فكار ترامب بشأن الهجرة ليست اسوء من أفكار ساسة امريكا في 1920م. إنهم الاسوء
مخططو نظام الكوتة علي اقل حاولوا اخفاء عنصريتهم
ديفيد اتكنسون
14 يناير- واشنطون بوست
لطالما اتسمت سياسة الهجرة بالعنصرية.لكن واضعي القوانين كانوا واعين لتلك العنصرية
"ايفان فوشي/ الأسوشيدت"
إشارة ترامب لهاييتي والسلفادور و أمم افريقيا علي انها جمهوريات "بالوعات قذارة" تعكس سياسته المطبقة حاليا والرافضة لاستقبال مهاجرين من غير ذوي البشرة البيضاء. ومنطابقة مع شعارات حملته الانتخابية والتي ذكر فيها ان عدد من المهاجرين المكسيكيين هم مغتصبين ومهربي مخدرات - و مؤخرا نقلت الصحف تأكيداته ان المهاجرين من هاييتي بحملون فيروس الايدز وان النيجيريين يعيشون في اكواخ- ما يوضح بجلاء ان سياسة الرئيس المعادية للمهاجرين تنبع من عنصرية متجذرة في نفسه.
ان لهجة ترامب الشوفينية تمثل احدي البؤر المظلمة في حياة الأمة الامريكية والتي طبعت والهمت سياسات الهجرة: اعمال نظام الحصص ( كوتا ) الوطنية في عشرينيات القرن الماضي. ومع ذلك فانها تتفوق عليها شدة واستفزازا.
فحتي حقبة العشرينيات - الفترة التي شهدت اسوء حالات العنصرية الوطنية- فان الداعين لتقييد الهجرة حاولوا تجنب الاساءات العنصرية المباشرة و الحط من قدر العرقيات الاجنبية والمجادلات العنصرية ضد المهاجرين، و عوضا عن ذلك اخفوا عداءهم وكراهيتهم وغلفوا اراءهم واقوالهم المهينة بلغة مهذبة كلما امكنهم ذلك.
فعندما يقترب انكشاف حقيقة قصدهم العنصري امام الرأي العام - كما اختبر ترامب الجمعة الماضية- ويهدد انغلاقهم ورفضهم للآخر حصولهم علي دعم المهاجرين في الداخل و يقلل من فعالية وتحقيق اهداف السياسة الخارجية، ينكرون ذلك.
بينما تعكس خطابات ترامب ذات الصبغة الشوفينية الوطنية عنصرية سلوك الساسة السابقين، في عصر الخوف من الغريب، عدم قدرة ترامب علي اخفاء شعوره لا تكشف سياسة معيبة لا تتسم بالحساسية انما ايضا اضطراب الشخص العنصري و عجزه عن كبح عداءه.
قانون الكوتا لسنة 1921م الطارئ وقانون الهجرة 1924م استهدفا تقليل اعداد المهاجرين من شرق وجنوب اوروبا. هذه الحالة نتجت عن قواعد قناعات شعبية تتعلق بعدم الصلاحية و سوء الحال بالنسبة لتلك الامم، معضدا بانزعاج بسبب الرادكالية، والفقر و عدم الاستقرار الذي طبع مرحلة نهاية الحرب في اوروبا. فاشخاص من دول كايطاليا و بولندا كان يحكم عليهم عرقيا بانهم اقل درجة ولا يمكن تأهيلهم، قياسا لجيرانهم من شمال وغرب اوروبا.
قانون 1921م فرض ثلاثة نسب من الكوتا للمهاجرين الاوروبيين بناءا علي الوجود الفعلي و العدد المسجل في تعداد 1910م.
و بذا يتحدد عن قصد اعداد المهاجرين غير المرغوبين من اماكن كهنغاريا ورومانيا بينما يتم السماح باعداد اكبر من المهاجرين من الأماكن المرغوبة كبريطانيا واسكندنافيا.
قانون الهجرة الصادر في 1924م جعل الحصص ( الكوتا ) دائمة وان كانت مقيدة بنسب اخري بناءا علي تعداد 1890م.
تلك القوانين عنصرية بلاشك. انصار الحصص ( الكوتا ) اخفوا عنصريتهم بادعاءات علموية عن التفاوت العرقي. فالمنظر العنصر ذي الشعبية لوثرب ستودارد زعم في كتابه الصادر سنة 1920م (مد الملونين مقابل جزر سيادة العرق الابيض)، "ان بلدنا التي كانت مستوطنة في الاصل حصرا للبيض الشماليين تقترب مع نهاية القرن التاسع عشر لتحتل بمهاحرين برابرة من المتوسطين ولا اريد زكر الاسيوين كالمشرقيين واليهود . ووصفه بتدفق "اسراب من سريعي التكاثر" ومهدد لمستقبل العرق الابيض الشمالي.
الرئيس ليندون جونسون قلل حالة مشاعر عدائية خلقها القانون ابان رئاسته بعد تمرد سنة 1965م معلنا ان هذا القانون 'غير امريكي'والغي اثنتان من مواد تمنح امتياز للبعض و تسلبه من أخرين بما يشجع علي تنامي الحقد والكراهية والسلوكيات الخاطئة وسط الأمة الامريكية.
لكن وسط الاجواء المسمومة لتنماي المشاعر القومية والمعادية للسامية التي وسمت السنوات الاولي التي اعقب الحرب العالمية الثانية، فان عدد من مؤيدي فرض قيود علي الهجرة استوعبوا حقيقة ان استخدام شعارات من شاكلة الادعاء بتفوق عرق و انحطاط اخر واهانة قوميات غير ملائمة بل و تجلب احيانا ردود فعل عكسية.
في المقابل فان اشد مؤيد القيود اخفوا مشاعرهم العنصرية عن الرأي العام.
بالتأكيد ان استخدام نتائح التعداد السكاني كألية مهمة لنظام الكوتات الهدف منه تجنب تحديد الهدف الحقيقي للتشريع، ولاخفاء مقصده التمييزي.
تجنب الامريكيين الصيحات العصرية الصريحة، حتي في عز عهود انتشار الخوف من الغرباء هل يسري حتي الأن؟ في المقام الاول هم يخشون التأثر في السياسة الداخلية من مجتمعات الهجرة الاوسع خصوصا في الشمال الشرقي والغرب الاوسط. وحتي اكثر المتزمتين يخشون من التأثير الدبلوماسي الذي قد ينجم عن استهجان المتضررين حول العالم.
ثمة نموذجين يشرحان كيف تكبح السياسة الداخلية و الضغوط الدبلوماسية التصريح بسياسة عنصرية ضد المهاجرين في 1920م.
حينها عندما كان السناتور عن ولاية واشنطون الجمهوري البرت جونسون يعد لنظام الكوتات المؤقت طلب من قناصل الولايات المتحدة تقارير احصائية عن الوضع في أوروبا. تلك التقارير وصفت الظروف غير الطبيعية وحذرت من تنامي خطر البلشفية والفوضوية بين المهاجرين المحتملين. فيما كانت اقل تحفظا بخصوص اليهود من جنوب و وسط اوروبا ولم تتجنب ما يثير الحفائظ. فبحسب قنصل الولايات المتحدة في روتردام ،"الحلفاء يعبرون روتردام وفي ذات الوقت فان غجر روسيا و يهود بولندا يعيشون في قيتو خصصت لهم" وهم يضيف القنصل "قذرون، لايشبهون الامريكيين، ولهم طباع خطرة احيانا". وحينما قام جونسون بنشر تلك الملاحظات الواردة في تقارير القناصل غير المحررة والمنقحة، شعر كثير من الامريكيين بالصدمة من العبارات المعادية للسامية. واصدروا بيانات تدين ذلك وجهت بعضها لوزير الخارجية شارلس ايفانز هيجز الذي اضطر للدفاع عن نفسه امام الصحافة. تلقي هيجز خطابات من منظمات اعانة المهاجرين ومن المنظمات اليهودية تتهم الخارجية بالعنصرية.
عضو جمعية قدامي المحاربين ماري دراير اتهم الوزير هيجز بالعمل علي "اشعال الوضع المتفجر اصلا من الكراهية والعنصرية في البلد و خلق حالة من عدم الثقة بين الامريكان والاجانب". هناك حالة مشابهة استشرت سنة 1924م. عندما اعد الكونغرس لتشريع 'نظام المواطنة الاصيلة'، حينها سعي اعضاء لاستثناء المهاجرين اليابانيين، والذين تم تقليص اعدادهم بموجب اتفاق دبلوماسي سنة 1907م. استثناء ذوي الاصول اليابانية من المواطنة كان فضيحة علنية.
بعد 1924م فان المعادين لليابان فضلوا ان يسعوا لحظر كل المهاجرين الاسيويين حتي لا يظهروا عداءهم لفئة خاصة. ورغم ذلك فان استثناء اليابانيين ظل عسيرا من الناحية السياسية والدبلوماسية. فمنذ 1890م نجحت الحكومة اليابانية في نضالها لمنع تشريع قيود علنية تفرض علي المهاجرين منها للولايات المتحدةاو لاراضي "الامبراطورية البريطانية"، حتي ولو كان ذلك عبر تمييز غير صريح. ان الخطة الذكية لاتفاق 1907م بين ادارة الرئيس ثيودور روزفلت اليابانيين اثرت علي قدرة الحكومة الفدرالية ورغبتها في تقليص اعداد اليابانيين تجنبا للنزاع.
ورغم الافادات التي استمع لها "الكونغرس" ودارت حول مخادعة اليابانيين، فانه كان مجبرا علي التخلي عن خطته لاستثناء مهاجري اليابان ويعود الفضل للمحكمة العليا وكان لديها المبرر لفعل ذلك.
ففي نوفمبر1922م قررت المحكمة انه بموجب قانون التجنيس والهجرة الامريكي فان اليابانيين مؤهلين للحصول علي المواطنة طالما انهم ليسوا من البيض او الافريقيين. وللالتفاف علي ذلك الحكم فان الكونغرس ادخل تعديل ليشمل كل الفئات غير المؤهلة للمواطنة في امريكا، لكن هذه الحيلة لم تنطلي علي الحكومة اليابانية ولا الصحافة التي احتجت علي تشريع الحظر وان لم تنجح في ذلك.
حتي في الفترات التي شهدت اعتي موجات العنصرية والكراهية ضد المهاجرين، فان العديد من داعمي فرض قيود ظلوا دوما يحرصون علي الا يبدوا انهم دعاة تمييز عنصري ولو من باب اللباقة. الاعتبارات السياسية والدبلوماسية دفعتهم لتحسين وتجميل ماهو سئ من دعاوي القومية، ومنهم من عمل علي اخفاء عنصريته.
ان سقطة الرئيس ترامب اليوم خطيرة جدا، فقواتنا تدعم جهود محاربة الارهاب في القرن الافريقي وعبر الصحراء الكبري، وان كانت الهنات ستتوالي من البيت الابيض فمن المهم ان نتذكر كيف سنتدبر الأمر حتي وان كان ذلك بالتعلم دروس وظيفية من تاريخنا.
مخططو نظام الكوتة علي اقل حاولوا اخفاء عنصريتهم
ديفيد اتكنسون
14 يناير- واشنطون بوست
لطالما اتسمت سياسة الهجرة بالعنصرية.لكن واضعي القوانين كانوا واعين لتلك العنصرية
"ايفان فوشي/ الأسوشيدت"
إشارة ترامب لهاييتي والسلفادور و أمم افريقيا علي انها جمهوريات "بالوعات قذارة" تعكس سياسته المطبقة حاليا والرافضة لاستقبال مهاجرين من غير ذوي البشرة البيضاء. ومنطابقة مع شعارات حملته الانتخابية والتي ذكر فيها ان عدد من المهاجرين المكسيكيين هم مغتصبين ومهربي مخدرات - و مؤخرا نقلت الصحف تأكيداته ان المهاجرين من هاييتي بحملون فيروس الايدز وان النيجيريين يعيشون في اكواخ- ما يوضح بجلاء ان سياسة الرئيس المعادية للمهاجرين تنبع من عنصرية متجذرة في نفسه.
ان لهجة ترامب الشوفينية تمثل احدي البؤر المظلمة في حياة الأمة الامريكية والتي طبعت والهمت سياسات الهجرة: اعمال نظام الحصص ( كوتا ) الوطنية في عشرينيات القرن الماضي. ومع ذلك فانها تتفوق عليها شدة واستفزازا.
فحتي حقبة العشرينيات - الفترة التي شهدت اسوء حالات العنصرية الوطنية- فان الداعين لتقييد الهجرة حاولوا تجنب الاساءات العنصرية المباشرة و الحط من قدر العرقيات الاجنبية والمجادلات العنصرية ضد المهاجرين، و عوضا عن ذلك اخفوا عداءهم وكراهيتهم وغلفوا اراءهم واقوالهم المهينة بلغة مهذبة كلما امكنهم ذلك.
فعندما يقترب انكشاف حقيقة قصدهم العنصري امام الرأي العام - كما اختبر ترامب الجمعة الماضية- ويهدد انغلاقهم ورفضهم للآخر حصولهم علي دعم المهاجرين في الداخل و يقلل من فعالية وتحقيق اهداف السياسة الخارجية، ينكرون ذلك.
بينما تعكس خطابات ترامب ذات الصبغة الشوفينية الوطنية عنصرية سلوك الساسة السابقين، في عصر الخوف من الغريب، عدم قدرة ترامب علي اخفاء شعوره لا تكشف سياسة معيبة لا تتسم بالحساسية انما ايضا اضطراب الشخص العنصري و عجزه عن كبح عداءه.
قانون الكوتا لسنة 1921م الطارئ وقانون الهجرة 1924م استهدفا تقليل اعداد المهاجرين من شرق وجنوب اوروبا. هذه الحالة نتجت عن قواعد قناعات شعبية تتعلق بعدم الصلاحية و سوء الحال بالنسبة لتلك الامم، معضدا بانزعاج بسبب الرادكالية، والفقر و عدم الاستقرار الذي طبع مرحلة نهاية الحرب في اوروبا. فاشخاص من دول كايطاليا و بولندا كان يحكم عليهم عرقيا بانهم اقل درجة ولا يمكن تأهيلهم، قياسا لجيرانهم من شمال وغرب اوروبا.
قانون 1921م فرض ثلاثة نسب من الكوتا للمهاجرين الاوروبيين بناءا علي الوجود الفعلي و العدد المسجل في تعداد 1910م.
و بذا يتحدد عن قصد اعداد المهاجرين غير المرغوبين من اماكن كهنغاريا ورومانيا بينما يتم السماح باعداد اكبر من المهاجرين من الأماكن المرغوبة كبريطانيا واسكندنافيا.
قانون الهجرة الصادر في 1924م جعل الحصص ( الكوتا ) دائمة وان كانت مقيدة بنسب اخري بناءا علي تعداد 1890م.
تلك القوانين عنصرية بلاشك. انصار الحصص ( الكوتا ) اخفوا عنصريتهم بادعاءات علموية عن التفاوت العرقي. فالمنظر العنصر ذي الشعبية لوثرب ستودارد زعم في كتابه الصادر سنة 1920م (مد الملونين مقابل جزر سيادة العرق الابيض)، "ان بلدنا التي كانت مستوطنة في الاصل حصرا للبيض الشماليين تقترب مع نهاية القرن التاسع عشر لتحتل بمهاحرين برابرة من المتوسطين ولا اريد زكر الاسيوين كالمشرقيين واليهود . ووصفه بتدفق "اسراب من سريعي التكاثر" ومهدد لمستقبل العرق الابيض الشمالي.
الرئيس ليندون جونسون قلل حالة مشاعر عدائية خلقها القانون ابان رئاسته بعد تمرد سنة 1965م معلنا ان هذا القانون 'غير امريكي'والغي اثنتان من مواد تمنح امتياز للبعض و تسلبه من أخرين بما يشجع علي تنامي الحقد والكراهية والسلوكيات الخاطئة وسط الأمة الامريكية.
لكن وسط الاجواء المسمومة لتنماي المشاعر القومية والمعادية للسامية التي وسمت السنوات الاولي التي اعقب الحرب العالمية الثانية، فان عدد من مؤيدي فرض قيود علي الهجرة استوعبوا حقيقة ان استخدام شعارات من شاكلة الادعاء بتفوق عرق و انحطاط اخر واهانة قوميات غير ملائمة بل و تجلب احيانا ردود فعل عكسية.
في المقابل فان اشد مؤيد القيود اخفوا مشاعرهم العنصرية عن الرأي العام.
بالتأكيد ان استخدام نتائح التعداد السكاني كألية مهمة لنظام الكوتات الهدف منه تجنب تحديد الهدف الحقيقي للتشريع، ولاخفاء مقصده التمييزي.
تجنب الامريكيين الصيحات العصرية الصريحة، حتي في عز عهود انتشار الخوف من الغرباء هل يسري حتي الأن؟ في المقام الاول هم يخشون التأثر في السياسة الداخلية من مجتمعات الهجرة الاوسع خصوصا في الشمال الشرقي والغرب الاوسط. وحتي اكثر المتزمتين يخشون من التأثير الدبلوماسي الذي قد ينجم عن استهجان المتضررين حول العالم.
ثمة نموذجين يشرحان كيف تكبح السياسة الداخلية و الضغوط الدبلوماسية التصريح بسياسة عنصرية ضد المهاجرين في 1920م.
حينها عندما كان السناتور عن ولاية واشنطون الجمهوري البرت جونسون يعد لنظام الكوتات المؤقت طلب من قناصل الولايات المتحدة تقارير احصائية عن الوضع في أوروبا. تلك التقارير وصفت الظروف غير الطبيعية وحذرت من تنامي خطر البلشفية والفوضوية بين المهاجرين المحتملين. فيما كانت اقل تحفظا بخصوص اليهود من جنوب و وسط اوروبا ولم تتجنب ما يثير الحفائظ. فبحسب قنصل الولايات المتحدة في روتردام ،"الحلفاء يعبرون روتردام وفي ذات الوقت فان غجر روسيا و يهود بولندا يعيشون في قيتو خصصت لهم" وهم يضيف القنصل "قذرون، لايشبهون الامريكيين، ولهم طباع خطرة احيانا". وحينما قام جونسون بنشر تلك الملاحظات الواردة في تقارير القناصل غير المحررة والمنقحة، شعر كثير من الامريكيين بالصدمة من العبارات المعادية للسامية. واصدروا بيانات تدين ذلك وجهت بعضها لوزير الخارجية شارلس ايفانز هيجز الذي اضطر للدفاع عن نفسه امام الصحافة. تلقي هيجز خطابات من منظمات اعانة المهاجرين ومن المنظمات اليهودية تتهم الخارجية بالعنصرية.
عضو جمعية قدامي المحاربين ماري دراير اتهم الوزير هيجز بالعمل علي "اشعال الوضع المتفجر اصلا من الكراهية والعنصرية في البلد و خلق حالة من عدم الثقة بين الامريكان والاجانب". هناك حالة مشابهة استشرت سنة 1924م. عندما اعد الكونغرس لتشريع 'نظام المواطنة الاصيلة'، حينها سعي اعضاء لاستثناء المهاجرين اليابانيين، والذين تم تقليص اعدادهم بموجب اتفاق دبلوماسي سنة 1907م. استثناء ذوي الاصول اليابانية من المواطنة كان فضيحة علنية.
بعد 1924م فان المعادين لليابان فضلوا ان يسعوا لحظر كل المهاجرين الاسيويين حتي لا يظهروا عداءهم لفئة خاصة. ورغم ذلك فان استثناء اليابانيين ظل عسيرا من الناحية السياسية والدبلوماسية. فمنذ 1890م نجحت الحكومة اليابانية في نضالها لمنع تشريع قيود علنية تفرض علي المهاجرين منها للولايات المتحدةاو لاراضي "الامبراطورية البريطانية"، حتي ولو كان ذلك عبر تمييز غير صريح. ان الخطة الذكية لاتفاق 1907م بين ادارة الرئيس ثيودور روزفلت اليابانيين اثرت علي قدرة الحكومة الفدرالية ورغبتها في تقليص اعداد اليابانيين تجنبا للنزاع.
ورغم الافادات التي استمع لها "الكونغرس" ودارت حول مخادعة اليابانيين، فانه كان مجبرا علي التخلي عن خطته لاستثناء مهاجري اليابان ويعود الفضل للمحكمة العليا وكان لديها المبرر لفعل ذلك.
ففي نوفمبر1922م قررت المحكمة انه بموجب قانون التجنيس والهجرة الامريكي فان اليابانيين مؤهلين للحصول علي المواطنة طالما انهم ليسوا من البيض او الافريقيين. وللالتفاف علي ذلك الحكم فان الكونغرس ادخل تعديل ليشمل كل الفئات غير المؤهلة للمواطنة في امريكا، لكن هذه الحيلة لم تنطلي علي الحكومة اليابانية ولا الصحافة التي احتجت علي تشريع الحظر وان لم تنجح في ذلك.
حتي في الفترات التي شهدت اعتي موجات العنصرية والكراهية ضد المهاجرين، فان العديد من داعمي فرض قيود ظلوا دوما يحرصون علي الا يبدوا انهم دعاة تمييز عنصري ولو من باب اللباقة. الاعتبارات السياسية والدبلوماسية دفعتهم لتحسين وتجميل ماهو سئ من دعاوي القومية، ومنهم من عمل علي اخفاء عنصريته.
ان سقطة الرئيس ترامب اليوم خطيرة جدا، فقواتنا تدعم جهود محاربة الارهاب في القرن الافريقي وعبر الصحراء الكبري، وان كانت الهنات ستتوالي من البيت الابيض فمن المهم ان نتذكر كيف سنتدبر الأمر حتي وان كان ذلك بالتعلم دروس وظيفية من تاريخنا.
تعليقات
إرسال تعليق