مؤخرا مع تزايد الضغط (الاخلاقي) علي المؤتمر الوطني ومطالبة البعض له بتحمل المسئولية عن تمزيق الوطن السوداني ، تفتق ذهن بعض محاسيبه عن تبرير مبتكر يحاول اولا البحث عن الجذور السياسية والتاريخية للقبول بحق تقرير المصير في الحالة السياسية السودانية (مؤتمر اسمرا ،اتفاق الخرطوم) ، ومن ثم يخلص الي ان المسئولية عن انفصال الجنوب هي مسئولية القوي السياسية والاحزاب السودانية مجتمعة !!.
ثم وفي محاولة منها لتخفيف الضغط علي شريكها ولكونها المستفيد الاول من تطور الاحداث علي المنوال الذي تسير عليه حاليا تجاه الانفصال تصددت بعض قيادات الحركة الشعبية للدفاع عن المؤتمر الوطني من منطلق ان الانفصال الذي تلوح ( نذره أو بشائره) ليس مسئولية المؤتمر وحده كما ليس مسئوليته بالاشتراك مع الحركة ، وانما هو نتاج لتاريخ من الصراع السياسي والفكري ..الخ
وما صدر عن قيادات المؤتمر و الحركة ليس بمستغرب ، فأولا؛ شينة الانفصال منكوره ، وثانيا ؛ ليس في تاريخنا السياسي برمته من استن سنة الاعتراف بالفشل وتحمل المسئولية عنه ، كما ليس بمستغرب ايضا تناغم المواقف بين بعض قيادات الحركة و المؤتمر فقد تعودنا علي عدم اتفاقهما ان كان في الامر مصلحة لأحدهما اما حين يكون في الامر ضرر محض بالسودان وشعبه فليس انسجامهما مستغربا ، ثم ان الانفصال كان هو الغاية التي منحاها الشرعية باتفاقهما غير (الشامل) في نيفاشا ، وظلا يعملان من اجله طيلةالفترة الانتقالية.
إنما المستغرب في كل ذلك هو ان الحركة والمؤتمر الذين تقاسما تركة الشعب السوداني حيا لم يدعا لأي من القوي السياسية مجالا او سبيل للعمل من اجل الوحدة او من اجل اي شئ آخر ، وظلا يقودا البلاد متشاكسين في الظاهر متفقان في الباطن الي حتفها الانفصالي المشئوم ، بعد ان هيمنا بالكامل علي مفاصل الحكم في الشمال والجنوب وظل كل منهما يغض الطرف عن تجاوزات الاخر ولايثيرها الا ان كان في ذلك خدمة لاجندة ذاتية ضيقة او تذكير للشريك حتي يكف عن مضايقة شريكه (علي طريقة هذة بتلك) ، ان اوضح بل ابشع دليل علي ذلك هو سكوت كل منهما علي مايعتبره تزوير لإرادة الشعب في الانتخابات الاخيرة ؛ فالحركة اعتبرت الانتخابات التي جرت في الشمال غير نزيهة ومزورة وبالتالي قاطعتها !! بينما اعتبر المؤتمر الوطني ممثلا في اعلي مستوياته ان العملية الانتخابية التي جرت تحت اشراف الحركة في الجنوب مزورة وإكتفي بالتحزير من تزوير ارادة الجنوبيين في الاستفتاء علي تقرير المصير !!
ان تشكيك كل من الشريكين في نزاهة العملية الانتخابية الاخيرة والتي يفترض انها مهمة لكونها المدخل للمرحلة المقبلة وشرطا (نيفاشيا) يجب استيفاؤه قبل اجراء الاستفتاء علي حق تقرير المصير الواجب اجراؤه في ظل حكومة شرعية منتخبة من الشعب !! ؛ يعتبر اكبر دليل علي عدم نزاهة الانتخابات التي كثر بشأنها الجدل وقيل في معاييرها الدولية والمحلية ما لم يقله مالك في الخمر ، وحيث ان الانتخابات تعتبر عملية متكاملة لاتقبل التجزئة لكونها جرت في وطن واحد – في تاريخه - عليه فإن الحديث عن تزوير في الشمال والجنوب امر لا يقبل ولا يمكن التجاوز عنه ويقتضي الاصرار علي اعادة الانتخابات علي الاقل في مواطن التزوير، وان المقاطعة الجزئية فيها مثلما فعلت الحركة لاتمنح بقيتها الشرعية ، كما ان التشكيك في نزاهتها في اقاليم اخري بحسب المؤتمر الوطني ورئيسه (رئيس جمهورية السودان) لايعفي المؤتمر ورئيسه من مسئوليته الدستورية والقانونية والتنفيذية التي تلزمه بعقد انتخابات حره ونزيهة في كل متر مربع من امتار هذا الوطن .
إن المؤتمر والحركة الذين تناكرا تزييف ارادة الشعب اولا ثم تنكرا بل وتنصلا عن المسئولية في تقسيم السودان الذي يقودانه شمالا وجنوبا باتجاه الانفصال ، لايمكن التعويل عليهما في قيادة هذا الوطن والحفاظ عليه موحدا ، ناهيك عن قيادته موحد او مقسما علي طريق النهضة والنمو والاستقرار ... وحيث ان الرهان علي عبقرية الشعب السوداني الواحد قد فشل في عقد انتخابات حره ونزيهة تعبر عن ارادته الحقيقية وقد كان ذلك الفشل نتيجة لايمكن تلافيها بسبب فشل قواه السياسية وعلي رأس قواه تلك المؤتمر والحركة مرورا بالحزبين الذين كانا كبيرين والي آخر قائمة الاحزاب .. فإن الرهان يبقي قائما علي عبقرية الشعب السوداني ممثلا في شرائحه الحية وقواه المدنية التي بدأت – وان كان ذلك متأخرا – في ابتكار وتفعيل آلياته بعيدا عن القوي السياسية المتحللة ( المؤتمر والحركة ) والقوي الاخري الضعيفة ، وذلك من اجل الحفاظ علي وحدته الطبيعية والفطرية التي عبث بها الساسة بإسمه وهو منها براء ... ثم ان الرهان الكبير يبقي علي عبقرية الشعب السوداني في الجنوب والذي بيده وحده القول الفصل في مسألة الوحدة والانفصال ، ليسمو اولا علي جراحه ويلقن المؤتمر الوطني درسا جديدا في الوطنية الحقه وليتمسك بحقه في البقاء وعلي قدم المساواة كامل الحقوق موفور الكرامة الانسانية ضمن باقي فئات وشعوب السودان في وطنه الواحد المتوثب لتجاوز اخطاء الساسة الحمقي سعيا لتأسيس دولة قوية يفخر بها كل المنتسبين اليها ، و ليوقف عبث العابثين بمستقبله الذين منحوا انفسهم حق التحدث بلسانه صدقا حينا و زورا وبهتانا في كثير من الاحيان .
فبيد شعب السودان في الجنوب وحده سيتم وضع حد لاحتكار المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لارادة التحدث بلسان الشعب السوداني وإرادة الفعل السياسي بآلياته ومكتسباته ؛ ووضع حد لإستغلال تلك المكتسبات عكس مشيئة الشعب وارادته وضد مصالحه ،والرهان علي شعب السودان الجنوبي ليس ناتج فقط عن كونه الرهان الاخير الذي نملكه وانما عن كون ان الرهان علي ارادة الشعوب هو رهان كاسب ابدا وان بدا علي خلاف ذلك .
ثم وفي محاولة منها لتخفيف الضغط علي شريكها ولكونها المستفيد الاول من تطور الاحداث علي المنوال الذي تسير عليه حاليا تجاه الانفصال تصددت بعض قيادات الحركة الشعبية للدفاع عن المؤتمر الوطني من منطلق ان الانفصال الذي تلوح ( نذره أو بشائره) ليس مسئولية المؤتمر وحده كما ليس مسئوليته بالاشتراك مع الحركة ، وانما هو نتاج لتاريخ من الصراع السياسي والفكري ..الخ
وما صدر عن قيادات المؤتمر و الحركة ليس بمستغرب ، فأولا؛ شينة الانفصال منكوره ، وثانيا ؛ ليس في تاريخنا السياسي برمته من استن سنة الاعتراف بالفشل وتحمل المسئولية عنه ، كما ليس بمستغرب ايضا تناغم المواقف بين بعض قيادات الحركة و المؤتمر فقد تعودنا علي عدم اتفاقهما ان كان في الامر مصلحة لأحدهما اما حين يكون في الامر ضرر محض بالسودان وشعبه فليس انسجامهما مستغربا ، ثم ان الانفصال كان هو الغاية التي منحاها الشرعية باتفاقهما غير (الشامل) في نيفاشا ، وظلا يعملان من اجله طيلةالفترة الانتقالية.
إنما المستغرب في كل ذلك هو ان الحركة والمؤتمر الذين تقاسما تركة الشعب السوداني حيا لم يدعا لأي من القوي السياسية مجالا او سبيل للعمل من اجل الوحدة او من اجل اي شئ آخر ، وظلا يقودا البلاد متشاكسين في الظاهر متفقان في الباطن الي حتفها الانفصالي المشئوم ، بعد ان هيمنا بالكامل علي مفاصل الحكم في الشمال والجنوب وظل كل منهما يغض الطرف عن تجاوزات الاخر ولايثيرها الا ان كان في ذلك خدمة لاجندة ذاتية ضيقة او تذكير للشريك حتي يكف عن مضايقة شريكه (علي طريقة هذة بتلك) ، ان اوضح بل ابشع دليل علي ذلك هو سكوت كل منهما علي مايعتبره تزوير لإرادة الشعب في الانتخابات الاخيرة ؛ فالحركة اعتبرت الانتخابات التي جرت في الشمال غير نزيهة ومزورة وبالتالي قاطعتها !! بينما اعتبر المؤتمر الوطني ممثلا في اعلي مستوياته ان العملية الانتخابية التي جرت تحت اشراف الحركة في الجنوب مزورة وإكتفي بالتحزير من تزوير ارادة الجنوبيين في الاستفتاء علي تقرير المصير !!
ان تشكيك كل من الشريكين في نزاهة العملية الانتخابية الاخيرة والتي يفترض انها مهمة لكونها المدخل للمرحلة المقبلة وشرطا (نيفاشيا) يجب استيفاؤه قبل اجراء الاستفتاء علي حق تقرير المصير الواجب اجراؤه في ظل حكومة شرعية منتخبة من الشعب !! ؛ يعتبر اكبر دليل علي عدم نزاهة الانتخابات التي كثر بشأنها الجدل وقيل في معاييرها الدولية والمحلية ما لم يقله مالك في الخمر ، وحيث ان الانتخابات تعتبر عملية متكاملة لاتقبل التجزئة لكونها جرت في وطن واحد – في تاريخه - عليه فإن الحديث عن تزوير في الشمال والجنوب امر لا يقبل ولا يمكن التجاوز عنه ويقتضي الاصرار علي اعادة الانتخابات علي الاقل في مواطن التزوير، وان المقاطعة الجزئية فيها مثلما فعلت الحركة لاتمنح بقيتها الشرعية ، كما ان التشكيك في نزاهتها في اقاليم اخري بحسب المؤتمر الوطني ورئيسه (رئيس جمهورية السودان) لايعفي المؤتمر ورئيسه من مسئوليته الدستورية والقانونية والتنفيذية التي تلزمه بعقد انتخابات حره ونزيهة في كل متر مربع من امتار هذا الوطن .
إن المؤتمر والحركة الذين تناكرا تزييف ارادة الشعب اولا ثم تنكرا بل وتنصلا عن المسئولية في تقسيم السودان الذي يقودانه شمالا وجنوبا باتجاه الانفصال ، لايمكن التعويل عليهما في قيادة هذا الوطن والحفاظ عليه موحدا ، ناهيك عن قيادته موحد او مقسما علي طريق النهضة والنمو والاستقرار ... وحيث ان الرهان علي عبقرية الشعب السوداني الواحد قد فشل في عقد انتخابات حره ونزيهة تعبر عن ارادته الحقيقية وقد كان ذلك الفشل نتيجة لايمكن تلافيها بسبب فشل قواه السياسية وعلي رأس قواه تلك المؤتمر والحركة مرورا بالحزبين الذين كانا كبيرين والي آخر قائمة الاحزاب .. فإن الرهان يبقي قائما علي عبقرية الشعب السوداني ممثلا في شرائحه الحية وقواه المدنية التي بدأت – وان كان ذلك متأخرا – في ابتكار وتفعيل آلياته بعيدا عن القوي السياسية المتحللة ( المؤتمر والحركة ) والقوي الاخري الضعيفة ، وذلك من اجل الحفاظ علي وحدته الطبيعية والفطرية التي عبث بها الساسة بإسمه وهو منها براء ... ثم ان الرهان الكبير يبقي علي عبقرية الشعب السوداني في الجنوب والذي بيده وحده القول الفصل في مسألة الوحدة والانفصال ، ليسمو اولا علي جراحه ويلقن المؤتمر الوطني درسا جديدا في الوطنية الحقه وليتمسك بحقه في البقاء وعلي قدم المساواة كامل الحقوق موفور الكرامة الانسانية ضمن باقي فئات وشعوب السودان في وطنه الواحد المتوثب لتجاوز اخطاء الساسة الحمقي سعيا لتأسيس دولة قوية يفخر بها كل المنتسبين اليها ، و ليوقف عبث العابثين بمستقبله الذين منحوا انفسهم حق التحدث بلسانه صدقا حينا و زورا وبهتانا في كثير من الاحيان .
فبيد شعب السودان في الجنوب وحده سيتم وضع حد لاحتكار المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لارادة التحدث بلسان الشعب السوداني وإرادة الفعل السياسي بآلياته ومكتسباته ؛ ووضع حد لإستغلال تلك المكتسبات عكس مشيئة الشعب وارادته وضد مصالحه ،والرهان علي شعب السودان الجنوبي ليس ناتج فقط عن كونه الرهان الاخير الذي نملكه وانما عن كون ان الرهان علي ارادة الشعوب هو رهان كاسب ابدا وان بدا علي خلاف ذلك .
تعليقات
إرسال تعليق