التخطي إلى المحتوى الرئيسي

و هل بعد الانقلاب الا الحرب؟؟

 هاهي طبول الحرب تدق من جديد !!!!

الانقلابيون يعرفون ان اي حل سياسي و أي تسوية تعني الخسارة لجبهة الانقلاب.. لذا المخرج هو اشعال حرب..
و الانقلاب هو مخرج الاسلامويين الوحيد و الحرب اسلوبهم و لعبتهم الأثيرة..
و بعد ان استنفدوا كل نعرات العنصرية و الجهوية ها هم ينفخون في نعرات التعصب بين اجهزة الدولة و الاجهزة "التي خلّقوها" المساعدة.

 الدعم السريع ساعدوا في ايجاده و دعمه ليحارب لهم اعداءهم السياسيين و يحمي سلطتهم و قال رئيسهم عن قائده "حمايتي و ليس حميدتي" و لكن بعد ان "تنصل" الدعم السريع عن حماية النظام و رئيسه و حزبه .. و فشل محاولة برهان "في ان يكون بشير جديد" و ان يضع الدعم السريع في خانة حمايته و حماية ذات النظام القديم بوجوه جديدة؛ هاهم بلا تبصر العواقب ينفخون في ابواق الحرب ..
يهاجمون "الجنجويد و قائدهم" اليوم و يبدون كمتعصبين للدولة و للاجهزة الرسمية و يوم ان قال ذات قائد الجنجويد (البلد دي حلها و ربطها في ايدنا و الحكومة وقت تسويلها جيش تجي تتكلم معانا) لم يفتح الله علي احدهم بكلمة!
انه تسيس ملف المؤسسات العسكرية في زمن و اوان اصلاحها.. من ذات الذين سيسوا كل شئ ايام الخراب و ايام  حكمهم .
هذه لن تكون حرب اهلية كالسابقات انما حرب "نظامية" و ليست حرب الدولة ضد خارجين عليها او حرب الحكومة ضد فئات اجتماعية من مواطنيها؛ انما حرب مؤسسات ضد مؤسسات!
انها حرب يوجه فيها سلاح الدولة ضد الدولة!
صحيح ان البلاد قد استنزفت و استنفدت حروباً، لكن علي كل حال ليس أسهل من اشعال حرب؛ و لا أسهل من ايقاظ الفتنة النائمة؛ لا سيما ان كان من يشعلها ممسكاً بموارد الدولة و سلاحها و أبواقها..
الانقلابيون، ليس لديهم ما يقدمونه للسلام بدليل ان احد وعود انقلابهم كان اكمال السلام و لم يمشوا في هذا الطريق نصف خطوة اللهم فقط التمسك باتفاق جوبا و ما ادراك ما اتفاق جوبا؟!
اتفاق جوبا الذي اصبح حجر زاوية في جدار الانقلاب!

هذا الوضع يستدعي بناء جبهة معادية للحرب و داعمة للسلام.
واضح ان الاسلامويين (الكيزان) لا يزالون يهيمنون علي قمة هرم السلطة العسكرية و المخابراتية.. و ان كبار لوردات الحرب و الفساد من العسكريين رغم ان الثورة حررتهم من سطوة الاسلامويون الا انهم ادمنوا الخضوع و الاستعباد .. و رغم ان كبار لوردات المؤتمر الوطني كذلك حررتهم الثورة من سطوة البشير الا ان عبوديتهم للمال الحرام و النفوذ تتغلب علي نعمة الحرية!
لذا و لمحاصرة لوردات الحروب و الفساد من الاسلامويين و عسكرهم لا بد من جبهة معادية للحرب و للعنف .. و داعمة للسلام.
كثير من الناشطين يعتقدون و يصرحون بان احداث تغيير يتطلب مزيد من العنف!
هذا تفكير مريض و طائش.. تفكير غير مسؤول! لا يصدر الا من شخص لم يختبر الحرب بنفسه و في نفسه و لن يختبرها انما يريد لآخرين "اشقياء" ان يقاتلوا لتحقيق رغباته و رغائبه و تصوراته القاصرة..
هذه البلاد جربت العنف و لا تزال تعيش فيه لنحو سبعين عام و لم يسفر العنف الا عن دعم الاستبداد و القمع و الدمار و اللجوء و شظف العيش و بؤس الحياة!
التطور السياسي و القانوني و الاجتماعي و الاقتصادي يتطلب اولاُ السلام .. و السلام هو ما سيجلب كل الخير، السلام هو ما سيحقق باقي الامنيات..
سيناريو الحرب ليس قاصر علي قرع الطبول بين الجيش و الدعم السريع.. بل هناك مخطط للزج بالسودان في أتون حرب بين مصر و اثيوبيا، هذه السيناريوهات تتطلب سيناريو مضاد و جبهة معادية للحرب اياً كان نوعها و هدفها .. لأن الحرب هي سلاح المستبدين و هي مفرخة الدكتاتوريات.. فالحروب (في الدول الهشة) لا تنتج الا دكتاتوريين و الدكتاتوريين لا يفرخون الا مزيد من الحروب!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفكيك خطاب الحرب و (فلسفة البلابسة)

   الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة!    تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!!   في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...

لماذا يفضل الملكيون العرب التعامل مع جمهوريي اميركا؟؟

  لا يخفي الملوك و الامراء العرب "و اعوانهم" ميلهم و تفضيلهم التعامل مع ادارات جمهورية في اميركا و لا يخفون تبرمهم من تنصيب رئيس من الحزب الديمقراطي.. و يبررون ذلك الميل و التفضيل بمبررات مختلفة مثل تعامل الجمهوريين الحاسم مع ايران !! في الواقع فإن اكثر رؤساء اميركان الذين شكلوا اكبر تهديد للعرب و المسلمين هم من الجمهوريين (بوش الأب و الإبن و ترامب - غزو العراق و افغانستان و دعم اسرائيل)! لكن الجمهوريين كما عرب النفط يفهمون لغة المال جيداً و الادارة الجمهورية تضم علي الدوام اشخاص من قطاع الطاقة و النفط او صناعة السلاح او الادوية او حتي صناعة الترفيه "هوليود" يفضلون لغة النقود و المصالح. اذاً اكبر تهديد واجهه العرب و المسلمون من ادارات اميركية كان في فترات حكم جمهوري.. و بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م اعلن بوش الابن سياسة صارمة في مواجهة انظمة اسلامية و عربية (افغانستان و العراق و السودان) كما مارس ضغوط غير مسبوقة علي السعودية اسفر عنها اجراءات حازمة ضد الجماعات المتشددة من الأخيرة، و تغيير في مناهج التعليم المدرسي و الجامعي فيها! الجمهوري ترامب اقدم علي خطوات غير مس...

شرح قانون الوجوه الغريبة !!

  المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...