تنظيم جماعة الاخوان يعيش لحظات دقيقة من تاريخه الطويل والملئ بالعنت و الدم والدموع والعرق له ولمن اصطدموا به، مع لحظات استثنائية قليلة من ذلك التاريخ شهدت سلاما وتناغما او (هدنة) بينه وبين المجتمعات التي نشط فيها او الحكومات التي عارضها او هادنها! قبل ان نخوض في ملامح هذا الظرف الدقيق من عمر الجماعة لمعرفة ابعاده واسبابه و مألاته لابد من العودة للوراء والمرور سريعا علي محطات في تاريخ الجماعة مثلت علامات فارقة فيه او قادت الي هذه اللحظة. تأسست الجماعة في مصر سنة 1928م علي يد (الامام) حسن البنا و هو مدرس من نواحي الاسماعيلية بشمال مصر، واراد لها في ذلك الوقت ان تكون جماعة دعوية وحركية اسلامية ‘منظمة مدنية’ لذا لم يكن لها دور يذكر في حراك المصريين ضد الاستعمار او ضد الملكية ‘الخديوية’ و لم يكن لها اثر في الحركة الوطنية المصرية.. علي العكس كانت هناك شبهات حول مؤسسها تتهمه بالارتباط بالمخابرات البريطانية ‘الاستعمارية’ في مصر. اول حدث صعد بها الي السطح كان بعد عقدين علي تأسيسها وهو حرب 1948م عند تسليم البريطانيين لارض فلسطين للمستوطنين اليهود، حينها تحدثت الجماعة عن الجهاد و حثت عضويتها لل
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.