التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الي الذين يأكلون بأكمامهم

  رحم الله الشيخ فرح ود تكتوك، هذا الشيخ السناري الذي تنبه باكرا 'ايام السلطنة السنارية في القرن الثامن عشر' لأمراض المجتمع ولنفاقه ولتفشي الجهل فيه فسعي عبر مقولاته التي صارت علي كل لسان، لتغيير هذا الواقع.
لكن للأسف رددها العوام والخواص دون ان يتمعنوا معانيها، ويدركوا مغازيها العميقة بحيث تنعكس سلوكا جديدا.
من تلك المقولات الشهيرة مقولة :'كل يا كمي قبال فمي'. وقصتها ان الشيخ ذهب لتلبية دعوة مرتديا زي عادي فما اهتم احد لحضوره بل ولم يضيفه الداعين، فعاد ادراجه مرتديا عباءة وعمامة وقفطان، هنا نهض الجميع للترحيب به و مدوا امامه الموائد.. فمد الشيخ الصالح اكمام قفطانه واطلق عبارته الشهيرة "كل يا كمي قبال فمي".
كثيرون اليوم نالوا مانالوا مما يستحقون و نالوا اكثر مما يستحقون لسبب بسيط هي ان اكمامهم تؤهلهم لذلك!
قد لا تكون الاكمام هي نفسها التي اشار اليها الشيخ فرح انما اكمام معنوية كعباءات التنظيم او القبيلة او الحسب والنسب!
كل الذي شغلوا مناصب الجاه والسلطان انما فعلوا باكمامهم، الوزراء و حكام الولايات، و السفراء، والقضاة، والضباط، وحتي المذيعين و نجوم الغناء وكرة القدم!
كلهم اكلوا باكمام القرابات والمحسوبيات، علي حساب الاداء والاتقان والكفاءة.
هذا الوضع الشاذ لن يستمر طويلا فمهما حدث فان في الختام لا يصح الا الصحيح لذا سينهار نظام الأكل بالاكمام هذا وتعود الامور لجادة الصواب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...