التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هـﻞ "ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ" ﺇﺳﻼ‌ﻣﻲ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺃﺿﺤﻰ "ﻣﺎﺭﻛﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ"؟!


   ﻭﻗﻔﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺃﺯﻣﺔ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ "ﺍﻷ‌ﻛﺜﺮ ﺇﺣﺘﺸﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻋﺮﻳﺎً" ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ "ﺑﻮﺭﻛﻴﻨﻲ" ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻪ ﻣﻨﺘﺠﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﻧﻈﻴﺮﻩ "ﺍﻟﺒﻜﻴﻨﻲ"!
ﺗﻠﻚ ﺍﻷ‌ﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﻧﻴﺲ ﺣﻴﻦ ﺃﺟﺒﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﻲﺀ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻠﺒﺲ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻌﻪ؛ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ "ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ" ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻟﺼﺮﺧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﻧﻴﺲ : " ﻭﺍﺍﺍ ﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ"؛ ﻭﻟﻨﺸﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺗﻮﻟﺪﺕ ﻣﻮﺟﺔ ﻏﺰﻭ ﺇﺳﻼ‌ﻣﻲ ﺟﺪﻳﺪ...

 ﻟﻜﻦ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺷﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﺷﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﻝ ﻭﺣﺎﻝ!! ﻓﻘﺪﻳﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ ﻭﻣﻴﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭﺳﺎﻋﺘﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷ‌ﻥ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺟﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺻﺮﺍﻋﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﻮﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭﻟﺬﺍ ﻫﻲ ﺩﻭﻣﺎً ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ ﺧﺎﺋﺮﻳﻦ ﻭﻣﺤﺒﻄﻴﻦ.

ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ "ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ" ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻛﻴﻒ ﻻ‌ ﻭﻫﻮ ﺳﻠﻴﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻫﻢ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ "ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ"، ﻭ ﺗﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﻻ‌ ﺳﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﺧﻮﺍﺗﻴﻤﻬﺎ.

ﻟﻜﻦ ﻭﺭﻏﻢ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺯﻣﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﺍﻟﺨﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﺠﻠﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺑﻌﺾ تﺼﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻨﺎ ﻭﻗﻠﺒﻨﺎ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﺃﺿﺤﻰ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ!! ﻟﻢ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺳﺎﺋﻞ ﻫﻞ ﺛﻤﺔ ﻟﺒﺎﺱ ﺑﺤﺮ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﻫﻮ؟!

ﻭ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ "ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ" ﻭﻣﺮﺭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ، ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﻣﺮﺭﻧﺎ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ" ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ" ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ" ﻭﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﻧﻔﺴﻪ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ" ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺑﻤﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﻣﺮﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﺤﻴﺺ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ ﻭﺩﻭﻥ ﻧﻘﺪ، ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻘﺪ، ﻭ ﻗﺪ ﺗﺼﻮﺭ ﻃﺎﺭﺣﻮﻫﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ؟! ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﻟﺮﻓﻀﻬﺎ ـﻮ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺃﺻﻞ ﺃﻭ ﻓﺮﻉ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ!!.

ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺕ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ "ﺍﻟﺤﻼ‌ﻝ" ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻼ‌ﻝ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻓﻘﻬﻲ ﺑﺤﺖ ﺇﻟﻰ "ﻋﻼ‌ﻣﺔ ﺟﻮﺩﺓ" ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻐﺬﺍﺀ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻹ‌ﺟﺘﺬﺍﺏ ﺯﺑﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ..
 ﻭ ﻷ‌ﻧﻨﺎ ﺷﻌﻮﺏ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﺘﺠﻠﺒﻨﺎ ﻋﻼ‌ﻣﺔ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﺣﻼ‌ﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻊ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻛﻞ ﻏﺬﺍﺋﻪ ﺣﻼ‌ﻝ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ!!.

ﺇﻥ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺇﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ "ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ" ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﺭﻣﻮﺯ ﻭﺻﻮﺭ، ﻫﻮ ﺛﻤﺮة ﺳﻴﺎﺩﺓ ﻓﻜﺮ ﻭﺧﻄﺎﺏ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺭﺑﻴﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷ‌ﺻﻮﻟﻴﺔ " ﺍﻷ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ، ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ، ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﻼ‌ﻍ..ﺇﻟﺦ".

ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺗﺨﺘﺰﻝ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺔ ﺗﺨﺪﻡ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹ‌ﻋﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻀﺮ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ "ﺍﻷ‌ﻣﺔ" ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﻡ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺗﺸﻮﻩ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﺪﻱ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻬﻢ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺃﻳﻀﺎً "ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ – ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ".

ﻛﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺼﻴﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻭﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ "ﺇﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ" ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﺍﻷ‌ﻥ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ "ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ" ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺣﺘﻰ ﻫﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﺯﻱ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﻭ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺒﺮ !!

ﻭﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ ﺳﺘﺘﺤﻮﻝ ﺑﻮﺗﺎﻳﺮ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﺘﻬﻼ‌ﻛﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻷ‌ﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺤﻴﺔ ﻭﺳﻴﻀﺤﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺢ ﻭﺍﻟﺘﻜﺴﺐ ﻭﺍﻹ‌ﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻧﺆﺩﻳﻬﺎ ﻣﻊ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ.

ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺪﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ " ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺇﺭﺗﺪﺍﺀ ﺯﻱ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ"؛ فهو ان ﻣﻦ ﻳرغب في اﺮﺗيﺎﺩ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻡ ﺩﺭﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻴﺎﺩﻩ ﺑﺰﻱ ﻣﻌﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﺍﻻ‌ﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺰﻱ، ﻭﺇﻻ‌ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ‌ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﺫﻟﻚ فعليه ارتياد مكان آخر أو عين المكان ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺨﺘﻠﻒ .. ﻷ‌ﻧﻨﺎ ﺇﻥ ﻃﺒﻘﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﻧﺸﻄﺘﻨﺎ ﻓﺴﻨﻮﺍﺟﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺑﺸﺨﺺ ﻳﻄﺎﻟﺐ "ﺑﺤﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ" ﻓﻲ ﺇﺭﺗﻴﺎﺩ ﻧﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﺮﺍﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪي "ﺯﻱ ﺍﻟﺘﻌﺮﻱ" ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻪ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﺘﻪ او وطنه !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...