كسودانيين لدينا ميل يكاد يكون متأصل وفطري نحو اطلاق احكام مشتطة ومبالغ في تساهلها او قسوتها ونظرتنا للأمور دوما تتصف بالتطرف لأقصي مدي.. لا توسط عندنا ولا اعتدال!
مثال ذلك؛ قبل الثوران الراهن ( 19 ديسمبر ومابعده ) كان مسلم به عندنا ومن نافلة القول ان يسب احدنا الشعب! يسحب نفسه بمهارة فائقة و بصورة عجيبة خارج الصورة ويكيل الشتائم للباقين من شاكلة شعب جبان! انتهازي! اناني! وفاسد! نكيل للشعب باكبر مكيال لدينا ولا نكيل بمعشاره للسلطة التي لها نصيب الأسد من اسباب ما نحن عليه من حال!
اما اليوم فبقدرة قادر اصبح احدنا يكيل المديح من شاكلة شعب معلم! عبقري!
لا توسط بين هاتين الحالتين ولا اعتدال؟
قبلها ايضا كان احدنا يصف الأجيال الشابة والناهضة بانها منحلة ومستهترة لا تستشعر المسئولية ولا تعير القيم و الأخلاق الفاضلة 'السودانية' اعتبار، ولا خير يرتجي منها ولا امل فيها!!
نحكم عليهم من خلال زيهم وما يرتدون من 'اكسسوارات' او تمائم و من خلال الطريقة التي يصففون شعرهم بها او حلاقتهم، ومن خلال اهتماماتهم و هواياتهم 'الرياضة-كرة القدم الاوربية- الموسيقي و الافلام..'
اما اليوم فطفقنا نصفهم بانهم 'خير جيل' خرجت عليه شمس هذه الأرض! كذلك دون اعتدال او وسطية!
من الواضح تماما ان كلا الموقفين خاطئين وليس احدهما خاطئ و الآخر صحيح؛ و سبب الخطأ يرجع بالأساس الي المنهج المعتمد في اصدار تلك الأحكام، فهو منهج مختل 'عاطفي و غير علمي ولا عملي' ولا يمكن ان يقود الي نتيجة صائبة او حكم عقلاني صحيح او قريب من الصحة حتي!
نحن لا نولي التفكير العلمي حقه و لا نفكر في الأمور من وجوهها كافة بل نحكم بناء علي اول انطباع نخرج به و بالنظر فقط الي اول وجه نراه من الوجوه العديدة للمسألة و المشكلة!
ثم هناك عادة استسهال اصدار الأحكام والتعميمات في كل المواضيع تافهها و جليلها! نلقي احكامنا و نصرح بتعميماتنا دون ادني نظر لتأثير ما نقول علي المحيط حولنا و دون نظر و اعتبار حتي لمدي صحة تلك اﻷحكام و دقة التعميمات! و ذلك ناتج بالأساس الي اننا لا نستشعر المسئولية و التبعات عن رأينا او اقوالنا و افكارنا! غياب حس المسئولية هذا يعني بوضوح اننا لا ندرك ولا نعي الصلة والعلاقة بين المقدمات والاسباب من جهة و النتائج من الاخري! فنحن نعلق علي احداث الحياة اليومية حولنا و كأننا نعلق علي مجريات مباراة تلعب في امريكيا اللاتينية! او احداث فيلم تم تصويره في جزر اليابان! بمعني ان الأمر لا يعنينا و ان تعليقنا لا يعني المعنيين!!
علاوة علي هذا و ذاك نتميز بدرجة عالية علو غريب من الاعتداد بالرأي و ( قوة رأس ) فليس من السهل علينا مراجعة انفسنا و الاعتذار عن حكم او رأي سبق و عبرنا عنه و صدعنا به! ليس من السهل علينا التراجع لذا دائما ما نظل نردد ذات الكلام لا لشئ الا تعبيرا عن صلابة الرأي والاعتداد المضر بالنفس و الثقة المطلقة!
برغم ذلك الاعتداد و رفض التراجع والاعتذار عن رأي او قول خاطئ و متعجل فاننا نستسهل بصورة غريبة كذلك التعبير عن الرأي و نقيضه في ذات اللحظة او في لحظة قريبة و لكن فقط دون الاشارة او الربط بين الرأي الأول والثاني المختلف و كأنهما امران مستقلان ومختلفين و منفصلين انفصال لا ريب فيه!
و لعل المرجع في كل ذلك اننا لا نعني و لا نهتم بمجمل ما نقول او نسمع من رأي علي اعتبار انه ( كلام ساكت او ساي ) لم نتفكر قط في معني قولنا ( كلام ساكت /ساي ) لكن باعتقادي اننا لا المقولات و المنطق والحجج اي اعتبار و ان اي قول باللسان عندا يبقي مجرد كلام بلا قيمة ما لم يتبعه فعل باليد!
و الكلام ليس امر هين ففي الاثر الديني ( المهم عندنا كذلك ) انه: ( هل يكب الناس يوم القيام في نار جهنم الا حصائد ألسنتهم ) و في الاثر الثقافي ان : ( الحرب اولها كلام ) ! بل و عني القدماء منا بالكلام حتي خصوه بمبحث كامل سموه ( علم الكلام ) ثم ان المنطق والفلسفة التي هي بحق "ام العلوم كلها والمعرفة" تعتمد بالأساس علي الكلام فالفكرة لا تتنفس ولا تعيش ولا تتطور الا بالكلام.
أ فلا يقتضي كل ذلك منا ان نعيد النظر في موقفنا من حصاد الألسنة و نعيد الاعتبار و نولي الكلام اهمية يستحقها؟!
مثال ذلك؛ قبل الثوران الراهن ( 19 ديسمبر ومابعده ) كان مسلم به عندنا ومن نافلة القول ان يسب احدنا الشعب! يسحب نفسه بمهارة فائقة و بصورة عجيبة خارج الصورة ويكيل الشتائم للباقين من شاكلة شعب جبان! انتهازي! اناني! وفاسد! نكيل للشعب باكبر مكيال لدينا ولا نكيل بمعشاره للسلطة التي لها نصيب الأسد من اسباب ما نحن عليه من حال!
اما اليوم فبقدرة قادر اصبح احدنا يكيل المديح من شاكلة شعب معلم! عبقري!
لا توسط بين هاتين الحالتين ولا اعتدال؟
قبلها ايضا كان احدنا يصف الأجيال الشابة والناهضة بانها منحلة ومستهترة لا تستشعر المسئولية ولا تعير القيم و الأخلاق الفاضلة 'السودانية' اعتبار، ولا خير يرتجي منها ولا امل فيها!!
نحكم عليهم من خلال زيهم وما يرتدون من 'اكسسوارات' او تمائم و من خلال الطريقة التي يصففون شعرهم بها او حلاقتهم، ومن خلال اهتماماتهم و هواياتهم 'الرياضة-كرة القدم الاوربية- الموسيقي و الافلام..'
اما اليوم فطفقنا نصفهم بانهم 'خير جيل' خرجت عليه شمس هذه الأرض! كذلك دون اعتدال او وسطية!
من الواضح تماما ان كلا الموقفين خاطئين وليس احدهما خاطئ و الآخر صحيح؛ و سبب الخطأ يرجع بالأساس الي المنهج المعتمد في اصدار تلك الأحكام، فهو منهج مختل 'عاطفي و غير علمي ولا عملي' ولا يمكن ان يقود الي نتيجة صائبة او حكم عقلاني صحيح او قريب من الصحة حتي!
نحن لا نولي التفكير العلمي حقه و لا نفكر في الأمور من وجوهها كافة بل نحكم بناء علي اول انطباع نخرج به و بالنظر فقط الي اول وجه نراه من الوجوه العديدة للمسألة و المشكلة!
ثم هناك عادة استسهال اصدار الأحكام والتعميمات في كل المواضيع تافهها و جليلها! نلقي احكامنا و نصرح بتعميماتنا دون ادني نظر لتأثير ما نقول علي المحيط حولنا و دون نظر و اعتبار حتي لمدي صحة تلك اﻷحكام و دقة التعميمات! و ذلك ناتج بالأساس الي اننا لا نستشعر المسئولية و التبعات عن رأينا او اقوالنا و افكارنا! غياب حس المسئولية هذا يعني بوضوح اننا لا ندرك ولا نعي الصلة والعلاقة بين المقدمات والاسباب من جهة و النتائج من الاخري! فنحن نعلق علي احداث الحياة اليومية حولنا و كأننا نعلق علي مجريات مباراة تلعب في امريكيا اللاتينية! او احداث فيلم تم تصويره في جزر اليابان! بمعني ان الأمر لا يعنينا و ان تعليقنا لا يعني المعنيين!!
علاوة علي هذا و ذاك نتميز بدرجة عالية علو غريب من الاعتداد بالرأي و ( قوة رأس ) فليس من السهل علينا مراجعة انفسنا و الاعتذار عن حكم او رأي سبق و عبرنا عنه و صدعنا به! ليس من السهل علينا التراجع لذا دائما ما نظل نردد ذات الكلام لا لشئ الا تعبيرا عن صلابة الرأي والاعتداد المضر بالنفس و الثقة المطلقة!
برغم ذلك الاعتداد و رفض التراجع والاعتذار عن رأي او قول خاطئ و متعجل فاننا نستسهل بصورة غريبة كذلك التعبير عن الرأي و نقيضه في ذات اللحظة او في لحظة قريبة و لكن فقط دون الاشارة او الربط بين الرأي الأول والثاني المختلف و كأنهما امران مستقلان ومختلفين و منفصلين انفصال لا ريب فيه!
و لعل المرجع في كل ذلك اننا لا نعني و لا نهتم بمجمل ما نقول او نسمع من رأي علي اعتبار انه ( كلام ساكت او ساي ) لم نتفكر قط في معني قولنا ( كلام ساكت /ساي ) لكن باعتقادي اننا لا المقولات و المنطق والحجج اي اعتبار و ان اي قول باللسان عندا يبقي مجرد كلام بلا قيمة ما لم يتبعه فعل باليد!
و الكلام ليس امر هين ففي الاثر الديني ( المهم عندنا كذلك ) انه: ( هل يكب الناس يوم القيام في نار جهنم الا حصائد ألسنتهم ) و في الاثر الثقافي ان : ( الحرب اولها كلام ) ! بل و عني القدماء منا بالكلام حتي خصوه بمبحث كامل سموه ( علم الكلام ) ثم ان المنطق والفلسفة التي هي بحق "ام العلوم كلها والمعرفة" تعتمد بالأساس علي الكلام فالفكرة لا تتنفس ولا تعيش ولا تتطور الا بالكلام.
أ فلا يقتضي كل ذلك منا ان نعيد النظر في موقفنا من حصاد الألسنة و نعيد الاعتبار و نولي الكلام اهمية يستحقها؟!
تعليقات
إرسال تعليق