التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار.. وطني ام حوار طرشان؟

الحوار الوطني الذي انطلق بدايات العام 2014م و استغرق كل هذه الشهور و تعلق عليه الحكومه و حزبها الحاكم آماﻻ عريضة و تسلط عليه اضواء اجهزتها اﻹعلامية بحيث تجعل الكثيرين يظنون انه او يأملون ايضا ان يحمل جديدا يغيير واقع سنوات اﻻنقاذ و ماقبلها منذ ان بدأ شعب السودان يعاني مرارات شظف العيش و الحروب اﻻهلية.. لكن و بكل اسف نقولها انه "الحوار الوطني" لن يحمل جديدا يذكر، و ذلك لعدة اسباب منها: ان المؤتمر الوطني يريد للناس وللقوي السياسية ان تتحاور دون ان يقر حتي بوجود ازمات ومشاكل "اقتصادية و سياسية" ابتداءا، هذا ناهيك عن المسئوليات عن تلك الازمات و اﻻدوار في تلك المشاكل.. وبالتالي يكون الحوار الوطني مجرد "ونسة وطنية".. ونسة ﻻ تقدم وﻻ تؤخر قد تسفر عن توسيع حكومة باضافة اسماء جديدة تحت ﻻفتات جديدة او مختلفة .. لكن هذا ﻻ يعني "الجديد"المطلوب، فما يؤمل لهذه البلاد ليس اضافة اشخاص انما اضافة "موضوع" وما ينقصها ليس عدد او خلفيات الحكام "و هذه من اكبر حكومات السودان و ربما العالم من حيث عدد شاغلي المناصب الدستورية و العليا .." و انما تعوزها الكيفية اي نوعية المسئولين القادرين علي احداث فرق باقل التكاليف وبلا خسائر، القادرين علي اختراع حلول و الهام الناس للنهوض و التقدم و النمو، الذين يملكون موهبة جمع شتات الناس و شعثهم و وتأليفهم ﻻ هؤﻻء المبدعين في تبديد الموارد و اهدار الجهود و الموهوبين في تفريق اﻷخ و أخاه والمرء وزوجه!!. ثم ان الحوار ﻻ يمكن ان يتم و ترتجي ثماره في اجواء الضيق بالرأي و منع الناس من حرية التعبير و الفكر واﻻعتقاد، ﻻ يمكن ان يتم حوار و الصحف تراقب مراقبة لصيقة "قبلية او بعدية، بل و بعد ربع قرن من التضييق أجزم بأننا وصلنا مرحلة الرقابة الذاتية"، فحوار الصوالين و القاعات لن يجدي ولن تغادر توصياته تلك القاعات وان غيض لها ان تغادر فلن تصمد في العراء بل ستسقط امام اول عقبة او تحت اول "ضربة شمس" او ستعصف بها اول "ريح هبوب" أو "كتاحة". كما ان للحوار اناسه "رجاله ونسائه" من أهل الرأي السديد و المجرب ومن أهل و من الذين يشهد لهم بقول كلمة الحق و لو عند "السلطان الظالم"، من ﻻ يخشون في الحق لومة ﻻئم، و ﻻ يرضون الباطل سبيلا. هؤﻻء ﻻ يمكن جمعهم عن طريق رقاع دعوة بواسطة الحاكم او بطانته!، و ﻻ بواسطة اشخاص يرضاهم السلطان، ثمة طريق وحيد لجمع أؤلئك النفر و هو طريق اﻻنتخاب المباشر الحر، ان الحكومة لن تجد النصيحة عند من تخصهم برقاع الدعوة ثم تبذل لهم "المظاريف" عند انفضاض السامر؛ و إﻻ لوجدتها عند "نوابها" الذين يفترض فيهم انهم نواب الشعب و ممثليه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفكيك خطاب الحرب و (فلسفة البلابسة)

   الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة!    تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!!   في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...

لماذا يفضل الملكيون العرب التعامل مع جمهوريي اميركا؟؟

  لا يخفي الملوك و الامراء العرب "و اعوانهم" ميلهم و تفضيلهم التعامل مع ادارات جمهورية في اميركا و لا يخفون تبرمهم من تنصيب رئيس من الحزب الديمقراطي.. و يبررون ذلك الميل و التفضيل بمبررات مختلفة مثل تعامل الجمهوريين الحاسم مع ايران !! في الواقع فإن اكثر رؤساء اميركان الذين شكلوا اكبر تهديد للعرب و المسلمين هم من الجمهوريين (بوش الأب و الإبن و ترامب - غزو العراق و افغانستان و دعم اسرائيل)! لكن الجمهوريين كما عرب النفط يفهمون لغة المال جيداً و الادارة الجمهورية تضم علي الدوام اشخاص من قطاع الطاقة و النفط او صناعة السلاح او الادوية او حتي صناعة الترفيه "هوليود" يفضلون لغة النقود و المصالح. اذاً اكبر تهديد واجهه العرب و المسلمون من ادارات اميركية كان في فترات حكم جمهوري.. و بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م اعلن بوش الابن سياسة صارمة في مواجهة انظمة اسلامية و عربية (افغانستان و العراق و السودان) كما مارس ضغوط غير مسبوقة علي السعودية اسفر عنها اجراءات حازمة ضد الجماعات المتشددة من الأخيرة، و تغيير في مناهج التعليم المدرسي و الجامعي فيها! الجمهوري ترامب اقدم علي خطوات غير مس...

شرح قانون الوجوه الغريبة !!

  المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...