التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٩

تكتيك التظاهرات والشارع/ لزيادة فعالية الحراك

   حراك #مدن_السودان_تنتفض يلقي عطف و رضا وتأييد شعبي يصل لدرجة تفويض المتظاهرين للحديث بلسان وضمير الجماعة،    لكن العطف والرضا والتفويض ما عاد كافيا، اليوم جيل الشباب انتزع حقه في الاحتجاج والتظاهر واجبر السلطة علي احترام هذا الحق والاقرار به،    مع هذا الوضع ما عاد لدي اي شخص عذر يبرر تخلفه وابتعاده عن نبض الشارع، اليوم مطلوب و مأمول من كل من لديه قدرة علي المشي وقدرة علي الهتاف ان يمشي مع الجموع ويهتف باعلي صوت حتي يسمع السلطان المتجبر المستبد و يضطر الي تسليم العهدة والخضوع لارادة الشعب في التغيير..    الحراك بلغ مرحلة اللارجعة للوراء كما يقال فعلا، انما ثمة بعض الامور ينبغي حسمها او مراجعتها سريعا حتي لا يتأخر ويتأجل التغيير..    ما ينقصنا الي اليوم هو بعض تكتيكات التظاهر والاحتجاج بحيث يتحقق الهدف باسهل واسرع الوسائل وباقل الخسائر.    من التكتيكات المطلوب اتباعها: 1. التركيز يجب ان يكون علي الحشد في ذاته وثباته لأطول فترة ممكنة بحيث يشاهده اكبر عدد من الناس ويوثقه اكبر عدد منهم و من الصحفيين المحترفين. المقصود من التظاهر ليس غلق الطرقات او عرقلة الحركة؛ هذه امور القصد من

لماذا يتخلف المعلمون عن مواكب التغيير؟!!

   مواكب الحرية والتغيير انتظمت السودان وانضمت اليها كل الفئات تقريبا (اطباء وكوادر صحية،طلاب، محامين، مهندسين،.. الخ ) و تجاوز الفئات المدنية الي كوادر الهيئات العسكرية! لكن برغم ذلك بقيت مساهمة قطاع مهم جدا هو المعلمين ( اساتذة مدارس الأساس والثانوي ) بقيت هذه الفئة بعيدة و متمنعة عن اللحاق بموكب التغيير فيما يمثل اتحادهم النقابي الذي تسيطر عليه عناصر الحزب الحاكم احد داعمي استمرار الحكم الحالي!     المعلمون هم الأقدر علي الاجابة عن هذا التساؤل لكن عليهم اولا ان يطرحوه للتداول بينهم.     و في انتظار ذلك يحق لنا ايضا ان نحاول تفسير موقفهم، لكونهم فئة مؤثرة جدا بحكم تواصلهم اليومي مع كل الأسر و تأثيرهم علي جيل المستقبل.. ولموقفهم اكبر الأثر.     في تقديري اول اسباب ضعف اسهام المعلمين هو اضعاف مركزهم، فوظيفة المعلم لعقود خلت لم تعد وظيفة جاذبة ولا تلقي تقدير مثلما كانت في الماضي، هذا الأمر لم يكن سهوا بل متعمد؛  اذ احجمت الدولة عن توفير الربط المالي الضروري لتقوية التعليم و توفير شروط العمل اللازمة للمعلمين، هذا التدهور ادي الي مغادرة الكثيرين لسلك المعلمين و احجام آخرين عن الالتحاق

استراتيجية الانكار: في قتل المواطنين المحتجين سلمياً والتنصل عن مسؤولية قتلهم!

   لنظام البشير استراتيجة كاملة في التعامل مع المعارضة الشعبية السلمية تعتمد علي عدة تكتيكات تصب في الختام في تثبيت دعائم السلطة بشتي الوسائل والسبل غير المشروعة قبل الوسائل والسبل الشرعية.  من تلك التكتيكات؛ الارتكان للقوة المفرطة ( الاعتقال لآماد لا نهائية/ اخفاء قسري، وتعذيب، وتصفية جسدية للمعارضين/اغتيالات ).     ولانجاح هذا التكتيك تبنت السلطة تكتيكات (قانونية) و اعلامية تعتمد استغلال مشرعين و قانونيين و اعلاميين يسهلون عمل جهاز القمع و يعملون علي اخفاء جرائمه و طمس الادلة و تزييف الوقائع و تكثيف الدعاية التي تظهر السلطة في صورة نظيفة!    بالفعل تم تعديل مجمل المنظومة القانونية من التشريعات و القوانيين الي اللوائح التي تحكم عمل الشرطة و اجهزة المخابرات و الاستخبارات الي جهاز النيابة العامة والمحاكم لتصبح كلها في خدمة الجهاز القمعي بالكامل، بينما تشتغل الميديا علي تجميل المشهد بفرشاتها و الوانها و اضواءها الباهتة او الخافتة.     من التكتيكات المتبعة هذه الايام في مواجهة حراك انتفاضات مدن السودان المختلفة هي اشتراك اجهزة قمعية مختلفة في تفريق المظاهرات و ملاحقة المحتجين بالقتل! ث

خطاب الشارع و خطاب القصر!

  نجح خطاب الشعب، و نجح خطاب الشباب في تسيد الشارع السياسي، و وصل الي رموز النظام في بيوتهم واضحت هتافاته تصك مسامعهم اني ذهبوا؛   الانسلاخات في تنظيم الحركة الاسلامية وحزب المؤتمر الوطني ( لحمة الحكومة وسداته ) بدأت و تتواصل..   اذا النظام بدأ رحلة السقوط والانهيار، انهارت حتي الأن الاقسام الاكبر منه، هو فقط يحاول اخفاء ذلك ويحاول ترميم و رفع ما سقط قبل ان يلحظ المراقبون والعالم هذا السقوط و يعلنونه علي الملأ فيجد النظام نفسه مشيعا الي مزابل التاريخ.   الأن الشباب يقدمون خطاب متماسك تجد اشارات عنه في بيانات تجمع المهنيين السودانيين و كتابات ولقاءات الكثير من الشباب الناشط سياسيا علي مواقع التواصل وعلي شاشات الفضائيات الدولية ( فضائيات الانقاذ - الطاهرالتوم وحسين خوجلي لا تزال حكرا علي الصوت الواحد الداعم للسلطة )..   خطاب الشباب من قلب حراك الشارع يبشر بدولة المواطنة ودولة سيادة حكم القانون و دولة المؤسسات غير المنحازة سياسيا و ذات الصبغة المهنية الاحترافية، و دولة النماء الاقتصادي والرفاه و التقدم العلمي والثقافي والروحي..الخ   خطاب الشارع الشبابي قبلته الاحزاب ذات القيمة التا

#التظاهر_ليس_جريمة.. الجريمة هي استخدام القوة المفرطة في قمعها

مذكرة مفتوحة لوزير عدل جمهورية السودان التاريخ 19 يناير 2019م بنسخة لـ: 1. المفوض الوطني لحقوق الانسان 2. رئيس القضاء 3. النائب العام 4. رئيس المحكمة الدستورية الموضوع: #التظاهر_ليس_جريمة .. الجريمة هي استخدام القوة المفرطة في مواجهة المدنيين العزل السيد/ الوزير درجت اجهزة انفاذ القانون في بلادنا علي اعتبار ان الاحتجاج والتظاهر في حد ذاته فعل يرتكب بالمخالفة للقانون! و ذلك ضرب من الممارسة راجع بالأساس الي طول امد سيادة تدابير الطوارئ والتدابير الاستثنائية التي يمليها النظام السياسي المعتمد علي الغلبة والقهر لا علي القانون والدستور والحقوق والواجبات في دولة المواطنة الديمقراطية. و لا يخفي عليكم ان التظاهر والاحتجاج حق انساني من حقوق الانسان الاساسية والسياسية والاقتصادية وفق ما نص عليه الميثاق العالمي لحقوق الانسان 1948م و  العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والاقتصادية، المواد 20 و 21 علي التوالي. كما نص علي كفالته القانون الوطني ( وثيقة الحريات المضمنة في دستور السودان الانتقالي بتعديلاته المختلفة ) المادة 40 / 1 ( الحق في التجمع السلمي ). و تشير الشرطة و بقية الاجهزة ف

مابعد الانقاذ.. و #سودان_مابعد_البشير

  يحق لنا بعد هذا الصمود الشعبي في الشوارع والذي انتزع حقه في التعبير عن المه و امله وارادته و مطلبه في تغيير الحال و تنحي البشير و اسقاط مجمل نظامه،،   يحق لنا؛ ان نشرع في التفكير و بحث مشاريعنا لمقبل ايامنا و لمصيرنا الوطني في حقبة ما بعد الكيزان و سودان ما بعد البشير. ان ما الحقه هذا النظام ببني هذا الوطن الاقتصادية و ما الحقه بالمؤسسات الرسمية والمجتمعية معروف لدي الجميع، وغير مسبوق اذ لم تقدم عليه حكومة احتلال ولا حكومة وطنية، فهي حكومة دمار خربت كل شئ، كل مكتسباتنا التي خرجنا بها من العهود السابقة الاستعمارية والوطنية عصفوا بها في اعاصيرهم الهوجاء!   لذا الخروج من هذا الحال يقتضي تدابير جديدة و ترتيبات مختلفة و معالجات مبتكرة تتلاءم فرادتها مع فرادة هذا المجتمع و عظم ما حاق به. من التدابير التي نقترح ان يتم تقسيم المرحلة المقبلة الي فترتين .. الاولي؛ فترة تمهيدية Interim Period ثم تليها فترة انتقالية Transitional Period.   الفترة التمهيدية: تختص و يقتصر فيها العمل علي نقل السلطة من ايدي النظام وعناصره لعناصر مستقلة نزيهة و كفوءة و حصر الاصول الموجودة و المفقودة و تحديد ا

ثورة بروح شبابية: خفيفة متنقلة متفائلة ومرحة

رغم ان حكم البشير المتطاول والذي يدخل عقدا رابعا في السلطة قد القي اعباء ثقيلة علي السودان ومؤسساته و مجتمعه؛ تلك الاعباء كان لها كلفة باهظة دفعها انسان السودان موتا وتشريدا وفقرا، كما ان الشباب نالهم نصيب وافر منها اذ كانوا وقود الحرب في الجنوب ودارفور و النيل الازرق وجبال النوبة؛ و عانوا من ضوائق الاقتصاد فضربوا في اقطار الارض هجرة و في اصقاع صحاري السودان القاحلة و صحاري الجوار تنقيبا عن الذهب ليسدوا غوائل الجوع والحاجة لهم ولعوائلهم ولتعينهم علي مجابهة تكاليف انشاء اسرهم الصغيرة..الخ برغم ذلك كله كانت ثورتهم ضد حكم البشير مفاجئة و تحلت و ازدانت بروح الشباب الخفيفة و المتفائلة و المرحة.    هي مفاجئة لأن ضوائق الاقتصاد امر معهود في السودان منذ سنوات النميري العجفاء ( مجاعة 1984م ) ومنذ ايام البشير الاولي ايام عنت الانقاذ الرهيب في اوائل التسعينات، فانسان السودان لا تحركه المادة ولا يدفعه الالم بقدر ما تهزه العاطفة و تدفعه القيم والأمل،  وحتي عندما تزامن اندلاع الانتفاضة هذه مع زيادات كبيرة في اسعار رغيف الخبز و شح في الوقود و عجز البنوك عن سداد حتي اموال رواتب العمال 'علي ق

هل انتصر اعداء الربيع "العربي" و خسر انصاره؟!

  تطل علينا مع تباشير العام 2017م الذكري السادسة لثورات الربيع العربي الذي انطلق بثورة الياسمين في تونس علي يد الشهيد محمد البوعزيزي، ثم انهارت بعدها انظمة مصر مبارك وليبيا القذافي و يمن علي صالح، الي سوريا الاسد وطرقت حتي نوافذ وابواب الخليج..    اتضح لاحقا ان لتك الثورات اعداء كثر داخل كل دولة وفي المحيطين الاقليمي والدولي، اما أنصارها فلم يكونوا سوي الشباب الاعزل الا من سلاحي الارادة والمعرفة الحديثة، لذا كان شعارهم وشعار الربيع هو مقطع الشاعر ابو القاسم الشابي (اذا شعب يوما أراد الحياة) والشعب يريد اسقاط النظام.    بالنظر الي واقع الحال اليوم نجد ان الحكومات في الدول التي نجح الربيع في تغيير رأس السلطة فيها (تونس، ومصر، وليبيا، واليمن) نجد ان النظام نجح في تجديد جلده ونبت له رأس جديد، وذلك أمر طبيعي لأن الانظمة كانت ارسخ قدما من معارضيها، صحيح انها كانت ولا تزال تعاني من لمسات اخراج تداول السلطة داخلها و جنحت في بعضها ودرست في الاخري خيار توريث السلطة عائليا..   لكن هذا لا يعني بالمطلق انتصار اعداء التغيير في تلك الدول، فالسبسي لن يكون بن علي، والسيسي لن يصبح مبارك، وهادي ل

اسلاميو السودان.. ضعف العقل وفقر الخيال

  وصل حكم اسلاميو السودان الي نهاية الطريق هذا الأمر واضح لكل من له عينان، اما البشير و حفنة المنتفعين حوله فانهم استسهلوا شؤون الدولة و اعتادوا نعيمها و بهرجها و يعز عليهم ان يفارقوا بريقها!    كانت هذه النهاية واضحة للكثيرين منذ البدايات قبل ثلاثون عاما في 1989م، ذلك لأن تيار الاسلام السياسي السوداني لم يكن يملك خطاب سياسي او برنامج يصلح لادارة دولة بغض النظر عن تعقيداتها السياسية والاقتصادية والجغرافية و الثقافية والامنية، كان ما صغوه من ترهات ملفقة لا يصلح لشئ لكن طبيعة السودان والسودانيون المتسامحة والمتساهلة اغرتهم فتمادو ا رغم  الاخفاقات التي تبدت منذ  الوهلة الاولي و رغم التحديات التي واجهتهم والتي لم يتجشموا عناء التعامل مع اي منها انما اكتفوا في كل مرة بالالتفاف عليها و الظن بأن هذا هو عين العقل و الذكاء و 'الفهلوة'، كل ما قاموا به كان مجرد بهلوانيات سياسية!   ان لادارة الدول وشأن الأمم والشعوب اصول و قواعد و تقاليد لم يجيد اسلاميو السودان ايها، بل ولم يلموا بها حتي مجرد المام و معرفة.. تلك القواعد والاصول شغلت بال الانسان منذ عهد الفلاسفة والمفكرين الاوائل &

ثورة السودانيين علي دكتاتورية الاسلام السياسي

  ثورة السودان او بالاصح انتفاضة الشعب الثالثة ' الاولي كانت سنة 1964م و الثانية 1985م' تختلف عن مثيلاتها في المنطقة العربية، فالاخيرات كانت ضد دكتاتوريات انظمة حكم الضباط الاحرار ' تنظيمات عسكرية ببعد ايدولوجي و سياسي' بينما السودانيين انتفضوا في ستنيات القرن الماضي علي جنرال رفيع المستوي كان يشغل مركز القائد العام للجيش قبل ان ينفذ انقلابه السياسي ويحكم بمجلس هو بالفعل المجلس العسكري الاعلي للقوات المسلحة ولم يكونوا شلة ضباط صغار مغامرين ذوي طموح و اطماع في شهرة او مال او مناصب.. بينما ثاروا منتصف الثمانينيات علي حكم الضباط الاحرار بقيادة 'العقيد' جعفر محمد نميري.   اي ان السودان طوي حكم الضباط الاحرار 'العسكر ذوي الميل اليسار و القومجي' قبل ان تدخل دول كثيرة في المنطقة هذه الحقبة.   فيما يمثل حكم البشير و بامتياز حقبة حكم الضباط ذوي الميول الاخوانية ونهج الاسلام السياسي، و رغم ان النميري انتسب الي هذه المدرسة اخريات حكمه الا ان البشير يمثل الصورة النقية لها.   و حكم تيارات الاسلام السياسي حسب خبرتنا في السودان وملاحظتنا لنماذج ايران و تركيا.. يخ