التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٧

اسلاموفوبيا تصيب المسلمين !

   في بادرة لافتة تمثل خطوة جبارة علي طريق تصحيح اخطاء ما يسمي بالحرب علي الارهاب التي اشعلها بوش الابن و الحرب علي التطرف الاسلامي التي يروج لها الان الرئيس ترامب؛ شرعت الدولة الكندية قانونا جديدا 'غير ملزم' يهدف لمعالجة ظاهرة الاسلاموفوبيا والتي تزايدت مؤخرا و اسفرت عن اقصي مستوياتها في مقتل خمسة مصلين في هجوم علي مسجد' تلك الظاهرة 'الاسلاموفوبيا' التي صارت مبرر وشماعة يتم تمرير كل فعل تمييز وكراهية ضد المسلمين بموجبه في الغرب اليوم.    لفائدة الجميع الفوبيا هي الخوف المرضي ومن انواع الخوف /الفوبيا المصنف مرضيا فوبيا الزحام و فوبيا الاماكن المرتفعة و فوبيا الغرباء..الخ، وقد اصطلح الاعلام الغربي علي تسمية حالة الكراهية للمسلمين علي اعتبار انها خوف من الاسلام، وهي في الاساس تسمية غير دقيقة اذ انها ليست حالة مرضية، فالحالة المرضية عذر مقبول قانونا فيما ان الكراهية جريمة صريحة لا مبرر لها وتغذية الاعلام والسياسيين لها لا يبررها بل يستوجب ايقاع العقاب المناسب بمرتكبها و المحرضين عليها.    ما ينطبق علي معاداة السامية يجب ان ينطبق علي معاداة المسلمين، فالثا

المسؤولية القانونية عن النشر علي مواقع التواصل الاجتماعي

   مع تزايد اهمية اعلام المجتمع 'وسائط التواصل الاجتماعي' بدأت الحكومات خصوصا تلك التي لها سجل في انتهاكات حريات الصحافة والرأي بدأت في تطوير اساليب لمحاربة هذه الظاهرة الجديدة والمقلقة خصوصا بعد ما قيل من ان تلك الوسائط الاجتماعية تسببت في اسقاط انظمة وحكومات ما كان احد يظن انها ستسقط ( مبارك/مصر، وقذافي/ليبيا، و بن علي/تونس، وصالح/اليمن ) لتقييد النشر علي وسائط التواصل الاجتماعي شرعت انظمة في سن تشريعات تمكنها من محاسبة ومحاكمة من ينشرون رأي تري انه ماس بأمنها او صورتها!    مؤخرا تداولت الصحف خبر معاقبة السلطات السعودية لداعية اسلامي بتهمة تتعلق بالنشر علي موقع التغريدات 'تويتر' وحكمت عليه بالغرامة و باغلاق حسابه علي الموقع، و خبر اخر يتعلق بدولة الامارت حيث تمت محاكمة ناشط بنفس التهمة وعوقب ايضا بالغرامة وثالث يتعلق بعقوبة سجن مؤبد علي نائب سابق بالبرلمان الكويتي لنفس السبب.. وهناك ملاحقات تتم لمن يقومون بتبادل معلومات علي تطبيقات الهاتف الذكي وخصوصا مجموعات الواتساب.    السؤال المهم هو الي اي مدي يعتبر النشر علي مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي نشرا بالم

العضو الاخير من زمرة 30 يونيو

   في خطوة تمثل خروج علي السائد منذ استيلاءه علي السلطة في 1989م قام رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني و رئيس الحركة الاسلامية 'السودانية' بتعين رفيقه 'المتبقي الوحيد من المجلس الانقلابي- ثورة الانقاذ الوطني' في منصب رئيس الوزراء وهو منصب استحدث لأول مرة منذ قرابة الثلاث عقود هي عمر سلطة البشير؛ ليضيف هذا المنصب لمناصبه السابقة والمتمثلة في منصب عضو مجلس الثورة/الانقلاب ثم النائب الاول لرئيس الجمهورية ونائب رئيس الحركة الاسلامية ..     يعد رئيس الوزراء المعين الثابت الوحيد في كل حكومات البشير اذ ظل يتنقل كوزير بين الدفاع والداخلية و وزارة رئاسة الجمهورية و مجلس الوزراء حتي تسنم منصب النائب الاول عقب الاطاحة بالمحامي الاسلامي علي عثمان محمد طه لينتهي به المطاف الأن رئيسا للوزراء ايضا . يتسأل الناس عن اسباب وموجبات هذه الخطوة في محاولة لاستنتاج مألات الامور وما ان كانت تحمل تغييرا وتحرك ركود الحياة العامة في السودان والذي تسبب فيه نظام البشير نفسه .     في تقديري ان كان ثمة ما يمكن استنباطه فهو ان الانقاذ آخذة في التحول اخيرا الي نظام ديكتاتورية الفرد، فهي كان

في ذكري سقوط الطغاة.. متي يسقط نهجهم؟؟

   في يناير و فبراير الماضيين مرت الذكري السادسة لسقوط عدد من طواغيت السياسة في المنطقة 'بن علي التونسي، مبارك المصري، القذافي الليبي، علي عبدالله لليمني' واهتزت كراسي وعروش تحت آخرين 'بشار السوري'.. برغم السنوات الست التي انقضت 'وهي ليست بالوقت القليل' علي المشهد السياسي في المنطقة الا انه ما من شئ تغير بما كان مأمولا، ولا بمستوي التضحيات التي قدمت..    وحده مبارك من مثل امام القضاء في محاكمات يمكن ان يقال بشأنها الكثير، فيما هرب بن علي واضحي بمأمن من يد العدالة، بينما اغتيل القذافي في حادثة تعكس مدي البربرية التي رسخ لها حكمه، فيما لا يزال علي صالح و بشار الاسد يراوحان سلطاتهما..    ان العلامة الفارقة بين عصر الطواغيت والبلطجة و عصر ثورات الشعوب هي سيادة حكم القانون والمحاكمات العادلة؛ وهذا للأسف لم يحدث بعد،   ان كان الطغاة نجو من المثول امام هيئات تحقيق و محاكم عادلة فهذا لا يعني ان ينجو اعوانهم ايضا .. ان اسقاط رؤوس الانظمة لا يعني بالضرورة تغييرا لافتا، كما انه ليس اخطر من الطغاة الا اعوانهم، وليس اسوأ من الدكتاتور الا الذين برعوا في صناعته..

اقتصاد انتاج الذهب "عشوائيا"

   يعيش السودانيون اليوم حالة متأخرة من ظاهرة 'حمي الذهب'، ونقول متأخرة لأن تلك الظاهرة استشرت في عديد من المجتمعات في القرون الماضية 'خصوصا القرنين الثامن عشر والتاسع عشر' ابان عصر ماقبل العمل والانتاج المنظم 'العشوائي'.    حمي الذهب تلك الظاهرة ملازمة لأزمات النظام الرأسمالي فكلما حدثت هزة اقتصادية وتآكلت المدخرات و استشرت البطالة وانعدم الامل في مخرج قريب وآمن يلجأ الناس الي الذهب كبديل آمن اما من لا يملكون الذهب فانهم لا يستسلمون فثقافة النظام الرأسمالي التي تمجد الثراء تمنح الأمل لمن يملكون اما من لايملكون فتمنحهم الوهم.    استشرت هذه الموجة من حمي الذهب مع بداية العقد الاول من الالفية الثانية وتحديدا مع تضاءل الامال في ثراء النفط وتعاظمت مع خروج السودان من مجال انتاج النفط بعد انفصال جنوب السودان..     تاريخيا كان انتاج الذهب في السودان حاضرا منذ عصر ممالك السودان القديمة 'كرمة وكوش' اذ كانت 'ارض الذهب' من بين اسماء عديدة اطلقها مؤرخين ورحالة علي الاراضي السودانية، و مع الغزو التركي 'حملة محمد علي باشا الكبير' عام 1821

التاريخ علم وليس مجرد سرد قصصي وتفاخر بامجاد الاجداد

البرنامج الوطني لاستكشاف الآثار السودانية     ثار لغط كثيف في الايام الماضية تجاوز الحدود السودانية علي اثر زيارة الاميرة الام القطرية 'موزة ال مسند' الي منطقة البجراوية 'مقر ملوك كوش'، ولم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه الي ملاسنات بين اعلاميين وناشطين هنا و نظراءهم المصريين. لست في وارد التحكيم او التوفيق في هذا النزاع والتلاسن .. انما استرعي انتباهي ان تاريخ السودان و تراثه الحضاري لم يكن حتي وقت قريب 'زيارة الاميرة' في قائمة اهتمامات اؤلئك الناشطين السياسيين والاعلاميين ثم بين يوم وليلة اضحت علي رأس القائمة..     ان احدي اعظم مشاكل هذا البلد هي جهل الفاعلين السياسيين بتاريخ المعلوم وبالتالي عدم اهتمامهم باستكشاف المجهول منه، وجهلهم لقيمة التاريخ نفسه، فانا علي ثقة تامة بانه لو سوئل احدهم بضعة اسئلة من مادة التاريخ المعاصر فان الرسوب فيها والفشل في الاجابة سيكون مصيره.     فمن خلال المجادلات التي تدور بينهم بصفة يومية يقول بعضهم مثلا ان الجنرال شارلس غردون كان يحكم السودان من سراياه 'مقر الحكمدار' باسم انجلترا مع العلم بأنه كان يبيع خدماته ك