صحيح تماماً ان تنظيم الجبهة الاسلامية (الحركة الاسلامية/ المؤتمر الوطني) استغل هيمنته علي السلطة عقب انقلابه في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م، و استغل النفوذ و قوة الدولة، و شرع في تصفية القوات المسلحة و الشرطة و الأمن العام من العناصر القوية و غير الموالية للاسلاميين و لانقلابهم عبر سياسة الصالح العام، كما شرع في ملء تلك المؤسسات بالعناصر المنتظمة سياسياً في صفه، حتي و لو كانت تلك عناصر غير مؤهلة للالتحاق بتلك المؤسسات، و غير كفؤة للعمل بها.. و صحيح تماماً كذلك ان ثقافة عمل كاملة تشكلت لدي منتسبي تلك المؤسسات "العسكرية"، ثقافة قائمة علي عقيدة لدي العسكر بأن الاسلامويين هم التيار السياسي الأقوي.. و انه ربما يسود و يحكم الحياة العامة لعدة عقود (و ربما للأبد- بحسب ما بدا لهم)، لذا يجب عليهم ان ارادوا الاحتفاظ بامتيازات عملهم و مهنتهم و حظوظ الترقي فيها (اضافة للامتيازات غير المباشرة التي بدأ نظام الانقاذ في اغراق العسكر بها بغرض شراء ولاءهم) فان عليهم عدم إبدأ أي مقاومة او معارضة لسياسات تلك الحكومة و سياسات حزبها الحاكم، و عدم الاعتراض علي قرارات عناصره المتنفذة تنظيمياً. لكن كل ذلك...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.