يناير ٢٠٢٣م
نظر الي الجانب المظلم من المشهد السياسي "الانتقالي"!
قحت الأولي "المركزي" كأحد اللاعبين الاساسيين في المشهد السياسي الانتقالي "ما بعد الانقاذ" تعرضت لنقد و تشريح بما فيه الكفاية من خصومها (في السلطة الانقلابية القائمة) و من داخلها و من حلفاءها السابقين و من المراقبين..
كذلك نالت اللجنة الامنية المتنفذة بعد ابريل ٢٠١٩م و القابضة كلياً علي مقاليد الامور بعد انقلاب "الاجراء التصحيحي" نصيب وافر من النقد و الفحص...
فيما اُهمل لاعبين اخرين لهم تأثير لا يستهان به علي المشهد!!!
بعض هؤلاء اللاعبين أُهملوا لأن المراقبين و المتداخلين يتعاطون مع المشهد بانتقائية و مزاجية و ليس بمنهج علمي معرفي؛ فيما أُهمل آخرون لأنهم صنعوا لأنفسهم صورة و هالة جعلتهم "فوق النقد"!!!
من الذين أهملوا جماعة اتفاق جوبا، هؤلاء كلما تحدث شخص عن ضرورة تقييم الاتفاق لوحوا بالرفض و هددوا بالعودة للحرب! و حينما يخلوا لأنفسهم و يواجهوا فشل تجربتهم يوجهوا سهام نقدهم لاتفاق جوبا بأنفسهم و يقولوا ان بنود رئيسية هامة منه لم تُطبق، دون ان يجرأوا لتحميل المسؤولية لحليفهم (المكون العسكري) او ان يتصدوا لحملها بأنفسهم؛ بل يجعلونها هكذا معلقة في الهواء، او يشتط بعضهم فيحملها للمجتمع الدولي لأنه لم يدعم تنفيذ ذلك السلام المنقوص (و منقوص لأنه؛ علي الأقل؛ لم يشمل فصيل عبد العزيز الحلو و فصيل عبد الواحد نور)!!
من تلك البنود التي لم تُنفذ:
● نشر القوات المشتركة المسؤولة عن حفظ الامن بعد خروج القوات الاممية الافريقية المشتركة، و بقية بنود الترتيبات الامنية
● اعادة النازحين و اللاجئين و تعويضهم
● اقتراح و تنفيذ برنامج تنموي يعزز الاستقرار الاقتصادي و الاجتماعي و ينزع فتائل النزاعات و الاحتراب..
كل هذه القضايا التي جاءت في اتفاق جوبا لم يحدث فيها اي تقدم ملموس ..
اما محاصصة السلطة و تعيين جبريل وزير للمال و مناوي حاكم لولايات دارفور و آخرين من الوزراء و في مناصب الدولة "الجهاز المدني و غير السياسي" فهو ما تتمسك به "قحت الكتلة" و كأن ذلك من صميم اتفاق جوبا و اكبر ثمارها !!
لا احد اليوم يعرف ماهية اتفاق جوبا؟
و هل نص الاتفاق علي ان يصبح الموقعين عليه حلفاء للمكون العسكري و داعمين للانقلاب علي الانتقال الديمقراطي و خصماً علي تحالف ثورة التغيير؟
صحيح انهم في قحت (الكتلة) يرفضون وصف ٢٥ اكتوبر بالانقلاب و يسمونها اجراء تصحيحي! لكن ماهو التصحيح الذي يزعمونه؟
أ هو اخراج وزراء القوي السياسية من "قحت الاولي" و اخراج عناصرهم من جهاز الدولة التنفيذي فقط؟ و الابقاء علي عناصر الحركات لأنها جاءت منزلة من جوبا و اتفاقها؟؟؟؟؟
بل و حتي الذين اتت بهم قحت الاولي "المركزي" و لكنهم اصطفوا مع تحالف الانقلابيين "او التصحيحين" (اردول و آخرين) تم الاحتفاظ بهم و الابقاء عليهم في مناصبهم !!!!!
ان رفض جبريل و مناوي لاوضاع ما قبل ٢٥ اكتوبر و رفضهم لاتفاق نوفمبر ٢٠٢١ مع حمدوك و رفضهم لأي اتفاق يمكن ان يفضي لتصفية الوضع القائم "الانقلابي" كالاتفاق الاطاري ناتج عن رفضهم لمبدأ حكومة الكفاءات!!
مناوي و جبريل يطالبون بالكفاءات لابعاد وزراء و مسؤولي قحت الاولي و يرفضونها اذا طالت و امتدت اليهم في قحت الثانية "الكتلة الديمقراطية"!!!!!!!!!!
و من الذين أُهملوا الجذريين (الحزب الشيوعي و ربما فصيل البعث الذي انسلخ اخيراً من تحالف قحت الأولي -المركزي)
هؤلاء يعلنون علي الملأ رفضهم للحلول السياسية (او التسوية كما يسميها بعضهم)
لا استطيع ان افهم كيف لحزب سياسي يقول انه ضد الحلول السياسية و بصريح القول؟
الحزب ما شغله غير الحلول السياسية؟
السياسي هنا يعقد و لايحل؟
لو ان الحلول السياسية انعدمت او استحالت فما جدوي وجود الحزب (او الاحزاب)؟ فلماذا لا تحل نفسها و تبحث عن نشاط اخر غير السياسة؟ فتريح و تستريح !!!
حلوا الاحزاب و سلموا كل الاعباء و المهام للجان المقاومة .. او لأي جهة اخري راغبة في تحمل الاعباء!
من يرفضون الحلول السياسية لا يعقل ان يكتفوا بذلك و لا يكلفون انفسهم مشقة اقتراح "الحلول غير السياسية" !!! و لا تبيين ماهية الحلول غير السياسية (ان لم تكن الحرب و العنف) بعد ملحمة نضال سلمي شاق و اسطوري ابهر و ألهم العالمين!!!
و القول باستمرار "النضال السلمي و الثورة السلمية" لا يسعفهم هذا القول فذلك حل سياسي في مبتدأه و حل سياسي يحتاج الي اللمسة السياسية الاحترافية و التي افتقدناها في ٦ ابريل و ما تلاه؛ و هل نحن عالقون هنا الا جراء افتقاد تلك اللمسة السياسية؟
الذين يسمون محاولات احداث اختراق سياسي بأنه "تسوية" لذا يرفضونها لأنهم يرفضون مبدأ "التسويات" و اشتغلوا علي تلك المفردة و كأنها رجس و رزيلة و منقصة (منذ متي صارت التسوية منقصة و سُبة و وصمة عار؟) فأي مخرج من الأزمة يقترحون؟
اكتفاء احزاب قديمة و تدعي ان لها ثقل بان تكون عبارة عن مكتب سياسي للجان المقاومة و للشارع غير المسيس لا يقدح في جدارتها فقط بل يفضح انتهازيتها لأنها تريد ان تستنفد الشارع حتي آخر قطرة دم و آخر رمق حياة فيه لتأتيها السلطة طائعة و هي تختال في الختام !!!!
كذلك من الذين أُهملوا لاعتبارهم فوق النقد و بحق الشرعية الثورية و سلطة الشعب و الشارع (لجان المقاومة) .. و لأن لجان المقاومة ليست كيان سياسي، و هي كذلك ليست جسم محدد المعالم و الملامح و الابعاد.. فان من الصعب التطرق لها في سياق نقد مشهد الانتقال الماثل.
لكن جهات مؤثرة و فاعلة داخل تلك اللجان و من خارجها سعت و لا تزال تسعي لتسييس لجان المقاومة و توظيفها لمناهضة رؤي و احزاب و افراد كذلك !!!
هناك مواثيق سياسية تبرم و توقع!! و هناك تحالفات و مؤتمرات تنعقد تحت راية توحيد لجان المقاومة ..!!
كل ذلك لا يمكن توصيفه بغير صفات العمل السياسي الموجه بل و المتحزب الصريح !!
لقد حذرنا كثيراً (و نستمر في التحذير) من أن الطريقة التي يتعاطي بها كثير من ناشطي الاحزاب و الناشطين الهواة مع لجان المقاومة سينتهي بتلك اللجان (المقاومة) لذات المصير الذي انتهت اليه ايقونة اخري من ايقونات ديسمبر (تجمع المهنيين السودانيين) و الذي تُسأل عنه احزاب قحت الأولي "المركزي" و الجذريين.
تعليقات
إرسال تعليق