قبل عام تقريبا حدث صراع بين مراكز النفوذ الإقتصادي والسياسي و'السوقي' في محلية الخرطوم 'البلدية رقم واحد في السودان' كشف عن امتلاك احد ناشطي المؤتمر الوطني الحاكم لعدد ألف دكان 'حانوت' باحد الاسواق العشوائية بقلب الخرطوم تحديد منطقة ميدان الخواجة جاكسون والتي تقع في تقاطعات شوارع الامام المهدي و السيد عبد الرحمن من ناحية الجنوب والشمال و الحرية و البطل علي عبد اللطيف من الشرق والغرب، تم تسوية الصراع سريعا وكتمه حتي لا تطال نيرانه اخرين في دولة الانقاذ هذه والتي ستجد قصة فساد خلف كل لافتة و تحت اي ورقة او طوبة من طوب الارض،
لا تعنينا هنا قصة السوق ولا الالف 'حانوت' ولا الطريقة التي آلت بها ملكيتها لامبراطور الحوانيت 'اسمه اليسع' انما ظاهرة التزايد السرطاني للحوانيت والدكاكين والاكشاك والاسواق فيها!!
فلو كنت من قاطني الخرطوم وسألك شخص عن ملامح مدينتك فلن تجد ملمح يميزها سوي انتشار الحوانيت علي طول المدينة وعرضها!! ولو جاءها اي زائر فلن يجد رمزا يختصر له المدينة الا هذه الظاهرة العجيبة!!
فعلي امتداد البصر وبطول شوارع الاسفلت و الشوارع الترابية تتراص الحوانيت في غيرما نسق و بلا انقطاع احيانا، وحيثما وقعت عينك ستقع علي دكان مفتوح يباشر عمله في البيع والشراء او تقديم خدمة او اخر مغلق في انتظار من يفض اغفاله ويشرع ابوابه!
ليس الامر قاصر علي بلدية الخرطوم شمال 'الرئيسية' بل تتشارك فيها كل بلديات العاصمة السبعة باقسامها الثلاث 'الخرطوم و بحري وامدرمان' وبما فيها البلديات النائية!
كما ان الاسواق تمدد لتصبح المدينة سوق يتصل بسوق في سلسلة جهنمية طويلة، حتي ما عاد المواطن بحاجة للذهاب الي السوق في رحلة كلاسيكية اعتادها قديما فالسوق يأتي اليه بمجرد ان يخطو خطوات قليلة بعيدا عن عتبة بيته، و ما عاد للتسوق عاداته القديمة التي تتطلب تفكير وتخطيط و و ضع ميزانية وقوائم، فحيثما اتفق تنحني قامتك لتلتقط شيئا ثم تبحث في جيبك عن قيمته!!
لا احد ' واجزم' يعرف علي وجه الدقة او التقريب عدد الحوانيت التي تنتشر في شوارع الولاية او ايا من بلدياتها/محلياتها، لا الوالي و لا وزير ماليته و لا وزير تخطيطه ومرافقه و لا أي من معتمدي بلدياته ولا حتي باحث او مراقب محايد!!
كل من شرع في تأسيس بيته بني اولا عدد كبير من الحوانيت بامتداد الشارع حتي يؤمن مصدر رزق ودخل اضافي!! ولم يعد ذلك وقفا علي المنازل، فالمدارس والمستشفيات واقسام البوليس و المساجد و المعسكرات و احيانا المقابر كل اسوارها محاطة بالدكاكين احاطة السوار بالمعصم، ولا يستبعد احدكم ان يجد ذات يوم قريب 'مول تجاري' يتوسط بوابات ابراج عبد الرحيم 'القيادة العامة' او دكان اسبيرات و محل ساندوتشات فول وطعمية قرب غرفة حرس بوابة سراي الحاكم العام 'القصر الجمهوري'.
هذه الفوضي واختلاط حابل الاسواق بنابل السكن و المرافق العامة تستفيد منه الولاية ومحلياتها فالتراخيص التجارية تضخ الملايين في خزاناتها لذا من المستبعد ان تحاول ايقاف تفشي الظاهرة ناهيك عن ان تعالج ما سببته من تشوهات في وجه المدينة وجسدها.
لا تعنينا هنا قصة السوق ولا الالف 'حانوت' ولا الطريقة التي آلت بها ملكيتها لامبراطور الحوانيت 'اسمه اليسع' انما ظاهرة التزايد السرطاني للحوانيت والدكاكين والاكشاك والاسواق فيها!!
فلو كنت من قاطني الخرطوم وسألك شخص عن ملامح مدينتك فلن تجد ملمح يميزها سوي انتشار الحوانيت علي طول المدينة وعرضها!! ولو جاءها اي زائر فلن يجد رمزا يختصر له المدينة الا هذه الظاهرة العجيبة!!
فعلي امتداد البصر وبطول شوارع الاسفلت و الشوارع الترابية تتراص الحوانيت في غيرما نسق و بلا انقطاع احيانا، وحيثما وقعت عينك ستقع علي دكان مفتوح يباشر عمله في البيع والشراء او تقديم خدمة او اخر مغلق في انتظار من يفض اغفاله ويشرع ابوابه!
ليس الامر قاصر علي بلدية الخرطوم شمال 'الرئيسية' بل تتشارك فيها كل بلديات العاصمة السبعة باقسامها الثلاث 'الخرطوم و بحري وامدرمان' وبما فيها البلديات النائية!
كما ان الاسواق تمدد لتصبح المدينة سوق يتصل بسوق في سلسلة جهنمية طويلة، حتي ما عاد المواطن بحاجة للذهاب الي السوق في رحلة كلاسيكية اعتادها قديما فالسوق يأتي اليه بمجرد ان يخطو خطوات قليلة بعيدا عن عتبة بيته، و ما عاد للتسوق عاداته القديمة التي تتطلب تفكير وتخطيط و و ضع ميزانية وقوائم، فحيثما اتفق تنحني قامتك لتلتقط شيئا ثم تبحث في جيبك عن قيمته!!
لا احد ' واجزم' يعرف علي وجه الدقة او التقريب عدد الحوانيت التي تنتشر في شوارع الولاية او ايا من بلدياتها/محلياتها، لا الوالي و لا وزير ماليته و لا وزير تخطيطه ومرافقه و لا أي من معتمدي بلدياته ولا حتي باحث او مراقب محايد!!
كل من شرع في تأسيس بيته بني اولا عدد كبير من الحوانيت بامتداد الشارع حتي يؤمن مصدر رزق ودخل اضافي!! ولم يعد ذلك وقفا علي المنازل، فالمدارس والمستشفيات واقسام البوليس و المساجد و المعسكرات و احيانا المقابر كل اسوارها محاطة بالدكاكين احاطة السوار بالمعصم، ولا يستبعد احدكم ان يجد ذات يوم قريب 'مول تجاري' يتوسط بوابات ابراج عبد الرحيم 'القيادة العامة' او دكان اسبيرات و محل ساندوتشات فول وطعمية قرب غرفة حرس بوابة سراي الحاكم العام 'القصر الجمهوري'.
هذه الفوضي واختلاط حابل الاسواق بنابل السكن و المرافق العامة تستفيد منه الولاية ومحلياتها فالتراخيص التجارية تضخ الملايين في خزاناتها لذا من المستبعد ان تحاول ايقاف تفشي الظاهرة ناهيك عن ان تعالج ما سببته من تشوهات في وجه المدينة وجسدها.
تعليقات
إرسال تعليق