علي مركز بين الامم المتقدمة. كانت المسارح ودور السينما تعج بالرواد والعروض وكليات

مدينة المليون حانوت .. الأسواق تبتلع الخرطوم!!

  قبل عام تقريبا حدث صراع بين مراكز النفوذ الإقتصادي والسياسي و'السوقي' في محلية الخرطوم 'البلدية رقم واحد في السودان' كشف عن امتلاك احد ناشطي المؤتمر الوطني الحاكم لعدد ألف دكان 'حانوت' باحد الاسواق العشوائية بقلب الخرطوم تحديد منطقة ميدان الخواجة جاكسون والتي تقع في تقاطعات شوارع الامام المهدي و السيد عبد الرحمن من ناحية الجنوب والشمال و الحرية و البطل علي عبد اللطيف من الشرق والغرب، تم تسوية الصراع سريعا وكتمه حتي لا تطال نيرانه اخرين في دولة الانقاذ هذه والتي ستجد قصة فساد خلف كل لافتة و تحت اي ورقة او طوبة من طوب الارض، لا تعنينا هنا قصة السوق ولا الالف 'حانوت' ولا الطريقة التي آلت بها ملكيتها لامبراطور الحوانيت 'اسمه اليسع' انما ظاهرة التزايد السرطاني للحوانيت والدكاكين والاكشاك والاسواق فيها!! فلو كنت من قاطني الخرطوم وسألك شخص عن ملامح مدينتك فلن تجد ملمح يميزها سوي انتشار الحوانيت علي طول المدينة وعرضها!! ولو جاءها اي زائر فلن يجد رمزا يختصر له المدينة الا هذه الظاهرة العجيبة!! فعلي امتداد البصر وبطول شوارع الاسفلت و الشوارع الترابي

سهم الحركة الاسلامية في تعقيد اشكال الهوية السودانية

  قبل وصول الحركة الاسلامية السودانية/ الجبهة القومية الاسلامية للسلطة في 30يونيو 1989م عبر انقلاب البشير كانت الاختلافات الاثنية/ العرقية في السودان والتباينات الجهوية كما الدينية في طور الكمون، كانت تعلو و تهبط في لحظات معينة و حسب مهيجات ويتم التعامل معها بحكمة وفي حينها، كانت ابرز مظاهرها اجتماعية لا غير تبرز من حين لآخر وتصل لمحاكم الاحوال الشخصية عند رفض ذوي شمالية مثلا تزويجها من جنوبي، او مسلمة لمسيحي والعكس بالعكس، اما قانونيا في دوائر الدولة ومؤسساتها 'قوات نظامية، مدارس ومعاهد، ومكاتب' لم يكن يبين اي اثر للتباين ذاك، وكانت اقصي تجلياتها عند تحالف النميري في 1978م مع حركة الترابي 'اخوان السودان' التحالف الذي اثمر عن قوانين سبتمبر 1983م الدينية و تمرد بور الذي تبلورت عنه حركة قرنق، وهو التحالف 'نميري-الترابي' الذي مهد السبيل لمرحلة الترابي - البشير والتي انتهت الي انفراد البشير بتقرير الأمور!! لم يكن اكثر الناس تشاؤما ليلة 30 يونيو ليتوقع ان تنحدر الامور اثنيا بين السودانيين لما انحدرت اليه في عهد دولة الاسلاموين، لأن الخطاب الدين الذي يعلمه الناس قب

مقتل جنود فض الشغب؟!!

  تكررت في الاونة الاخيرة حالات وفاة جنود شرطة مكافحة الشغب 'النجدة والعمليات' في عمليات تظاهرات واحتجاجات محدودة داخل مباني مؤسسات التعليم العالي 'جامعة الخرطوم و جامعة بخت الرضا بالدويم'، هذه الاحداث غير المسبوقة ( ونقول غير المسبوقة لأن المعهود في السابق كان حوادث استشهاد الطلاب والمواطنين بينما الطبيعي ان يتم تفريق المحتجين دون اي خسائر في الارواح والممتلكات هذا ان كان رجال الشرطة في قمة جاهزيتهم، اما وفاة جنود الشرطة فهذه جديدة ).. سبب هذه الحوادث في نظري هو ضعف تنظيم وتدريب ومهنية رجال الشرطة، علاوة علي التدخلات السياسية والامنية في عملها. ضعف الشرطة بادي من قمة جهازها، فالمدير العام الضابط ( فني ) الفريق هاشم عثمان الحسين و الوزير نفسه ( وزير الداخلية ) ايضا ضابط فني والذي للمفارقة اضحت صلاحياته ادني من صلاحيات المدير!! وفي العرف البوليسي فان الشرطي الفني بطبيعة تأهيله غير ملم بكل شؤون جهاز الشرطة لذا لا يصلح للإدارات الكبيرة والمهمة ناهيك عن رئاسة وادارة القوة الكاملة للبوليس!! اليوم يعاني جهاز الشرطة من ارتباك قانوني واداري 'وهو ليس بدعا فكل مؤسسات ال

اضطرابات اثيوبيا: انفراط ثان لعقد القرن الأفريقي

تشهد اثيوبيا حاليا اوقاتا عصيبة بسبب اضطرابات إثنية و دينية تتمثل في احتجاجات ومظاهرات سلمية اندلعت في ديسمبر من العام الماضي وتجددت في اغسطس وسبتمبر من هذا العام في اديس اببا العاصمة و عدد من مدن اقاليم الارومو والامهرا، واشتباكات مسلحة في مناطق حدودية خصوصا الغربية منها ( المتاخمة للسودان).     تمثل هذه الاضطرابات هزة ثانية لمنطقة الاخدود الافريقي بعد عقدين من الاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي اعقباء سنوات الثمانينيات العصيبة والتي عانت فيها اثيوبية من عسف العهد الماركسي بقيادة الجنرال مانغستو هيلا مريام، وعانت فيها من موجات جفاف و مجاعات ثم انتهت الي حروب اهلية وثورات مسلحة علي الحكومة المركزية ما اسفر عنه انهيار اثيوبيا الكبري (تشمل اثيوبيا ودولة اريتريا)، وامتدت توابع تلك الهزة لتشمل انهيار السودان القديم (يشمل جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان) و تفكك الدولة الصومالية وما نتج عنه من تفشي الارهاب الاصولي في القرن الافريقي (الارهاب الاصولي الاسود) و بروز ظاهرة القرصنة البحرية من جديد بعد ان كانت من ظواهر القرون الوسطي!! كما امتدت اثاره الي كينيا التي شهدت هزات سياسية عنيف