التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٣

الحركة الشعبية في ثلاثينيتها: ثورة تحرير أم حركة تمرد؟؟

    يصادف اليوم (16/5/2013م) مرور ثلاثين عاماً علي اندلاع الحرب في جنوب السودان سنة 1983م وتأسيس الحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان، تلك الحركة التي بدت في انطلاقتها وكأنها مجرد حركة تمرد و "رفض مسلح" وخروج علي القانون وبدا "جيشها" مجرد مليشيا حرب عصابات؛ هاهي تحولت الي حزب سياسي "حاكم" وتحول جيشها الي جيش دولة "نظامي"، واصبح الاقليم (الجنوب) دولة كاملة الدسم كما جاء علي لسان مسئول "رفيع" المستوي في الخرطوم!!.    وفيما كان يراهن البعض علي فشل الحركة الشعبية في الحكم وفشل الجنوب كدولة وانهيارها سريعاً، كان البعض يعول ويراهن علي صعودها "الحركة" كحركة محررة لشعبها بعد ان تحقق اكبر اهدافها.. وبما انه يبقي صحيحاً ان الامور يحكم عليها بخواتيمها لكن لا مناص من تتبع مسيرة الحركة الشعبية سياسياً منذ تشكلها في 1983م وحتي الأن، لأن الخاتمة هنا لاتزال مفتوحة علي كل الاحتمالات، وايضاً لأن خيار التحرير لم يكن محدداً علي هذا النحو "الانفصال/أو الاستقلال" الا في السنوات الاخيرة.     ومسيرة الحركة حافلة بالاحداث والمواقف

نحوسودان موحد، ناهض، ومستقر

    هذه الكلمات لم يكتبها صبي حالم في دفترمذكراته، ولا شاعر يقول ما لا يفعل!!،انما هي نتاج ما يفترض انها أفضل العقول طراً في هذا البلد الصابر انسانه وترابه وشجره وحيوانه..!    هذه الكلمات "الشعار" هي خلاصة مدارسات وجلسات ولجان انعقدت لتنفض، وانفضت لتنعقد، وإلتأمت لتنبثق... وصرفت مبالغ طائلة حتي تصل الي هذه الخلاصة السحرية والعجيبة!   وتلك الخلاصة "العجيبة" هي ما كان ينبغي ان يكون عليه حالنا وحال سوداننا اليوم إن سارت الامور وفق ما تهوي العقول التي تداعت لإنجاز ذلك الغرض،  فتلك الكلمات هي عنوان الخطة الخمسية التي يفترض انها طبقت في الفترة من 2005 الي 2011م .    وللأسف، وهذا حالنا منذ أمد ليس بالقصير، لايوجد عندنا من يتسأل ما الذي حدث حتي انقلب السحرعلي الساحر وانتهينا الي وطن مجزأ ومتفتت تسير فيه الامور مع طلوع كل شمس جديدة الي الوراء؟؟، ولا من يحاسب، أو يراجع.. فقبل الخطة الخمسية كانت هناك "طيبة الذكر" الاستراتيجية القومية الشاملة/ العشرية؛ والتي ذهبت طي النسيان حتي ليحسب الانسان انها ما كانت...    إن تلك "الخطط" كلها، وليدة نفاق ومد

"المنصف" نموذج لما ينبغي ان يكون عليه الرئيس...

  فيما هو أشبه بمعجزة أطاحت ثورات الربيع العربي برؤساء كان الكثيرين يعتبرون وجودهم من البديهيات واستمرارهم من المسلمات والحتميات، كانوا شئ اقرب الي القدر الذي لا مفر منه.   وفيما هو أشبه بحلم نصبت تلك الثورات رؤساء آخرين أتت بهم امواج التغيير من المنافي التي كانوا مجرد غرباء فيها ومن السجون التي كانوا نزلاء ورواد دائمين لها، ومكنت لسلطة جديدة لها غايات واليات واساليب مختلفة، وعلي الرغم من أن أؤلئك الرؤساء وتلك السلطات لا تزال تكافح للإمساك بناصية الامور وخيوط الحكم في اوضاع متغيرة ومتفلتة داخلياً و حالة انعدام او قلة حلفاء ودعم خارجياً..   من هؤلاء الرؤساء الذين اتت بهم ثورات الربيع، المعارض –سابقاً- الرئيس التونسي – حالياً -  المنصف المرزوقي   فالمنفي السابق ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية،  الذي خلف الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي يبلي حتي الان بلاءاً حسناً ويقدم صورة للرئيس الديمقراطي والمثقف المستنير    فالرجل ومنذ انتخابه ينأي بنفسه عن الصفة الحزبية ويجتهد لأن يصبح رئيسا لكل التونسيين، كما انه يستوعب جيداً الظروف والملابسات التي أوصلته لكرسي الرئاسة والطبيعة الت

وين الرشـوة؟!

    العدل أساس الملك، أو العدل أساس الحكم تلك مقولة تُعد من خلاصات الحكمة البشرية التي انبثقت عن تجارب سياسية واجتماعية مريرة وطويلة بين العسف والظلم .. ويمكن ان تستخلص من تلك المقولة مقولة اخري وهي العدل اساس الادارة أيضاً لاسيما ادارة جهاز الدولة.   وللأسف فان هذة القيمة (العدل) والذي هو اساس (الحكم والادارة)  هي قيمة مفقودة حالياً، فمن الحقائق التي لاتقبل الجدل ويقر بها معظم مسئولي الحكومة (صراحةً او ضمناً) حقيقة ان جهاز الخدمة العامة بشقيها المدني والنظامي تعرض لضربات عنيفة وهزات نتجت عن تغليب الولاء علي مبداء الجدارة والكفاءة في تولي المناصب والوظيفة العامة، وبالتالي تغليب منهج الستر والتستر علي التجاوزات  والاخطاء بدلاً عن الكشف والمحاسبة ..وضعف الرقابة الادارية وتزامن مع ذلك للأسف ايضاً غياب اي رؤية لإصلاح جهاز الخدمة الحكومية وتطويره.   ليت ذلك كان كل المشهد أو الصورة كاملة والابعاد الملامح ، فبما ان الضعف لاينتج عنه الا مزيداً من الضعف والتشققات لاينتج عنها الا التفكك والانهيار.. فإن أمراض أخري اخذت تنخر في جسد ذلك الجهاز المتداعي، أخطر تلك الامراض هو داء الرشوة الذي

لحظة تحييد الحركات المسلحة

                                                  يلاحظ ان الانظمة العربية التي سقطت بفعل الهبات الشعبية في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن. كانت لها علاقات حسنة بامريكيا ولبعضها علي الاقل صلات باسرائيل وكلها علي الاقل لم تكن في حالة عداء معها، وبرغم ذلك كانت تلك الانظمة تستفيد وتنتفع من حالة العداء والكره الشعبي العام لتينك الدولتين –أي امريكيا واسرائيل- كما كانت تغذي حالة العداء والكره تلك بين الفينة واختها لما لها من منافع سياسية داخلية علي الاقل.  لذا كان لزاماً علي القوي التي تهدف للحلول محل الاحزاب الحاكمة في تلك الدول ان توجد حلاً لهذه العقدة ؛ عقدة تأثير العلاقة الخارجية، وقد كان، فقد نجح الخطاب المعارض في تعبئة الشعوب للإطاحة بتلك الانظمة لأنه – أي الخطاب المعارض- توصل الي صيغة للمعادلة بين المطالب الشعبية والموقف الحكومي الرسمي، تلك المعادلة تم فيها تحييد العامل الامريكي والاسرائيلي ، وقد سهل موقف تلك الانظمة إتمام عملية التحييد تلك .. ويلاحظ ان الحشود التي خرجت مطالبةً برحيل رموز النظام لم تتطرق من قريب او بعيد لأمريكيا او اسرائيل.   أما في سوريا فقد تم تحييد هذا العامل