هاهي طبول الحرب تدق من جديد !!!!
الانقلابيون يعرفون ان اي حل سياسي و أي تسوية تعني الخسارة لجبهة الانقلاب.. لذا المخرج هو اشعال حرب..
و الانقلاب هو مخرج الاسلامويين الوحيد و الحرب اسلوبهم و لعبتهم الأثيرة..
و بعد ان استنفدوا كل نعرات العنصرية و الجهوية ها هم ينفخون في نعرات التعصب بين اجهزة الدولة و الاجهزة "التي خلّقوها" المساعدة.
الدعم السريع ساعدوا في ايجاده و دعمه ليحارب لهم اعداءهم السياسيين و يحمي سلطتهم و قال رئيسهم عن قائده "حمايتي و ليس حميدتي" و لكن بعد ان "تنصل" الدعم السريع عن حماية النظام و رئيسه و حزبه .. و فشل محاولة برهان "في ان يكون بشير جديد" و ان يضع الدعم السريع في خانة حمايته و حماية ذات النظام القديم بوجوه جديدة؛ هاهم بلا تبصر العواقب ينفخون في ابواق الحرب ..
يهاجمون "الجنجويد و قائدهم" اليوم و يبدون كمتعصبين للدولة و للاجهزة الرسمية و يوم ان قال ذات قائد الجنجويد (البلد دي حلها و ربطها في ايدنا و الحكومة وقت تسويلها جيش تجي تتكلم معانا) لم يفتح الله علي احدهم بكلمة!
انه تسيس ملف المؤسسات العسكرية في زمن و اوان اصلاحها.. من ذات الذين سيسوا كل شئ ايام الخراب و ايام حكمهم .
هذه لن تكون حرب اهلية كالسابقات انما حرب "نظامية" و ليست حرب الدولة ضد خارجين عليها او حرب الحكومة ضد فئات اجتماعية من مواطنيها؛ انما حرب مؤسسات ضد مؤسسات!
انها حرب يوجه فيها سلاح الدولة ضد الدولة!
صحيح ان البلاد قد استنزفت و استنفدت حروباً، لكن علي كل حال ليس أسهل من اشعال حرب؛ و لا أسهل من ايقاظ الفتنة النائمة؛ لا سيما ان كان من يشعلها ممسكاً بموارد الدولة و سلاحها و أبواقها..
الانقلابيون، ليس لديهم ما يقدمونه للسلام بدليل ان احد وعود انقلابهم كان اكمال السلام و لم يمشوا في هذا الطريق نصف خطوة اللهم فقط التمسك باتفاق جوبا و ما ادراك ما اتفاق جوبا؟!
اتفاق جوبا الذي اصبح حجر زاوية في جدار الانقلاب!
هذا الوضع يستدعي بناء جبهة معادية للحرب و داعمة للسلام.
واضح ان الاسلامويين (الكيزان) لا يزالون يهيمنون علي قمة هرم السلطة العسكرية و المخابراتية.. و ان كبار لوردات الحرب و الفساد من العسكريين رغم ان الثورة حررتهم من سطوة الاسلامويون الا انهم ادمنوا الخضوع و الاستعباد .. و رغم ان كبار لوردات المؤتمر الوطني كذلك حررتهم الثورة من سطوة البشير الا ان عبوديتهم للمال الحرام و النفوذ تتغلب علي نعمة الحرية!
لذا و لمحاصرة لوردات الحروب و الفساد من الاسلامويين و عسكرهم لا بد من جبهة معادية للحرب و للعنف .. و داعمة للسلام.
كثير من الناشطين يعتقدون و يصرحون بان احداث تغيير يتطلب مزيد من العنف!
هذا تفكير مريض و طائش.. تفكير غير مسؤول! لا يصدر الا من شخص لم يختبر الحرب بنفسه و في نفسه و لن يختبرها انما يريد لآخرين "اشقياء" ان يقاتلوا لتحقيق رغباته و رغائبه و تصوراته القاصرة..
هذه البلاد جربت العنف و لا تزال تعيش فيه لنحو سبعين عام و لم يسفر العنف الا عن دعم الاستبداد و القمع و الدمار و اللجوء و شظف العيش و بؤس الحياة!
التطور السياسي و القانوني و الاجتماعي و الاقتصادي يتطلب اولاُ السلام .. و السلام هو ما سيجلب كل الخير، السلام هو ما سيحقق باقي الامنيات..
سيناريو الحرب ليس قاصر علي قرع الطبول بين الجيش و الدعم السريع.. بل هناك مخطط للزج بالسودان في أتون حرب بين مصر و اثيوبيا، هذه السيناريوهات تتطلب سيناريو مضاد و جبهة معادية للحرب اياً كان نوعها و هدفها .. لأن الحرب هي سلاح المستبدين و هي مفرخة الدكتاتوريات.. فالحروب (في الدول الهشة) لا تنتج الا دكتاتوريين و الدكتاتوريين لا يفرخون الا مزيد من الحروب!
تعليقات
إرسال تعليق