التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٤

ثقافة المعلقة

 (في علاقة المطبخ السوداني بالصحة و الاقتصاد) نحتاج لمراجعة عاجلة لسلوكياتنا في تناول غذاءنا؛ كيفاً و كماً..  نحن نأخر وجبة الفطور، كما اننا نتناول قدر كبير من "الدقيق" الخبز / العصيدة / القراصة  اكثر من اي مكونات اخري، و اكثر من المغذيات الرئيسية "خضار،بقوليات، لحوم" و غيرها من المواد التي توفر بروتينات نباتية أو حيوانية و سعرات حرارية و فيتامينات.. الخ، كما اننا نفرط في تناول السكر و الملح و الزيوت.. لا أدري سبب تأخر تناولنا للافطار، لكن غالباً ما يكون السبب هو الدولة الحديثة التي اقتحمت عالمنا فجأة في بداية القرن التاسع عشر، فيما قبل كنا؛ قبل ان نعرف المدارس "حصة الفطور" و دواوين الحكومة؛ كنا نعرف "فكة الريق مسمار القلب"، و لأننا كنا مجتمع ضعيف "و لا نزال؟!" تأثر المواطن بسلوك منتسبي الدولة "الميري" و الافندية" فصرنا نتناول افطارنا بعد العاشرة صباحاً، و أياً كان السبب فان عادة تأخير الفطور الي ما بعد الضحي و قبيل أو بعيد الظهيرة يجب ان تتغير لعدة اسباب، اولها انها عادة غير صحية ثم ثانياً انها عادة غير عملية، فكلنا نعرف

الفترة الانتقالية الخامسة!

   المرحلة الانتقالية الحالية و التي اعقبت سقوط نظام البشير و حلفاءه الاسلامويين في الحادي عشر من ابريل 2019م بعد موجة احتجاجات ثورية بديعة؛ هذه الفترة الانتقالية ليست الأولي في تاريخ السودان انما "الخامسة" و ان كان مأمولاً و لو بقدر ضئيل ان تكون الأخيرة! فقد سبقتها فترة انتقال اتفاقية السلام الشامل بين الشمال و الجنوب "أو هكذا افترض مسوقوه و اطرافه" في 2005م أو " الإنتقال الرابع " و التي استمرت حتي منتصف العام 2011م، و قد كانت من اطول الفترات الانتقالية؛ و اطول حتي من الانتقالية الحالية و التي يخطط لها ان تستمر لخمسة سنوات بعد ان تم التوافق علي تمديدها و لكن لا ضمانة من الا يتم توافق جديد علي تمديد ثانٍ! طول أمد الفترة الانتقالية في 2005م كان مبرره انه سيعقب باستفتاء علي مصير الدولة السودانية بين خيار الدولة الواحدة بنظامين او الانفصال "لنظام واحد بدولتين؟!!" لكن ذلك لم يكن المبرر الوحيد، فكما الحال اليوم في الانتقالية في 2005م استندت الي مجادلات النخب و المثقفين الذين عزو كل فشل تجارب الحكم الديمقراطي في السودان لقصر فترات الانتقال بين الانظ

من برونك الي (ولد لبات)؛ تحالفات البحث عن سلطة في السودان و مبعوثي العناية الالهية!

  ان كان علينا شكر الشنقيطي (الموريتاني) البروفيسر محمد الحسن ولد لبات علي مجهوداته في الوساطة بين المجلس العسكري و قوي إعلان الحرية فان علينا شكره مرةً ثانية بحرارة علي اقتطاع وقت و بذل جهد لوضع مؤلف عن تجربته معنا "السودانيين" .. فالملاحظة المؤسفة ان الثورة السودانية بكل زخمها و روعتها التي شدت و ادهشت السياسيين العالميين قبل المراقبين لم تحظي بأي مخطوطة بمستواها أو حتي اقل من ذلك، فكتاب ولد لبات هو بحق أول كتاب ذو قيمة تحظي به ثورة السودان و ثوارها.. بعض الناشطين الحزبيين يتوجس من كتاب ولد لبات (السودان علي طريق المصالحة) خصوصا أولئك الذين احاطوا به احاطة السوار بالمعصم ظناً منهم ان السلطة بين يديه و عليهم ان يحاصروه ليستخلصوها منه! و أغلب ساسة السودان من هذا الصنف و هنا تحضرني زكري المبعوث الاممي يان برونك "رئيس بعثة يونيمس" و الذي ظنه أولئك الساسة حاكماً عاماً للسودان و اصبحوا يلجأون اليه صباح مساء ليبثوه شكواهم من المؤتمر الوطني و نجواهم .. حتي ظننت أنهم "سيشيخونه" فإذ مس احدهم الضر هتف: "يا برونك تلحقنا"!! و حتي تسببوا في ان ينسي برونك مه

موقف الانظمة و الشعوب العربية من اعتداء بوتين علي اوكرانيا

  موقف كل الانظمة العربية و علي درجات مختلفة من التقارب يبدو متفهماً و متعاطفاً مع النظام الروسي في عدوانه علي اوكرانيا .. و مع ان الغرب (اميركا تحديداً) كان يملك معلومات دقيقة عن تحضير روسيا للحرب في اوكرانيا و موعد شن تلك الحرب باليوم و الساعة، و برغم ان روسيا لا تعترف حتي الأن بأن ما تقوم به قواتها في اوكرانيا هي الحرب! انما تسميها (عملية عسكرية خاصة) بهدف حماية الأمن الروسي .. برغم كل ذلك فإن كل الدول العربية تقريبا تصوت علي قرارات الجمعية العامة بخصوص الاعتداء الروسي بالامتناع.. بل و الامارات صوتت بالامتناع في مجلس الامن بينما الجزائر عارضت احد القرارات صراحة (تعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الانسان).. فيما امتنعت البقية فيما يشبه الاجماع! هذا موقف الانظمة و التي و حتي وقت قريب كانت اغلبها تصنف حليفة للغرب و اميركا! اما موقف الشعوب؛ و ان كان من المستحيل الجزم به لأنه ما من امكانية لاجراء استطلاعات رأي موثوقة بسبب انعدام اي فرصة لاجراء هكذا استطلاع في ظل أنظمة تقمع حريات الرأي.. الا ان المتاح علي مواقع التواصل الاجتماعي (و هي كذلك ليست مأمونة و لا موثوقة النتائج بسبب نشاط الشركات ال

مكافحة الشعبوية

   الشعبوية السياسية هي الخطر الحقيقي الذي تنتج عنه اتساع دوائر الارهاب، و زيادة العنف و العنف المضاد، و المشاكل و الازمات السياسية بين الدول؛ و داخلها بين مكوناتها ..   نتجت عن الشعبوية عدة ظواهر سالبة منها الاسلاموفوبيا و معاداة المهاجرين و الخوف من الاجانب، و ارتكبت العديد من الجرائم ضد الاجانب بمبرر و مسوغ الشعبوية، اكبرها هجوم النرويج في يوليو 2011م، و الذي راح ضحيته 70 قتيلا قتلهم الجاني (بريفيك). بدأت الشعبوية السياسية تتسيد المشهد الدولي اعتباراً من فوز بوش الابن بانتخابات الرئاسة الامريكية في العام 2000م، ثم صعود احزاب يمينية متطرفة في اوروبا (فرنسا و النمسا و ايطاليا)، ثم طغت بفوز دونالد ترامب في انتخابات 2016م، و صعود التيار الداعم لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، ثم فوز بوريس جونسون برئاسة وزراء بريطانيا، و فوز بولسينارو برئاسة البرازيل و فوز رئيس وزراء استراليا الحالي ..  بينما في الشرق الاوسط يمثل الليكود الاسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو اكبر رمز للشعبوية في المنطقة؛ و اكبر حليف داعم و مستفيد من صعود الشعبوية في الغرب الأمريكي و الاوروبي و في استراليا. و رغم ان العالم

مركز يتراجع و هامش يتقدم!

  لم يؤثر جدل في واقع و مستقبل السودانيين مثلما أثر فيه "حديث المركز و الهامش" بفرضية الصراع، و التي تقوم علي ان الصراع بينهما هو محرك الاحداث الفعلي، و هو ما يجب "للمهمشين" الاصطفاف علي اساسه و التوحد تحت لواءه لتخليص حقوقهم من بين اسنان و "معدة" المركز الهاضمة لها!  و لم يتم أهمال نقد و تمحيص فرضية مثلما اهملت هذه!!  و برغم ان الذين روجوا لها "نخبة" محسوبة علي تيار سياسي صغير إلا ان جاذبيتها اغرت الكثيرين لتبنيها بينما دفعت البقية الباقية التي تحاشي نقدها! خوفاً من الاتهام بممالاة المركز و خيانة الهوامش!  السؤال الذي طالما تحاشيناه هو: هل ساعدنا "حديث المركز و الهامش هذا" كسودانيين علي فهم اسباب تأخرنا السياسي و الاجتماعي، و علي افادتنا في تغييره و الثورة علي ذلك الواقع؟! علاقة الدولة باقاليمها الجغرافية و سكان تلك الاقاليم من موضوعات الحكم و الادارة القديمة، و اساليب الحكم المركزي و اللا مركزي و الفيدرالي و الكونفدرالي من الامور التي قُتلت بحثاً في معاهد الادارة العامة و جدل الساسة و العوام، و ليس ثمة ما نضيفه الي ذلك الجدل اللهم إلا