التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مابعد الانقاذ.. و #سودان_مابعد_البشير

  يحق لنا بعد هذا الصمود الشعبي في الشوارع والذي انتزع حقه في التعبير عن المه و امله وارادته و مطلبه في تغيير الحال و تنحي البشير و اسقاط مجمل نظامه،،
  يحق لنا؛ ان نشرع في التفكير و بحث مشاريعنا لمقبل ايامنا و لمصيرنا الوطني في حقبة ما بعد الكيزان و سودان ما بعد البشير.
ان ما الحقه هذا النظام ببني هذا الوطن الاقتصادية و ما الحقه بالمؤسسات الرسمية والمجتمعية معروف لدي الجميع، وغير مسبوق اذ لم تقدم عليه حكومة احتلال ولا حكومة وطنية، فهي حكومة دمار خربت كل شئ، كل مكتسباتنا التي خرجنا بها من العهود السابقة الاستعمارية والوطنية عصفوا بها في اعاصيرهم الهوجاء!
  لذا الخروج من هذا الحال يقتضي تدابير جديدة و ترتيبات مختلفة و معالجات مبتكرة تتلاءم فرادتها مع فرادة هذا المجتمع و عظم ما حاق به.
من التدابير التي نقترح ان يتم تقسيم المرحلة المقبلة الي فترتين .. الاولي؛ فترة تمهيدية Interim Period ثم تليها فترة انتقالية Transitional Period.
  الفترة التمهيدية: تختص و يقتصر فيها العمل علي نقل السلطة من ايدي النظام وعناصره لعناصر مستقلة نزيهة و كفوءة و حصر الاصول الموجودة و المفقودة و تحديد التجاوزات و المسؤولين عنها و التحفظ عليهم و ملاحقة الاموال المهربة و الاصول المملوكة لمسؤولي النظام الفاسد بالخارج! و التمهيد لعملية قانونية و سياسية و ادارية جديدة لمرحلة اعادة بناء الدولة واعادة صياغة و تحديد العلاقة بين المواطن و الدولة.  
الفترة الانتقالية: بختام المرحلة التمهيدية و التي نري انها يجب الا تقل عن عام، يتم اجراء اتنخابات للتنافس بين المشاريع السياسية المقدمة لاعادة بناء الدولة السودانية، و المشروع و البرنامج الفائز يتولي سن القوانين والتشريعات الجديدة و اعادة بناء المؤسسات و تأسيس الوكالات و الهيئات الجديدة الضرورية، و وضع اسس الحياة الاقتصادية والتنموية للمستقبل، كل ذلك وفق المعايير الديمقراطية ومبادئ دولة حكم القانون ودولة المواطنة والحكم الراشد،  والاشراف علي محاسبة و محاكمة كل من اجرم في العهد السابق وفق معايير احترام الحقوق الانسانية المرعية دوليا، اضافة لتسيير دولاب الدولة والحياة العامة. و يتم فيها صياغة دستور وطني تتوافر له طل شروط الاستمرار و ليس دستور دائم كمجرد صفة لفظية لا دلالة لها كما في الدساتير 'غير الدائمة' السابقة و طرحه علي استفتاء عام. نقترح اشتراط الا يسمح لمن يتولون الامور في مرحلتي التمهيد و الانتقال المشاركة في الحياة السياسية بعدها حتي لا يعملوا لصالحهم الخاص في هذه المرحلة الحرجة 'مرحلة التأسيس'، ولا يسمح لمن شارك في مرحلة التمهيد الاشتراك في مرحلة الانتقال ايضا. ان جمهورية السودان التي شارفت علي الهلاك في عهد البشير، وتعرضت لتجربة وراثة الدول 'خلافة الدول - Succession Of States ' هي اليوم بحاجة ماسة لأن تسري في اوصالها روح جديدة و لتضخ في شرايينها دماء جديدة. والامال معقودة علي الأجيال الشابة لتصيغ وفق اسس العلم والمعرفة المتوافرة لديها مشاريع رؤي وطنية جديدة تتنافس في اعادة بناء الدولة الوطنية الحديثة السودانية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...