الفروقات المادية في السودان لم تبلغ قط مستوي التأثير علي النسيج الاجتماعي .. ولم تتخلق اطلاقا في السودان طبقات اجتماعية لا علي اساس اقتصادي ولا خلافه، المجتمع السوداني ليس محصن ضد الطبقية لكن علي ما يبدو لم تتوافر شروط تشكلها فيه في اية مرحلة سابقة من مراحل التاريخ، بل علي العكس تضافرت كل اشراط عرقلة النمو الرأسمالي فيه..
نجد في المأثورات الشعبية مقولات ك: لا نخشي اي شخص طول وجهه شبر! و اي شخص مهما عظم شأنه هو في النهاية ( ود مره ).
في اي عقار تجد الغفير والمالك يتحاوران او يتجادلان بندية ظاهرة! لن تجد في السودان غفير ينهض من مكانه كلما مر به المالك او المسؤول، في اي مخزن تجد المالك في وسط الحمالين 'العتالين' يأكل معهم ويصلي بينهم و في مجالس انسهم يتبادلون الحوارات في اريحية لا تخطئها العين. وفي صفوف القوات الحكومية وفي اوقات الفراغ تجد الضباط وسط الجنود يتحادثون وربما يلعبون الورق 'الكوتشينة' او الدومينو 'الضمنه'.
فهنا الاحترام مقبول وما دونه منكر .. والخوف مهما كان سببه مذموم والنفاق محرم.
القبيلة والعشيرة ونظام الولاء فيها والعائلة الممتدة و التكافل الاسري الذي يقترب من جعل الاسر دوائر صلبة ومغلقة عوامل تمنع التطور الرأسمالي الذي يقوم علي الفردانية ويعلي من شأن الصفقات و الخصال الشخصية للفرد.. في السودان لا نزال نجد العلاقات التجارية تعتمد ذات الروابط الاسرية والعشائرية احيانا ولم تستقل العلاقات المالية بعد عن حاضنة العلاقات الاجتماعية!
وفي كتاب سلاطين السيف والنار يقول :'من الصعب التمييز بين الرقيق ومالكه ليس بسبب تقارب السحنات فقط وانما ايضا في السلوك فهم يعملون سويا ويتناولون طعامهم سويا'.
طالما ان المجتمع لم يصل مرحلة التطور الحديث ستظل قيمه القديمة هي الحاكمة و
وستبقي طالما ان معوقات تشكل مجمع الحداثة تعمل بفعالية.
نجد في المأثورات الشعبية مقولات ك: لا نخشي اي شخص طول وجهه شبر! و اي شخص مهما عظم شأنه هو في النهاية ( ود مره ).
في اي عقار تجد الغفير والمالك يتحاوران او يتجادلان بندية ظاهرة! لن تجد في السودان غفير ينهض من مكانه كلما مر به المالك او المسؤول، في اي مخزن تجد المالك في وسط الحمالين 'العتالين' يأكل معهم ويصلي بينهم و في مجالس انسهم يتبادلون الحوارات في اريحية لا تخطئها العين. وفي صفوف القوات الحكومية وفي اوقات الفراغ تجد الضباط وسط الجنود يتحادثون وربما يلعبون الورق 'الكوتشينة' او الدومينو 'الضمنه'.
فهنا الاحترام مقبول وما دونه منكر .. والخوف مهما كان سببه مذموم والنفاق محرم.
القبيلة والعشيرة ونظام الولاء فيها والعائلة الممتدة و التكافل الاسري الذي يقترب من جعل الاسر دوائر صلبة ومغلقة عوامل تمنع التطور الرأسمالي الذي يقوم علي الفردانية ويعلي من شأن الصفقات و الخصال الشخصية للفرد.. في السودان لا نزال نجد العلاقات التجارية تعتمد ذات الروابط الاسرية والعشائرية احيانا ولم تستقل العلاقات المالية بعد عن حاضنة العلاقات الاجتماعية!
وفي كتاب سلاطين السيف والنار يقول :'من الصعب التمييز بين الرقيق ومالكه ليس بسبب تقارب السحنات فقط وانما ايضا في السلوك فهم يعملون سويا ويتناولون طعامهم سويا'.
طالما ان المجتمع لم يصل مرحلة التطور الحديث ستظل قيمه القديمة هي الحاكمة و
وستبقي طالما ان معوقات تشكل مجمع الحداثة تعمل بفعالية.
ان احد اسباب ازمات السودان الحالية ان اليات تطور المجتمع السوداني لم تكن تعمل ذاتيا انما بتأثير خارجي " الدولة او محيطها ايضا".. نتج عن ذلك ان هناك فئة انتقلت من حالة المشاعية الي الارستقراطية مباشرة وقفزا مع كون هذا الانتقال يستغرق في العادة عدة اجيال بل قرون حتي، لكن معظم ارستقراطية السودان نشأت في مجتمع وبيئة مشاعية وتعيش حياة ارستقراطية بكل ما يحتمله ذلكمن تناقض وتنازع!! بل وان معظم الاضطرابات الاجتماغية والسياسية "ايضا" ووالاقتصادية كذلك نتجت عن هذا الانتقال السريع ولذا فان الطبقات المنوط بها حراسه قيم المجتمع وانماط تطوره عاجزة عن حماية نفسها ناهيك عن ان تلعب دورا في تأمين مجتمعها!!
ان التحديث لا يطرأ عفوا لا بد من وجود قوي مؤسسية تدفع باتجاهه. اما وجود جيوب حداثوية ضعيفة فان المؤسسة القديمة التقليدية ستعمل علي حصارها 'في المراكز الثقافية الاجنبية وبعض المؤسسات الاخري' و وأدها ايضا..
والجيوب الحداثوبة ضعيفة جدا الأن لسبب وحيد هو انها تستمد ماهيتها واسباب وجودها من عوامل خارج محيط المجتمع وغريبة عنه تماما و لا تبحث عن تربة لها هنا بل هي تري ان هذه الغربة و البعد الاجنبي ميزة لها ومصدر تفوق ولذا بالضبط تبقي صعيفة وغاية افق الحداثوي السوداني اليوم هي النجاة بنفسه ليحصل علي اقامة ومواطنة في دول اوروبا او اميركا الشمالية!
وستبقي القيم السودانية علي حالها الا ان يغيض التاريخ لها من يقومون بهزها لتطويرها ونقلها من قيم مجتمع تقليدي يراوح مكانه لقيم مجتمع حديث يفور حيوية ويروم النهوض.. وهذا لا يتأتي بالتنظير فقط وانما بعوامل الاقتصاد 'الانتاج ومراكمة رأس المال'.
حينها فقط سيتخلي المجتمع عن القيم السالبة التي اقعدت به كالقيم المتجسدة في مأثورات شعبية تدفع باتجاه تسفيه المال 'المال مابهمك ان كتر وان راح' و 'قليلها رايح وكثيرها رايح'
والجيوب الحداثوبة ضعيفة جدا الأن لسبب وحيد هو انها تستمد ماهيتها واسباب وجودها من عوامل خارج محيط المجتمع وغريبة عنه تماما و لا تبحث عن تربة لها هنا بل هي تري ان هذه الغربة و البعد الاجنبي ميزة لها ومصدر تفوق ولذا بالضبط تبقي صعيفة وغاية افق الحداثوي السوداني اليوم هي النجاة بنفسه ليحصل علي اقامة ومواطنة في دول اوروبا او اميركا الشمالية!
وستبقي القيم السودانية علي حالها الا ان يغيض التاريخ لها من يقومون بهزها لتطويرها ونقلها من قيم مجتمع تقليدي يراوح مكانه لقيم مجتمع حديث يفور حيوية ويروم النهوض.. وهذا لا يتأتي بالتنظير فقط وانما بعوامل الاقتصاد 'الانتاج ومراكمة رأس المال'.
حينها فقط سيتخلي المجتمع عن القيم السالبة التي اقعدت به كالقيم المتجسدة في مأثورات شعبية تدفع باتجاه تسفيه المال 'المال مابهمك ان كتر وان راح' و 'قليلها رايح وكثيرها رايح'
تعليقات
إرسال تعليق