التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

دارفور بلا حرب؟!

اعلن رئيس الجمهورية من عاصمة شمال دارفور الفاشر ان التمرد قد إنحسر الي جيوب قليلة وان حسمه "حربا او سلما" اضحي مسألة وقت! قد ﻻ يكون هذا التصريح هو اﻻول في هذا السياق؛ فالتصريحات تتواتر بخصوص النزاع المسلح في دارفور و غير دارفور "جنوب كردفان والنيل اﻻزرق"، كثيرا ما كذب الواقع بعدها تلك التصريحات، لذا لست بصدد الخوض في انتهاء تلك اﻻزمات او استمرارها.. انما ما أود قوله: ان الحرب في دارفور قد تتوقف لسبب او ﻵخر و ان اﻷحوال في اﻻقليم قد تهدأ من تلقاء ذاتها، لذا فان توقفها ليس مؤشرا يعتمد ﻷن ازمات دارفور و جنوب كردفان والنيل اﻻزرق ليست ازمات مستقلة بذاتها و إنما عرض ﻷمراض الدولة و المجتمع السودانيين، و انعكاس و استجابة ﻹختناق في قلب النظام السياسي والقانوني واﻻداري، فحدوث اﻻزمة او التمرد في دارفور او غيرها ﻻ يجعل من اﻻزمة ازمة اقليم بعينه بقدر ما تعني ان اﻻقليم كان اسرع او اعلي استجابة من غيره. وبالتالي فان انتهاء النزاع و هدوء اﻻحوال ﻻ يعني بالضرورة انتفاء اسباب النزاع و انما قد يكون مجرد فتور "سري في الساحة" او حتي تغير في القناعات بشأن اﻻدوات وليس في

حوار.. وطني ام حوار طرشان؟

الحوار الوطني الذي انطلق بدايات العام 2014م و استغرق كل هذه الشهور و تعلق عليه الحكومه و حزبها الحاكم آماﻻ عريضة و تسلط عليه اضواء اجهزتها اﻹعلامية بحيث تجعل الكثيرين يظنون انه او يأملون ايضا ان يحمل جديدا يغيير واقع سنوات اﻻنقاذ و ماقبلها منذ ان بدأ شعب السودان يعاني مرارات شظف العيش و الحروب اﻻهلية.. لكن و بكل اسف نقولها انه "الحوار الوطني" لن يحمل جديدا يذكر، و ذلك لعدة اسباب منها: ان المؤتمر الوطني يريد للناس وللقوي السياسية ان تتحاور دون ان يقر حتي بوجود ازمات ومشاكل "اقتصادية و سياسية" ابتداءا، هذا ناهيك عن المسئوليات عن تلك الازمات و اﻻدوار في تلك المشاكل.. وبالتالي يكون الحوار الوطني مجرد "ونسة وطنية".. ونسة ﻻ تقدم وﻻ تؤخر قد تسفر عن توسيع حكومة باضافة اسماء جديدة تحت ﻻفتات جديدة او مختلفة .. لكن هذا ﻻ يعني "الجديد"المطلوب، فما يؤمل لهذه البلاد ليس اضافة اشخاص انما اضافة "موضوع" وما ينقصها ليس عدد او خلفيات الحكام "و هذه من اكبر حكومات السودان و ربما العالم من حيث عدد شاغلي المناصب الدستورية و العليا .." و انما ت

نخب المنزلة بين المنزلتين

   المنزلة بين المنزلتين مقام او منزلة اخترعها المعتزلة حين اجبروا علي اﻹجابة عن سؤال تكفير الحاكم "لخلع بيعته والخروج عن طاعته" وكان السؤال هل الحاكم الذي يرتكب معاصي ظاهرة "حكم مرتكب الكبيرة/الفاسق" كافر ام مؤمن؟ فقال المعتزلة بالمنزلة بين المنزلتين وهو "الحق يقال" اختراع مهم و ﻻ يصدر اﻻ عن عبقرية "في وقتها"، فما يفهم اﻵن من موقف المعتزلة في عصر دولة المواطنة هذا و حكم القانون هو ان "ﻻ شأن لنا بايمان الحاكم او كفره" طالما انه ملتزم بالقانون شكلا و موضوعا ابتداءا من انه تولي منصبه وفق التدابير الدستورية و القانونية السليمة و يرعي القانون في جميع حركاته وسكناته الي لحظة تسليمه السلطة لمن يخلفه في المنصب العام ذاك.    أما نخب المنزلة بين المنزلتين التي ارمي اليها هنا فهي النخبة من المثقفين او باﻷحري المتثاقفين الذين يتصدون للقضايا السياسية و مع ذلك ﻻ يستبين السامع لخطبهم او القارئ لخطاباتهم الموقف الذي يرمون له من خلال تلك الخطب أو الخطابات، فلا يعرف هل هم في صف الشعب "المحكوم" و المقاوم والذي يرجو تحسين موقفه في محكوميته تل

المملكة لن تفيد البشير و علي السودان ان ينأي بجانبه عن معاركها

الدولة السعودية تتعامل في الشأن الخارجي اقليما و دوليا بعقلية التاجر الشحيح، فهي تشتري المواقف وﻻ تدفع اﻻ ابخس اﻷثمان، تقطع علاقتها مع معظم الدول بسبب مواقف خارجية عند اﻻزمات و ﻻ تعيدها اﻻ في اتون ازمة ثانية؛ عارضت عبد الناصر فدعمت اﻷخوان وصنعت من اﻻسلام السياسي خطر فعلي وتهديد لكل العالم اﻻسلامي، عارضت السادات فكانت عزلة مصر عن محيطها لما يزيد عن عقد من الزمن ولم تعيدها الي مكانتها اﻻ ازمة حرب الخليج الثانية. غضبت علي الملك حسين بن طلال فأضطر للإحتماء بامريكيا و توقيع معاهدة مع اسرائيل "وادي عربه". و غضبت علي السودان معظم سنوات حكم البشير -الترابي فتركته يواجه ازماته العسكرية و المالية و السياسية حتي فقد ثلث مساحته و شعبه ولم ترضي عنه اﻻ بعد ان انحاز لها في ازمة جنوب الجزيرة "حرب اليمن". و هاهي تعادي لبنان وتكيل له من مواقف العداء مع ان لبنان كان البوابة التي دخلت منها السعودية لعالم الريادة السياسية اﻹقليمية "إتفاق الطائف"، ربما كان ذلك فقط بداعي ترتيب المنطقة لمرحلة ما بعد حرب الخليج اﻷولي و لتحرير الكويت!. كما دعمت حكم علي عبد الله صالح لليم