لجنة البشير الأمنية "المكون العسكري" يرفضون اي حديث عن اصلاح المؤسسة العسكرية.. لأن "سيطرتهم" المؤسسة العسكرية هي سر قوتهم و هي اداتهم لمنع أي انتقال ديمقراطي و منع تأسيس دولة القانون و اقامة العدل في السودان و ايقاف الفساد و "التمكين"..
اصلاح المؤسسة العسكرية يعني تجريد بقايا التنظيم الاسلاموي العسكري من امتيازاته و القضاء علي آخر جيوب النظام البائد و المؤتمر الوطني المحلول و المنحل و الحركة الاسلامية "الارهابية"..
آخر ركائز النظام البائد هي خلاياهم الناشطة و النائمة في المؤسسة العسكرية و الأمنية..
عناصر النظام البائد العسكرية التي لا تزال تختطف المؤسسة النظامية و توظفها لحماية (أُمراءهم) في الحركة الاسلامية و حماية مكاسبهم اللا مشروعة التي نهبوها و احتكروها طيلة ثلاثين عاماً..
لثلاثين عاماً لم نسمع فيها أي من أولئك العسكر يتحدث عن عدم استغلال الجيش او الامن او الشرطة و استخدامه لصالح حزب سياسي ليس علي حساب الجيش و مؤسسات الدولة الامنية فقط و انما علي حساب "عظم" الوطن نفسه الذي استباحوه و فتحوه للأجانب من كل الأرهابيين "اسامة بن لادن و الخليفي..الخ" و الفاسدين "صقر قريش و جمعة الجمعة .. الخ" و فرطوا في امنه و سلامه و وحدته و سائر مقدساته بما فيها وثائق الانتماء له و التي عرضوها للبيع الرخيص في سوق السلع المستعملة "وثائق جنسية و ارقام وطنية و جوازات سفر قوقو"!!
لم نسمع من ناطق رسمي و لا من ابوهاجة و لا غيره حديث عن تدخل "منسقين" الخدمة الوطنية و الدفاع الشعبي و الهيئة الخيرية و سائر واجهات المؤتمر الوطني في عمل المؤسسة العسكرية..
و كما اختبأ الكيزان خلف البزة العسكرية في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م و نفذوا انقلابهم باسم القوات المسلحة؛ فان البرهان يختبئ داخل ذات البزة ليمنع أي اصلاح يفكك سلطته و سلطة حلفاءه و (رؤسائه السابقين) و أجندة دول الاقليم التي لا مصلحة لها الا في ان يستمر السودان علي نهج الحكومات المستبدة، يرفض البرهان حديث الساسة الحزبيين اليوم و لكنه لم يرفض بالأمس القريب حديث الساسة الاسلاميين و منهج "أسلمة الجيش" .. الخ
هل يريد البرهان تنفيذ أجندة حزب واحد -كما كان حاصل طيلة الثلاثين عاماً السوداء- و لا يريد ان يستمع للآخرين؟!
مع كون ان تعدد الاراء يصب في مصلحة الوطن و مؤسساته و جيشه لأن الرأي الذي يجتمع عليه الناس هو بالتأكيد الاصوب و ان الاستفراد بالرأي لم يورثنا الا التردي و الضلال!
لكن البرهان ليس له مصلحة في صلاح الوطن و مؤسساته و كل همه هو مصلحته الشخصية (قرر تطبيع علاقات السودان مع اسرائيل طمعاً في ان تحميه اسرائيل و اميركا من الملاحقة القضائية بسبب سجله الاجرامي في دارفور و في فض الاعتصام بالخرطوم).. فالبرهان يريد ان يحمي نفسه و يحمي حلفاءه و وجد ضالته في توافق اجندة الاقليم مع أجندته..
لذا فان لا اصلاح و لا مخرج من الأزمة الحالية الا بعد تنحية البرهان.. و أي حل في وجود البرهان و مجموعته يعني تأجيل المشكلة و ترحيل الاحتقان و استمرار التعثر.
سبتمبر ٢٠٢٢م
تعليقات
إرسال تعليق