التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

احزاب المعارضة و ازمتها الخاصة

  الاحزاب والحركات التي تتسيد وتمرح في الساحة السياسية اليوم كلها ثبت عجزها وفشلها في فهم مشاكل السودان وعن ايجاد حلول لها. اعني احزاب المعارضة هنا لأن مايسمي بالحزب الحاكم "المؤتمر الوطني" لا يصدق عليه وصف ومسمي حزب. تلك الاحزاب تعتبر بحق جزء اصيل من المشاكل والأزمات ولا يمكن بحال ان تكون جزء من الحل. في الفترات السابقة اكتشف السواد الغالب من اعضاء تلك القوي هذا الفشل والعجز وانفضوا عنها،   اما الذين بقوا فقد بقوا لاسباب لا علاقة لها بالسياسة بل بعضهم لاسباب خاصة اجتماعية او عاطفة تاريخية او لاسباب مصلحية ذاتية او يعملون لمصلحة اجهزة الحزب الحاكم .    معظم قيادات الأحزاب يبررون فشل احزابهم واستمرارهم في التشبث بالمناصب والمراكز الحزبية لأربعة عقود وخمسة احيانا بأن القمع والديكتاتوريات اجبرتهم علي ذلك ولم تسمح لهم بعقد مؤتمراتهم و نقل السلطات داخلها! وهذا مبرر واهي ولا يقل نفاقا عن المبررات التي تسوقها السلطة نفسها "العدوان الخارجي و الاضطرابات الداخلية" كمبرر لاستمرار قبضتها و تسلطها!    نقول لقادة احزاب المعارضة ان السلطة لا يتصور منها ان تسهل عمليات الانتقال

اقتصاديات التنمية الاجتماعية: مدخل لإبطال مفعول فتيل الأزمة السودانية

  11 ديسمبر 2004م      رغم تعقد وتصاعد الأزمة السودانية و وقوفها منذ سنوات علي اعتاب الأزمة الشاملة؛ بهذا التنفيس الذي يطرأ عليها بين الحين والآخر عبر الانفجارات التي تحدث هنا او هناك بهذا المبرر أو ذاك؛ آخذة طابع التمرد المسلح، والثورة الاجتماعية، والتمرد الثقافي؛ كحلول جماعية حينا، او الذهول والانطواء والعبث و مسايرة الطوارئ كحلول فردية احيانا اخري؛ للتعبير عن رفض الواقع الذي تشتد وطأته، فان الشق الاقتصادي للأزمة يظل بالتأكيد احد اهم ابعاد تلك الأزمة بل والأم التي تربت في حجرها كل تلك الازمات. فعندما عجزت الدولة السودانية عن تلبية حاجات المجتمع وطموحه في ايقاف تدهور البني التحتية، و رفع معدلات الدخول و تحسين مستويات المعيشة؛ وعجز المجتمع السوداني عن فهم الاسباب الكامنة وراء ضوائق المعيشة تلك التي شرعت تطحنه، انفتح الباب علي مصراعيه امام الحلول التبسيطية الساذجة التي كانت مقدمتها 'انقلاب عسكري/انتخابات مدنية'، ثم انحدرت الي حروب اهلية ثم دعاوي انفصالية اخذت تعصف ببقايا البناء المتداعي .. تزامن مع ذلك ضمور القوي الديمقراطية وتراجعها امام برابرة استلاف الماضي وامام تفشي ثقافة