التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ما الذي لا يعجب المكون العسكري في عمل لجنة تفكيك نظام ٣٠ يونيو؟!

  ما الذي لا يعجب المكون العسكري في عمل لجنة تفكيك نظام ٣٠ يونيو؟ و هو الذي شارك في اجازة قانون ازالة التمكين سنة ٢٠١٩م و التعديلات التي ادخلت عليه في ٢٠٢٠م؟ و ترأس احدهم اللجنة لعام او يزيد؟!

لماذا يعارضون عمل اللجنة و يناهضون القانون في مؤتمراتهم و بياناتهم و لقاءتهم الاعلامية و في جلسات أُنسهم و هم في مركز صنع القرار؟ هل أجبروا علي تكوين اللجنة و اجازة القانون؟ و ما هي مآخذهم بالضبط في هذا الخصوص؟!
لقد اتضح من تصريحات و بيانات البرهان قبل و عقب انقلابه في ٢٥ اكتوبر ان عمل هذه اللجنة هو احد اسباب تحركه و لذا فقد قام بتعليق عمل اللجنة و اعلن تكوين "لجنة أخري" لتراجع عمل اللجنة الأولي!
بطبيعة الحال لم نطالع أي انباء عن عمل لجنة المراجعة و لم نسمع شئ عن منهج و اسلوب عملها و الفريق الذي ستعتمد عليه في المراجعة، انما فقط انها ستكون برئاسة "الفريق أول بقوات الدعم السريع و قائد تلك القوات" محمد حمدان دقلو!!
و هل يستطيع "دقلو" ان يقييم عمل لجنة ازالة تمكين نظام المؤتمر الوطني؟ و ينظر في اختلالات قانون ازالة التمكين؟ و هو الذي لا يري اختلالات "قوات الدعم السريع" و التي خرجت من رحم مليشيا الجنجويد صاحبة الصيت الذي غطي الآفاق بانتهاكاتها و التي فشلت كل محاولات البشير في شرعنتها حتي اضحت كاللقيط عرضة لاستغلالها من كل ذي غرض؟!
ان قانون ازالة التمكين بكل ما احتواه من نصوص تفارق التطبيق السليم للمعايير القانونية و القضائية و ممارسات لجنته ذات الصبغة السياسية بصلاحيات اصدار احكام هي في الأصل من سلطات القضاء الحصرية لم يوجه لها من يومها الأول النقد القانوني الموضوعي الذي يقوّم القانون و سير عمل لجنته انما استغل كل ذلك لتوجيه النقد بهدف منع انهاء او ازالة تمكين نظام المؤتمر الوطني-البشير، نظام الشر و الفتنة و الافساد، و بهدف مساعدة كوادر المؤتمر الوطني علي الفرار بما غلّوا من موارد الشعب السوداني.. و في الختام من اجل عرقلة التغيير نفسه و اعاقة الانتقال المدني الديمقراطي!!
قانون ازالة التمكين و لجنته علي ما اعتورهما من قصور اضحت لهما شعبية طاغية وسط القوي الثورية الشبابية و ربما هذا من اسباب تهيب الكثيرين لنقدهما حتي و ان كان النقد بهدف التقويم فهل تكون تلك الشعبية بمثابة حصانة ايضاً من تربص المكون العسكري و دعاوي "مراجعته"؟ ربما، و هذا ما يجعل مطالب و مزاعم المراجعة من قبل المكون العسكري تراوح مكانها!!
علي كلٍ، ان كان المكون العسكري للسلطة الانتقالية يريد ايقاف ملاحقة من افسدوا و شاركوا في عملية النهب المنظم لمقدرات السودان الاقتصادية في الفترة من ١٩٨٩ الي ٢٠١٩م، و يريد لعملية الافلات من المساءلة و الافلات من العقاب الممنهج الذي سنته سلطة البشير ان يتواصل، و يريد ان يحمي ظهر الفاسدين .. فانه بذلك يؤكد حقيقة واحدة فقط هي انه مستمر في العمل كلجنة أمنية "عليا" لذلك النظام و ان عقليته و عقيدته لم يحدث فيها اي تغيير او تطوير، و هو مع ذلك سيفشل في هذه المهمة لأن الجيل الذي يقود هذا الحراك لا يثنيه شئ عن تحقيق اهدافه التي خرج لأجلها بمثابرة مستمرة منذ الرابع عشر من ديسمبر ٢٠١٨م.

٢ ديسمبر ٢٠٢١م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...