التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٧

مجتمع اعيدت صياغته !!!

   بوصول حزب الترابي للسلطة عبر انقلاب زمرة البشير شرع مباشرة في انفاذ تصوراته وخططه و من بين تلك الخطط كان هناك برنامج يسمي ( إعادة صياغة المجتمع )  اوكلت مهمته لوزارة الرعاية الاجتماعية والتي منحت صلاحيات واسعة جدا في ذاك العهد لا تقل عن صلاحيات جهاز الامن والمخابرات وتولي الوزارة حينها الرجل الثاني في الحزب (المحامي علي عثمان محمد طه) .. هذا البرنامج لم ينال حظه من البحث و القاء الضوء عليه وهو باعتقادي البرنامج الذي به سيطرت حركة تلاميذ الترابي علي المجتمع السوداني، الي ان تجد حقبة 'اعادة صياغة المجتمع' حظها من التدقيق العلمي لمعرفة ما الذي حدث بالضبط و ما هي مساهمة كل مسؤول انقاذي في تلك الخطة الجهنمية. لا ضير من ابداء بعض المﻻحظات عليها: * لا شك ان حكومة الاسلامويين استعانت بمختصين في وضع وتنفيذ خطتهم لاعادة صياغة المجتمع، مختصين في علم النفس والاجتماع وهي لم تلتزم باخلاقيات العلم والاخلاقيات المهنية بل تصرفت كعصابة جريمة منظمة ويمثل اختفاء الباحث الدكتور عمر خليفة استاذ علم النفس بجامعة الخرطوم مؤشر في هذا الاتجاه. * بغرض تسهيل اعادة الصياغة تلك توجب تعليق العمل بال

المساهمة في استرداد الحقوق العامة

  ما كان لنظام البشير و طغمة الاسلامويين ان يلحقوا من الضرر ما الحقوه بالسودانيين ودولتهم لولا ان كثيرين ممن كانوا في موقع قوة استشعروا الضعف والخور، وكثيرين كان بوسعهم ان يقولوا لا بعالي الصوت فآثروا الصمت والسلامة الشخصية، بل ولولا ان كثيرين عملوا بالمقولة العجيبة 'ان لم تستطع ان تنفع فضر' في حين ان الصواب هو 'ان لم تستطع ان تنفع فلا تضر' هؤلاء رأوا ان ليس في وسعهم منع حكومة البشير/والاسلامويين من الحاق الضرر فساعدوهم في الاضرار وشاركوا بايجابية في عملية التدمير الدؤوبة التي انطلقت وبلا توقف منذ الثلاثين من يونيو المشؤوم.   البعض تواطأ بالهروب من البلد بطلب اللجؤ السياسي ثم انشغل بحياته عن القضية التي طلب اللجؤ بسببها او من اجلها! والبعض تواطأ بالسكوت حتي اعتاد رؤية التجاوزات والاتنهاكات و تعايش معها!! والبعض تواطأ بالمشاركة الفعلية في جريمة الخيانة الوطنية المستمرة!!!   اﻷن يتحدث معظم هؤلاء و أولئك عن التغيير. لكن التغيير لن يحدث مالم يتصدي كل منهم للقيام بمهامه من موقعه، من آثروا الصمت ينبغي عليهم ان يشتركوا ويتكلموا عما رأوا و شهدوا عليه من انتهاكات ممنهجة ونهب

تنظيمات الطلبة.. الحقوق والسياسة والعنف المميت

  ثمة ربط مخل في الجامعات السودانية بين الشأن العام الطلابي ( الحق في تكوين اتحادات وروابط ) وبين الشأن السياسي الوطني.   حق الطلاب في تنظيم انفسهم و المطالبة بحقوقهم يجب ان يكون مكفول دوما، ومن حقهم ممارسة حرية الاجتماع و التجمع والتنظيم ومايستتبع ذلك من عقد مؤتمرات وندوات واجتماعات عامة ومخاطبات. اما ممارسة العمل التنظيمي السياسي داخل الجامعات فهو لا يدخل ضمن تلك الحريات او الحقوق، فالجامعات اماكن للبحث العلمي وتلقي المعرفة وليست اماكن لممارسة العمل السياسي بأي حال من الاحوال، فالسياسة مكانها الشارع العام و البرلمان ودور الاحزاب لا ردهات او قاعات العلم،   ان اقحام النشاط السياسي المنظم داخل الجامعات بالكيفية المعروفة في السودان يدخل في نطاق الاختلال والفوضي التي تضرب باطنابها في كافة مناحي الحياة السودانية منذ الاستقلال والي يومنا.. فكل الاحزاب تحرص علي ان يكون لها أفرع و ازرع داخل الجامعات تمارس العمل السياسي باسمها وسط الطلاب وتسعي لتمثيل الطلاب سياسيا عبر شغر مقاعد اتحاداتهم بعناصر طلابية متحزبة!   ان دور اتحادات الطلاب هو تمثيل الطلاب ( علميا/اكاديميا، واجتماعيا، وثقافيا )

بين النقابة والحزب

  رغم تجربتنا السودانية القديمة والطويلة في العمل الحزبي والنقابي (طويلة برغم فترات الانقطاع المتكررة) الا ان وعينا بشروطها ومقتضياتها ليس بالعمق الكافي، معظم قيادات ذاك العمل الحزبي و النقابي وحتي بعض المراقبين يبررون هذه السطحية و الهشاشة بفترات الانقطاع علي يد الانظمة العسكرية او الديكتاتوريات المدنية (كنظام البشير، الذي يمثل مزيج بين العسكري والمدني الا ان المدني عليه غالب بحكم ان النافذين فيه بل وحتي الذين خططوا له ونفذوه هم جماعة الاسلامويين).   بنظري ان هذا مبرر العاجزين و هو غير مقبول البتة. فالتداخلات والتقاطعات بين الاحزاب والتنظيمات العمالية اضرت بالحياة السياسية و الاجتماعية ايضا و في النهاية انتهينا الي بلد تنعدم فيه الحياة السياسية و تتدهور فيه حقوق العمال لتصل الي الحضيض ما اقعد بالاقتصاد و عطل الانتاج.   لم تهتم الاحزاب و لا القيادات النقابية ولا المراقبين برسم وتوضيح الحدود بين ما هو سياسي وبين ما هو نقابي، كل اهتم بتعظيم كسبه (الجماهيرية) وكان ذلك علي حساب مصلحة الجمهور ذاته.   الاحزاب ميدانها الشأن العام وهدفها الحكم لتحقيق رسالتها علي المستوي الوطني بينما النق

بين التسيس و الذاتية: المجتمع المدني السوداني

   اصلاح الحياة العامة واصحاح البيئة السياسية لن يكتمل الا بخوض وحل المجتمع المدني السوداني خاصة شقه المتصل بالعمل الطوعي الانساني.. وان كان المجتمع السودان بالمجمل قد تضرر من عقود حكم البشير واخوانه، فإن المحتمع المدني ناله قدر اكبر من الضرر، فاولا هو مجتمع بالشكل الحديث لا يزال طارئا لم تترسخ اقدامه بعد لذا كان اثر سياسات السلطة عليه قاتلا، ثانيا مثل المجتمع المدني اعتبارا من 30 يونيو 89 ملاذا لعدد كبير من الكوادر الحزبية خصوصا وغيرها ممن الجأتهم سياسة النظام القابضة التي احتكرت وظائف الدولة و القطاع الخاص و حتي سوق التجارة و شردت و حرمت الكثيرين من وظائفهم و من اي فرصة في ايجاد مصدر رزق فجاءوا للمجتمع المدني بعقلية الدولة والقطاع الربحي. ثالثا مثل ايضا غطاءا مناسبا للقوي السياسية (الاحزاب) ايام حظر النشاط السياسي و (حل الاحزاب) لممارسة العمل السياسي التنظيمي تحت ستار منظمات المجتمع المدني..   كل تلك العوامل مثلت خصما علي طبيعة و مميزات و اهداف منظمات المجتمع المدني وعلي العمل الطوعي (الخيري)، واصابته بامراض جهاز الدولة (البروقراطية.. الخ) و امراض القطاع الخاص (الفردية و قصر النظ

الصادق المهدي: اللعب مع الكبار والصغار!

  ان تأملنا في الخريطة الزمنية صعود ونزولنا هل نجد شخصا بخلاف الامام الصادق ترأس حكومة في ستينيات القرن الماضي و ثمانينياته ولا يزال طامحا في الحكم؟ وشخصا بخلاف الامام يقود حزبه لنحو ستة عقود ولا يزال قابضا علي مقاليد الامور فيه بكلتا يديه؟ لا وجود لشخص تنطبق عليه تلك الحالة بل واجزم لا وجود لشخص يرأس نادي رياضي او حتي زعيم او ملك او سلطان قبلية او رئيس شركة تجارية ظل في منصبه طيلة هذه السنوات لم يتزحزح او شغله من قبل ويطمع للعب ذات الدور مجددا!!   الامام لعب السياسة مع الكبار ( الامام الهادي و محمد احمد المحجوب والازهري والامام احمد وعبد الخالق محجوب..) ثم لعبها مع انداده (الترابي والميرغني محمد عثمان و نقد و النميري وقرنق) ثم لعب مع منهم اصغر منه سنا واقل مقاما فهو لعب ويلعب مع البشير و نافع و علي عثمان وعبد الواحد وعقار والحلو و عرمان و مناوي وجبريل وحسبو و عمر الدقير و ميادة وهالة؛ و لا يستنكف ايضا في اللعب مع قيادات الحركات الناشئة الشبابية من جماعات قرفنا و زهجنا و التغيير الان وشرارة!!   منذ وعينا في هذه الدنيا و عرفنا ان فيها حكومات و فيها مواطنون مثلنا ونحن نسمع الامام يلو

الاعلام العربي: استخباري لا اخباري

  يعتقد البعض ( متوهما ) ان مرحلة تأسيس قناة الجزيرة تؤشر لمرحلة فارقة في تطور الاعلام العربي! ربما كان ذلك ضربا من الأمل او الانخداع فالجزيرة و العربية و سكاي نيوز وغيرهن من الفضائيات لا تمثل الا مرحلة متقدمة من مراحل السيطرة علي العقل العربي وتسطيحه وتدجينه. قبل الجزيرة وصويحباتها كان لكل دولة قناتها الرسمية الموجهة للداخل والتي لا تتجاوز مهمتها تسقط اخبار الامير او الملك او الرئيس المعني وتنقل تفاصيل عاداته اليومية المملة علي انها ( اخبار ) و تذيع و تبث بعض مواد التسلية المعلبة والمعدة في معامل تنتج المواد مثل مقررات المدارس الابتدائية في ذات الانظمة الشمولية وبهدف وحيد ايضا هو ابقاء الجمهور خاضعا خانعا ذليلا منكسرا غير قادر علي فهم حاله و مع ذلك ايهامه بأن ليس في الامكان افضل مما هو كائن. بينما اعتبارا من منتصف التسعينات ( ساعة تأسيس الجزيرة ) تبدلت عقلية بعض الأمراء اذ اضحي لبعضهم طموح لمد نطاق سيطرتهم الذهنية والعقلية الي خارج الحدود، فالفضائيات و الصحف في حقبة ما بعد الجزيرة لها رسالة للخارج فقط وليس للداخل، فهي تخوض في تفاصيل الشؤون السياسية العالمية و تفاصيل دقيقة لشؤون دو

9 يوليو ذكري التقسيم... ما الذي تبقي من الجنوب الحبيب ؟!

انقضت ست سنوات علي انفصال الاقاليم الجنوبية 'اعالي النيل و بحر الغزال، والاستوائية' عن السودان لتشكل جمهورية جنوب السودان. هذا الانفصال فرض واقعا جديدا في مجال الجغرافيا و الاقتصاد و الموارد والسياسة الدولية، لكن فيما يتعلق بالتاريخ و بوجدان السودانيين 'الشماليين والجنوبيين' ثمة حقائق تبقي عصية علي التغيير.. بانفصال الجنوب فقد السودان الوطن الواحد و 'القطر القارة' كما كان يحلو لنا تسميته و كان يتردد علي وسائط الاعلام؛ فقد الكثير من موارده، لكن اهتممنا فقط بالنفط و طرقنا نتحسر علي علي خروجه من الموازنة وتجاهلنا ما هو اهم وعلي رأس ذلك فقدان الكادر والمورد البشري المؤهل والموارد الغابية والزراعية 'اخشاب وصمغ و عسل وو' و الثروة الحيوانية المستأنسة و غير المستأنسة والثروة السمكية، ومورد مائي.. الخ كل ذلك فقده السودان الكبير 'او السودان القديم' فما الذي بقي من الجنوب بعد الانفصال؟ رغم سعي العديد من قيادات المؤتمر الوطني و حتي بعض القيادات المحسوبة علي المعارضة لتبرير انفصال الجنوب بحجة ان الجنوب لم يكن يوما جزء من الوطن او بحجة ان السودان لم يكن