التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المساهمة في استرداد الحقوق العامة

  ما كان لنظام البشير و طغمة الاسلامويين ان يلحقوا من الضرر ما الحقوه بالسودانيين ودولتهم لولا ان كثيرين ممن كانوا في موقع قوة استشعروا الضعف والخور، وكثيرين كان بوسعهم ان يقولوا لا بعالي الصوت فآثروا الصمت والسلامة الشخصية، بل ولولا ان كثيرين عملوا بالمقولة العجيبة 'ان لم تستطع ان تنفع فضر' في حين ان الصواب هو 'ان لم تستطع ان تنفع فلا تضر' هؤلاء رأوا ان ليس في وسعهم منع حكومة البشير/والاسلامويين من الحاق الضرر فساعدوهم في الاضرار وشاركوا بايجابية في عملية التدمير الدؤوبة التي انطلقت وبلا توقف منذ الثلاثين من يونيو المشؤوم.
  البعض تواطأ بالهروب من البلد بطلب اللجؤ السياسي ثم انشغل بحياته عن القضية التي طلب اللجؤ بسببها او من اجلها! والبعض تواطأ بالسكوت حتي اعتاد رؤية التجاوزات والاتنهاكات و تعايش معها!! والبعض تواطأ بالمشاركة الفعلية في جريمة الخيانة الوطنية المستمرة!!!
  اﻷن يتحدث معظم هؤلاء و أولئك عن التغيير. لكن التغيير لن يحدث مالم يتصدي كل منهم للقيام بمهامه من موقعه، من آثروا الصمت ينبغي عليهم ان يشتركوا ويتكلموا عما رأوا و شهدوا عليه من انتهاكات ممنهجة ونهب منظم لمال الدولة، ومن سهلوا تلك الجرائم بغض النظر و التعامي تقديم العون ايضا عليهم ان يكفوا عن معاونة المتسلطين وان يقاوموا بكل الوسائل ويمنعوا ارتكاب او تسهيل ارتكاب تلك الجرائم.
  ونعني هنا تحديدا كل من بقي في منصب او وظيفة عامة وكل من تيسر له بطريقة ايا كانت ان يصل ويشغل وظيفة عامة في سنوات حكم الاسلاميين هذه..
كل هؤلاء مطلوب منهم المساهمة بفعالية لاستعادة الحقوق الطبيعية وتصحيح الاختلالات التي جري التطبيع لها.
  علي كل فرد منا ان يسأل نفسه ماذا فعل كي يقاوم هذه السلطة المجرمة وما هي مساهمته في مسيرة استعادة الحقوق واسترداد دولة القانون المختطفة؟!
لن يكون من المقبول ان نساعد النظام عمليا بالانخراط في صفوف مؤسساته و التذرع بأن النظام قابض و مقاومته تجلب الضرر الشخصي! وليس مقبولا المشاركة في انفاذ خططه ومشاريعه بحكم الوظائف والتحجج بقلة الحيلة او الاكتفاء بأضعف الايمان.
أضعف الايمان ليس مقبولا في مثل حالة سلطة الاسلامويين الاجرامية خصوصا ممن هم في قلب مؤسساته اذ يعد ذلك اشتراكا جنائيا وفي جرائم ترقي للخيانة و القتل و جرائم حرب و جرائم ابادة و جرائم ضد الانسانية وبالمعني الكامل لمصطلح اشتراك في قانون العقوبات.
  لا يمكن ان نحدد لهؤلاء المهام التي ينبغي ان يقوموا بها لأنهم بحكم وضعهم ادري بما يمكنهم فعله.. لكن حينما تأتي ساعة الحساب ( وستأتي آجلا او عاجلا ) يجب عليهم ان يملكوا البرهان علي قيامهم بأفضل ما كان بوسعهم وانهم لم يتوانوا ولم يقصروا في مقاومة السياسات الرثة والمدمرة و قبل ذلك انهم نظيفي اليد لم يتلوثوا بدم حرام ولا مال حرام و لا فعل قذر.. ولم يشتركوا في جريمة تدمير الوطن لا تخطيطا و لا تنفيذا و لا مشورة ولا تسترا و لا بأي وسيلة من وسائل التواطؤ.
  فعلي كل من يجد نفسه في موقع يمكنه من المساهمة في انهاء سلطة الاسلامويين ان يبحث عما هو متاح له ليقوم بدور وساهم في عملية استرداد الحقوق الضائعة واستعادة سلطة النظام و العدل وحكم القانون فهذا هو العمل الذي يستحق عليه المقابل ( الرواتب والحوافز ) الذي يقبضه الأن.. لأن التغيير ليس عمل الساسة والمعارضين و الناشطين وحدهم بل هو مهمة وطنية تقع علي الجميع و علي من هم في مراكز التأثير والقرار علي وجه الخصوص. لا مكان فيه لمحايد او متفرج فهؤلاء في الدرك الاسفل من المسؤولية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفكيك خطاب الحرب و (فلسفة البلابسة)

   الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة!    تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!!   في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...

لماذا يفضل الملكيون العرب التعامل مع جمهوريي اميركا؟؟

  لا يخفي الملوك و الامراء العرب "و اعوانهم" ميلهم و تفضيلهم التعامل مع ادارات جمهورية في اميركا و لا يخفون تبرمهم من تنصيب رئيس من الحزب الديمقراطي.. و يبررون ذلك الميل و التفضيل بمبررات مختلفة مثل تعامل الجمهوريين الحاسم مع ايران !! في الواقع فإن اكثر رؤساء اميركان الذين شكلوا اكبر تهديد للعرب و المسلمين هم من الجمهوريين (بوش الأب و الإبن و ترامب - غزو العراق و افغانستان و دعم اسرائيل)! لكن الجمهوريين كما عرب النفط يفهمون لغة المال جيداً و الادارة الجمهورية تضم علي الدوام اشخاص من قطاع الطاقة و النفط او صناعة السلاح او الادوية او حتي صناعة الترفيه "هوليود" يفضلون لغة النقود و المصالح. اذاً اكبر تهديد واجهه العرب و المسلمون من ادارات اميركية كان في فترات حكم جمهوري.. و بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م اعلن بوش الابن سياسة صارمة في مواجهة انظمة اسلامية و عربية (افغانستان و العراق و السودان) كما مارس ضغوط غير مسبوقة علي السعودية اسفر عنها اجراءات حازمة ضد الجماعات المتشددة من الأخيرة، و تغيير في مناهج التعليم المدرسي و الجامعي فيها! الجمهوري ترامب اقدم علي خطوات غير مس...

شرح قانون الوجوه الغريبة !!

  المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...