من يدافعون عن نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم ليسوا باستثناء عن المدافعين عن بقية الأنظمة التي سقطت والتي ستسقط لذا يقولون السودان ليس كمصر و تونس... ويدافعون عن النظام بزعم أن الوضع في السودان يختلف عن الأوضاع في باقي دول المنطقة ، أنهم يزعمون ويقولون عين الحقيقة فالوضع في السودان مختلف لكن ليس للحد الذي يجعل نظامهم محصناً ضد السقوط ولا يعني ذلك انه لن تكون هنالك ثورة في السودان، انما يعني انه ستكون هناك ثورة مختلفة تماماً كاختلاف الوضع.
وأن سايرنا أولئك في دفاعهم سنسمعهم يذكرون في تفصيلات اختلاف أوضاع السودان ويقولون: إن السودان تحكمه الحركة الإسلامية (المؤتمر الوطني) – أي أحدى التشكيلات الأخوانية – بينما في باقي الدول كان الأخوان المسلمون في قلب المد الشعبي المعارض والساعي لإسقاط الأنظمة.
و بالأخذ في الأعتبار أن الثورات التي تجتاح المنطقة هي ثورات شعبية ( لم تحركها أي جندة حزبية) بل ولم تتوقعها أصلاً، ثم أنها ثورات ديمقراطية ( إلى الآن) في المنطلقات والأهداف ولذا فإن مدها سيسقط كل الديكتاتورات سواء كانت عسكرية أو أمنية إسلامية أو غير ذلك.
ثم للنظر إلى الحكم الإسلاميين في السودان لنرى ماذا كانت المحصلة؟ سنجد بلا ريب أن حكمهم أسفر عن نظام قمعي لا يختلف عن أي ديكتاتورية أخرى كما أسفر عن إنهيار كامل وشامل لأجهزة الدولة لتصبح جزر معزولة لا يربطها أي رابط ولا يجمع شتاتها أي ناظم وأصبحت أشبه بجزر معزولة ولا شبه له إلا الخرائب. ثم نجد حروب أهلية تشتعل في كل الأطراف بعضها يهدف لفصل جزءاً وبعضها يسعى لحرق الوسط و القلب نفسه، كما نجد تفكك في الأقاليم وتقسيم للتراب الوطني ونجد إنهيار وتفكيك لبني المجتمع المختلفة، المجتمع المدني ينهار تماماً وطبقته الوسطى تسقط تحت ضغط عجلات الغلاء والضوائق المعيشية ، ومنظمات المجتمع وأحزابه ومنتدياته مفككة ومخترقة، عقل المجتمع لا يعمل وأن عمل يهذي... حتى القبيلة التي اعتمدها النظام تفككت وانهارت بصمت، لقد انتج حكم الإسلاميين في المحصلة مجتمعاً ضعيفاً ومذهول تماماً ما حدث وما يحدث له بأيدي المنقذين المصلحين ورثة الرسل والصحابة.
أن الشعوب التي ثارت وتثور هي في مركز وأوضاع لا تقارن بالشعب السوداني ومع ذلك بإمكاننا القول أنها تثور لتصل إلى مرحلة شعب السودان خصوصاً مع احتمالات تكسب وتقدم التيارات الإسلامية الإخوانية واستغلال الثورات الشعبية و الديمقراطية .. فتلك التيارات الأخوانية أن غيض لها أن تحصد ثمار تلك الثورات وحدها ستوصل تلك الدول وتلك الشعوب إلى الشعوب إلى درجة و مستوى قريب من الدرجة والمرحلة التي يعيشها السودان وشعبه حالياً.
أن الأحوال في السودان مهيأة تماماً للتغيير وأكثر تهيئاً للثورة واستعداداً من باقي الدول لذا سيثور السودانيين ولا شك، سيثورون على النخب الإسلامية وستكون ثورتهم لوجه الديمقراطية فقط ولن يتحدث المتحدثون والمحللون المنشغلون بسؤال البديل ؛ لن يتحدثوا عن احتمالات صعود التيارات الاسلامية لأن ليس لها احتمال سوى الهبوط والسقوط المدوي، لن يكون في ثورة السودانيين أي مجال أو مكان لإسلامي فيها ولا لأي دكتاتور يتدثر بلحية الدين وعباءته.
ولكنه لأن الأسئلة التي تواجه قوى الشعب السوداني أكثر تقدماً وجذرية وأكثر عمقاً وأكثر تحديداً ولأن الضعف والانحلال والانهيار بلغ به وبمؤسساته كل مبلغ ستاخذ ثورته وقتها وستأتي في حينها فلا تستعجلوها فقط انتظروا أنا معكم منتظرون.
تعليقات
إرسال تعليق