التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وضع المؤسستين العسكرية و الأمنية تحت امرة السلطة السياسية "المدنية"

 ان اول خطوات و ضع المؤسسة العسكرية و الامنية و النظامية تحت امرة الحكومة المدنية يتطلب فصل المناصب العسكرية الاحترافية و المهنية عن اي منصب سياسي، و هذا يبدأ من استقالة/أو اقالة البرهان "رئيس المجلس السيادي" من منصب القائد العام للقوات المسلحة، و استقالة/ او اقالة نائبه دقلو من منصب قائد قوات الدعم السريع ..

و بالتوازي مع ذلك اكمال وضع قوات الدعم السريع تحت امرة القائد العام و هيكلتها بالكامل تحت ولاية القوات المسلحة بكامل هيئاتها (الاركان العامة) و قيادة المناطق الجغرافية المختلفة..

كما يقتضي وضع الامبراطوريات الاقتصادية للجيش تحت ولاية وزارة المالية و تحويل ملكيتها بالكامل الي الحكومة و ليس الجيش، و انهاء حالة "ان تلد الأمة ربتها، هذه"؛

و توضيح صلة الدعم السريع بامراطورية ال دقلو الاقتصادية فان كانت استثمارات و اموال الدعم السريع فتلك اموال السودان، و ان كانت اموالهم الخاص لآل دقلو فينبغي قطع صلتها تماماً بالدعم السريع كمؤسسة قومية.

تحجج العسكر بأنهم لن يسلموا الولاية علي المؤسسة العسكرية الا لحكومة منتخبة حجة واهية و مرفوضة، فطالما ان هناك حكومة متوافق عليها و ان المؤسسة العسكرية نفسها ممثلة فيها فان الولاية علي الجيش ليست بأهم من الولاية علي مصائر كافة السودانيين و لا الولاية علي سائر مؤسسات الدولة السودانية..

و استمرار خروج المؤسسة العسكرية يخلق حالة من ازدواجية القيادة و ثنائية الولاء و يضعف الحكومة و يهدظ بتقويض السيادة الوطنية و التي لا يمثلها الجيش وحده كما يفهم بعض قاصري النظر من العسكر او بالأحري بعض اصحاب الغرض منهم و اصخابا النوايا الانقلابية و نزاعات التمرد علي الحكومة.. و ليفهم الجميع ان شراكة الفترة الانتقالية ليست بين الخمسة غير الكرام "برهان و حميدتي و الكباشي و العطا و جابر" و الشعب انما بين الشعب و جيشه و مؤسساته النظامية، و ان هذه الشراكة لاغراض الانتقال لن تفض و انما من الوارد ان يذهب الخمسة فهم ليسوا الا مجندين برواتب و لا يملكون هذه المؤسسة بوضع اليد كما كان يفعل قائدهم المخلوع!

ان وضع المؤسسة العسكرية تحت سلطة و إمرة الحكومة المدنية ليس مطلب المجتمع الغربي و الادارة الاميركية كما يظن البعض.. 

بل هي من المبادئ الاصيلة و المطالب الرئيسية لثورة ديسمبر، فاعادة الجيش ليصبح جيش للسودان و ليس جيش يهيمن عليه فرد و لا حزب "جيش السودان لا جيش الكيزان" و جيش السودان لا جيش لا جيش البشير ولا البرهان و لا جيش حميتي.. يقتضي وضعه تحت امرة الحكومة المدنية المتوافق عليها و باشراف البرلمان الانتقالي تمهيداً لاقامة حكومة منتخبة تكون كل المؤسسات تحت ولايتها بشكل مكتمل و منظم و ليس اقامة حكومة منتخبة تنازع لوضع يدها علي المؤسسات .. هذه من وظائف الانتقال الاصيلة و الاساسية

يناير ٢٠٢١م

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...