التخطي إلى المحتوى الرئيسي

متي يثور الشعب السوداني ؟؟؟؟


                                                             
من يدافعون عن نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم ليسوا باستثناء عن المدافعين عن بقية الأنظمة التي سقطت والتي ستسقط لذا يقولون السودان ليس كمصر  و تونس... ويدافعون عن النظام بزعم أن الوضع في السودان يختلف عن الأوضاع في باقي دول المنطقة ، أنهم يزعمون ويقولون عين الحقيقة فالوضع في السودان مختلف لكن ليس  للحد الذي يجعل نظامهم محصناً ضد السقوط ولا يعني ذلك انه لن تكون هنالك ثورة في السودان، انما يعني انه ستكون هناك ثورة مختلفة تماماً كاختلاف الوضع.
وأن سايرنا أولئك في دفاعهم سنسمعهم يذكرون في تفصيلات اختلاف أوضاع السودان ويقولون: إن السودان تحكمه الحركة الإسلامية (المؤتمر الوطني) – أي أحدى التشكيلات الأخوانية – بينما في باقي الدول كان الأخوان المسلمون في قلب المد الشعبي المعارض والساعي لإسقاط الأنظمة.
و بالأخذ في الأعتبار أن الثورات التي تجتاح المنطقة هي ثورات شعبية ( لم تحركها أي جندة حزبية) بل ولم تتوقعها أصلاً،  ثم أنها ثورات ديمقراطية ( إلى الآن) في المنطلقات والأهداف ولذا فإن مدها سيسقط كل الديكتاتورات سواء كانت عسكرية أو أمنية إسلامية أو غير ذلك.
ثم للنظر إلى الحكم الإسلاميين في السودان لنرى ماذا كانت المحصلة؟ سنجد بلا ريب أن حكمهم أسفر عن نظام قمعي لا يختلف عن أي ديكتاتورية أخرى كما أسفر عن إنهيار كامل وشامل لأجهزة الدولة لتصبح جزر معزولة لا يربطها أي رابط ولا يجمع شتاتها أي ناظم وأصبحت أشبه بجزر معزولة ولا شبه له إلا الخرائب. ثم نجد حروب أهلية تشتعل في كل الأطراف بعضها يهدف لفصل جزءاً وبعضها يسعى لحرق الوسط و القلب نفسه، كما نجد تفكك في الأقاليم وتقسيم للتراب الوطني ونجد إنهيار وتفكيك لبني المجتمع المختلفة، المجتمع المدني ينهار تماماً وطبقته الوسطى تسقط تحت ضغط عجلات الغلاء والضوائق المعيشية ، ومنظمات المجتمع وأحزابه ومنتدياته مفككة ومخترقة، عقل المجتمع لا يعمل وأن عمل يهذي... حتى القبيلة التي اعتمدها النظام تفككت وانهارت بصمت، لقد انتج حكم الإسلاميين في المحصلة مجتمعاً ضعيفاً ومذهول تماماً ما حدث وما يحدث له بأيدي المنقذين المصلحين ورثة الرسل والصحابة.
أن الشعوب التي ثارت وتثور هي في مركز وأوضاع لا تقارن بالشعب السوداني ومع ذلك بإمكاننا القول أنها تثور لتصل إلى مرحلة شعب السودان خصوصاً مع احتمالات تكسب وتقدم التيارات الإسلامية الإخوانية واستغلال الثورات الشعبية و الديمقراطية .. فتلك التيارات الأخوانية أن غيض لها أن تحصد ثمار تلك الثورات وحدها ستوصل تلك الدول وتلك الشعوب إلى الشعوب إلى درجة و مستوى قريب من الدرجة والمرحلة التي يعيشها السودان وشعبه حالياً.
أن الأحوال في السودان مهيأة تماماً للتغيير وأكثر تهيئاً للثورة واستعداداً من باقي الدول لذا سيثور السودانيين ولا شك، سيثورون على النخب الإسلامية وستكون ثورتهم لوجه الديمقراطية فقط ولن يتحدث المتحدثون والمحللون المنشغلون بسؤال البديل ؛ لن يتحدثوا عن احتمالات صعود التيارات الاسلامية لأن ليس لها احتمال سوى الهبوط والسقوط المدوي، لن يكون في ثورة السودانيين أي مجال أو مكان لإسلامي فيها ولا لأي دكتاتور يتدثر بلحية الدين وعباءته.
ولكنه لأن الأسئلة التي تواجه قوى الشعب السوداني أكثر تقدماً وجذرية وأكثر عمقاً وأكثر تحديداً ولأن الضعف والانحلال والانهيار بلغ به وبمؤسساته كل مبلغ ستاخذ ثورته وقتها وستأتي في حينها فلا تستعجلوها فقط انتظروا أنا معكم منتظرون.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...