التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تكتيك التظاهرات والشارع/ لزيادة فعالية الحراك

   حراك #مدن_السودان_تنتفض يلقي عطف و رضا وتأييد شعبي يصل لدرجة تفويض المتظاهرين للحديث بلسان وضمير الجماعة،
   لكن العطف والرضا والتفويض ما عاد كافيا، اليوم جيل الشباب انتزع حقه في الاحتجاج والتظاهر واجبر السلطة علي احترام هذا الحق والاقرار به،
   مع هذا الوضع ما عاد لدي اي شخص عذر يبرر تخلفه وابتعاده عن نبض الشارع، اليوم مطلوب و مأمول من كل من لديه قدرة علي المشي وقدرة علي الهتاف ان يمشي مع الجموع ويهتف باعلي صوت حتي يسمع السلطان المتجبر المستبد و يضطر الي تسليم العهدة والخضوع لارادة الشعب في التغيير..
   الحراك بلغ مرحلة اللارجعة للوراء كما يقال فعلا، انما ثمة بعض الامور ينبغي حسمها او مراجعتها سريعا حتي لا يتأخر ويتأجل التغيير..
   ما ينقصنا الي اليوم هو بعض تكتيكات التظاهر والاحتجاج بحيث يتحقق الهدف باسهل واسرع الوسائل وباقل الخسائر.
   من التكتيكات المطلوب اتباعها:
1. التركيز يجب ان يكون علي الحشد في ذاته وثباته لأطول فترة ممكنة بحيث يشاهده اكبر عدد من الناس ويوثقه اكبر عدد منهم و من الصحفيين المحترفين. المقصود من التظاهر ليس غلق الطرقات او عرقلة الحركة؛ هذه امور القصد منها حماية المتظاهرين و تأمين منطقة التظاهر فقط، بل ان قدر من انسياب الحركة ضروري حتي لانتشار المعلومات عن التظاهرة ليراها اكبر قدر من الذين لم ينفذوها او يشتركوا فيها - المارة و لينقلوا خبرها للاخرين، لذا الافضل هو تضييق الطريق بالمتاريس حتي لا تتنقل قوة القمع بسرعة.
القصد من الاحتجاج والتظاهر هو اسماع المعنيين صوت المحتجين ومطالبهم، وتبليغ الرأي العام المحلي والعالمي، ونشر اﻷدبيات الجديدة والهتاف والاهازيج لتصل رسالة التغيير لكل ركن داخل الوطن وخارجه ايضا.
2. ايضا يجب التفكير في كيف نوسع دائرة المشتركين فعليا في الاحتجاجات والتظاهرات؛ فحتي الأن الذين خرجوا للشارع هم نسبة بسيطة ممن يمكن ان يخرجوا، الذين تظاهروا الي الأن هم الرواد و الطليعة و الملاحظ ان الاغلبية هم من الشباب الاصغر سنا ( 16-30 ) سنة وعلينا البحث كيف نجذب الفئات الاكبر سنا للشوارع وايضا نجذب الفئات والشرائح الاضعف اقتصاديا ( الباعة الجائلين و عمال اليومية ووو ).. الاشخاص الاكبر سنا سيشتركون حين يجدون هناك ثبات في الميادين والشوارع وليس عمليات كر وفر و هرولة وهم بحسب الحالة الصحية والعمرية لا يحسنون الجري ولا يليق بهم.
    علينا العمل علي عنصر الثبات و فينا ( اخوان البنات العلموا الجبل الثبات ) في ظل استخدام مليشيا السلطة لعنف مفرط!
   المليشيات تجد نفسها في موقف مريح حين تطارد وتلاحق لكن ان كان خصمها ثابت ستنقلب العملية وستصبح هي ملاحقة ومطاردة ومستدرجة، لذا يتوجب وضع خطط للشارع بحيث يكون لكبار السن مكان ودور مع الشباب.
   كذلك يجب العمل بخطاب مباشر لجذب مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية لتلحق بحركة الشارع.
3. عنصر الارض و التوقيت ايضا يحب ان تخضع لنظر، الي اليوم نتظاهر بعيد عن رمز السلطة ( القصر الجمهوري ) والمليشيات تركز علي عدم اقترابنا من القصر ومناطق قلب المدينة! وهي الي الأن تعمل بأريحية، فلماذا لا ننظر في مسألة نقل الاحتجاجات من صينية القندول و شارع السيد عبدالرحمن الي شارع النيل نفسه وشارع الجامعة و الجمهورية وشارع القصر؟!
4. كذلك من المهم ان يحرص الفرد منا علي الا يشهد التظاهرات و المواكب بمفرده بل علي كل فرد ان يحرص علي التحرك في مجموعة ( 5-10 اشخاص ) من معارفه 'من الاسرة، زملاء العمل، زملاء الدراسة، الاصدقاء، الاقارب، الجيران..الخ' والحرص علي الا تتباعد المسافة بين افراد كل مجموعة الا بقدر معقول وبحيث يري بعضهم بعضا فالتحرك مع مجموعة يوفر قدر من التأمين للجميع كما انه حافز علي الاداء القوي والفعال، وضمانة وحماية من الاعتقال ويوفر المساعدة باسرع سبيل كما يوفر المعلومة الدقيقة في حالات الطوارئ لا قدر الله.
  فكلما اقتربت الحشود من قصر الطاغية زاد شعوره بالاختناق و ارتبكت ردود افعاله اكثر و ارتخت قبضته علي السلطة وانهارت قواه نفسيا و ماديا.
وبالنسبة للتوقيت الأن معظم الحراك ينحصر في ايام الاحد الي الجمعة لماذا لا نجرب السبت؟ و حتي الساعات نحن نتحرك من الواحدة ظهرا الي ساعات الليل، فالنختبر ساعات الصباح الباكر ايضا!
   هذه مجرد مقدمة وكل من لديه المام بتكتيكات التظاهر والاحتجاج و الحشود، و كل من لديه افكار او ملاحظات بخصوص حركة الشارع اتمني ان يقوم بمشاركتها لتتبلور خطوات انجع في اقتلاع هذا الورم و هدم هذا الوثن الانقاذي.
#تسقط_بس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...