التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٧

توقيت مـكة و تقويم الأعــراب

طائفة الاخوان الاسلاميون التي حكمت السودان وهي سليلة فكر منتشر في المنطقة بمسميات ولافتات عدة تختص بعقلية غريبة. عقلية تفكر دائما في التميز لأجل التميز الاختلاف لذات الاختلاف.  هذه الخصيصة قد لا تبين في القضايا الكبري لتشعبها وكثرة تقاطعاتها و لا في امور اقل اهمية لذا لا يستبين الناس اثرها الا ضحي الغد؛ كالبنوك الاسلامية مثلا!!  لكن اغرب تجليات عقليتهم الخلافية الساعية للتفرد كغاية في ذاته والتميز لوجه التميز تتبدي في التوافه!!! التوقيت هو النموذج المثالي هنا، ففي العالم هناك عدة انظمة لتقسيم و قياس الزمن وتحديد الوقت، كلها انظمة علمية تراعي قواعد الجغرافيا والفيزياء والفلك، ولسبب ما حدث اجماع علي النظام المعروف ب' قرنيتش' والذي حدد توقيت قرية قرنيتش كنقطة اساس و تختلف بقية المناطق معها او تتفق حسب موقعها علي خطوط الطول ' قرنيتش تقع في خط الطول صفر' وتعرفون ان خطوط الطول والعرض في الجغرافيا هي خطوط وهمية وضعت لتقسيم الكرة الارضية مناخيا او زمنيا. لكن الاسلامويين الذين لهم رأي في كل شئ فقهي او علمي دنيوي او اخروي، تافه او جليل، لم يعجبهم هذا التقسيم لأنهم لم يست

ليس مجرد فساد

هل ما يحدث لدينا هو 'مجرد' فساد؟ الفساد يعرف بأنه خروج علي القوانين المالية والادارية للدولة وخرق للأنظمة و اللوائح.. عندما يكون الخروج والخرق في حدود نسبة مئوية لا تتجاوز الارقام فيها خانة الاحاد، اما حينما تتجاوز النسبة مستوي ال 50% فاننا نكون ازاء ظاهرة خطيرة جدا ومهدد وجودي للدولة، كل هذا في وجود قانون يحدد ويسمي حالات الخرق و ينص علي تدابير جزائية وعقابية واستردادية و في وجود اجهزة تعمل علي محاصرة تلك الخروقات وترصد حالات الخروج علي القانون و وجود برلمان يسائل و صحافة تكشف التجاوزات، اما حينما يكون القانون يحمي المفسدين والمؤسسات تغطي علي التجاوزات و اعلام خائف يرتجف فاننا نكون بازاء شئ جديد ما يحصل لدينا في السودان ليس فساد وانما نهب منظم وسرقة ممنهجة لا تتم تحت سمع ونظر السلطات والقانون بل وبمباركته و تحت حمايته و وصايته التامة! لأن الوضع الطبيعي ان يكون الفساد هو الاستثناء، وتكون التجاوزات هي الخروج عن ناموس الدولة، فيما الحادث لدينا اضحت معه النزاهة ونظافة اليد والشفافية هي الاستثناء.. وان كانت لمكافحة الفساد تدابير و اجراءات وترسانة قوانين وثقافة، فان

التفكير بمداخل الادراك

   نفكر في احوالنا ومشاكلنا لكن لا نجروء علي اتخاذ قرارات حاسمة او غير حاسمة!! وحتي ان اتخذنا قرارا تظل مشاكلنا هي ذاتها عالقة بلا حلول ويظل حالنا هو ذاته بلا تغير وبلا تقدم !  فأين تكمن المشكلة؟؟    بنظري تكمن المشكلة في العقلية و نمط التفكير الذي نعتمده. فنحن لا نقيم للعقل وزنا اصلا، فهو في المرتبة الثانية علي الأقل بعد المحفوظات 'النصوص الدينية و الادبية والامثال الشعبية' فتفكيرنا تفكير 'نصوصي' بامتياز. نحن علي استعداد لقبول النص ايا كان مصدره علي انه حكم نهائي لا يحل التفكير فيه. ثم هو عقل 'مع ذلك' بقدرة غريبة علي عقلنة ما هو لا عقلاني و شرعنة ما هو غير مقبول وتبرير ما لا مبرر له!  ويكمن السبب في الطريقة الثنائية التي يعتمدها في التفكير فهو قادر علي الانتقال والسير في مسارين بسرعة عجيبة. الانتقال بين ما هو منطقي الي ماهو لا منطقي. ومن الواقع الي الخيال. ومن ماهو علمي مبرهن عليه الي ما هو سحري!! بالتالي لا نري ضرورة لتتبع مسار واحد حتي نهايته لنري الي اين يقودنا انما نقفز بخفة لاعب السيرك بمجرد ان نستشعر ان مسار التفكير او النقاش ليس في صالحنا او ح