التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قانون خلوها مستورة.. أو الثراء الحرام.



    قانون خلوها مستورة (الثراء الحرام والمشبوه) يشبه الي حد كبير قانون اللصوص!! أي تلك القواعد التي تحكم المجرمين فيما بينهم، ومعروف ان اللصوص والعصابات لديها قواعد متعارف عليها ومرعية فيما بينهم؛ بل وبعض العصابات "المافيا مثلا" لديها احكام واجراءات أكثر حزما من قانون الثراء الحرام والمشبوه الذي يتحاكم اليه وبه لصوص المؤتمر الوطني,,
   فان كنت من لصوص الانقاذ وضبطت بالجرم المشهود "وهذا امر نادر الحدوث" فكل مايفعلونه بك هو ما تفعله الام الحنون بولدها المدلل " يضربوك علي يدك ويقولوا لك : عيب لاتفعلها ثانيةً، بل وربما قال لك احدهم: تعلم مني كيف تسرق باحترافية ولا تترك دليلا ولا اثر خلفك، تعلم من الكبار!!"
    نحن نعرف ان حماية المال العام في كل دول العالم "بما في ذلك السودان قبل الانقاذ" تتم وفق اجراءات وقواعد أشد حزما وضوابط اكثر صرامةً، ولا مجال فيه للتساهل "كتساهل قانون الثراء الحرام والمشبوه الذي لا يشبه اسمه"؛ وحتي في القانون الجنائي مثلاً فان عقوبة خيانة الامانة عندما يتعلق المال موضع الجريمة بالدولة فان العقوبة تصل لحدها الاقصي مقارنة بالخياة في المال الخاص/ مال الافراد.
    إن ادعاء لجنة التحقيق بان التجاوزات تمت باحترافية عالية ومن ثم كان لابد من اللجوء للتسويات و "التحلل" يطعن النظام الحكومي "السستم" في كبده؛ فهذا اعتراف بأن ادارة المال العام تتم بسبهللية وعبثية يصعب معها حمايته او استعادته كاملا ومحاسبة المذنبين حتي يرعوي من يطمع في مال الدولة والشعب، انه اعتراف بان المال العام اصبح مالا سائباً !!
  واذا قارنا التساهل الذي تم في قضايا الفساد "لصوص كتب الوالي/ تحكيم الاقطان/ التقاوي الفاسدة...الخ" بالتشدد الذي تمت به معملة الابرياء والشرفاء " د. صديق نورين، تاج الدين عرجة، أشرف عوض...والاخرين" فان النتيجة التي نخلص اليها هي ان الشرفاء في ارض السودان في زمن حكم اللصوص والمجرمين هذا مكانهم الطبيعي السجون والمعتقلات والتتشريد ..بينما مكان اللصوص المناصب الرفيعة وصدور المجالس .. وان تغيير هذا الحال لن يتم بحوار او تفاهم بل بطريق واحد هو طريق ثورة الشعب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...