التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هـﻞ "ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ" ﺇﺳﻼ‌ﻣﻲ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺃﺿﺤﻰ "ﻣﺎﺭﻛﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ"؟!


   ﻭﻗﻔﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺃﺯﻣﺔ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ "ﺍﻷ‌ﻛﺜﺮ ﺇﺣﺘﺸﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻋﺮﻳﺎً" ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ "ﺑﻮﺭﻛﻴﻨﻲ" ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻪ ﻣﻨﺘﺠﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﻧﻈﻴﺮﻩ "ﺍﻟﺒﻜﻴﻨﻲ"!
ﺗﻠﻚ ﺍﻷ‌ﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﻧﻴﺲ ﺣﻴﻦ ﺃﺟﺒﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﻲﺀ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻠﺒﺲ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻌﻪ؛ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ "ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ" ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻟﺼﺮﺧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﻧﻴﺲ : " ﻭﺍﺍﺍ ﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ"؛ ﻭﻟﻨﺸﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺗﻮﻟﺪﺕ ﻣﻮﺟﺔ ﻏﺰﻭ ﺇﺳﻼ‌ﻣﻲ ﺟﺪﻳﺪ...

 ﻟﻜﻦ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺷﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﺷﺘﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﻝ ﻭﺣﺎﻝ!! ﻓﻘﺪﻳﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ ﻭﻣﻴﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭﺳﺎﻋﺘﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷ‌ﻥ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺟﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺻﺮﺍﻋﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﻮﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭﻟﺬﺍ ﻫﻲ ﺩﻭﻣﺎً ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ ﺧﺎﺋﺮﻳﻦ ﻭﻣﺤﺒﻄﻴﻦ.

ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ "ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ" ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻛﻴﻒ ﻻ‌ ﻭﻫﻮ ﺳﻠﻴﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻫﻢ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ "ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ"، ﻭ ﺗﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﻻ‌ ﺳﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﺧﻮﺍﺗﻴﻤﻬﺎ.

ﻟﻜﻦ ﻭﺭﻏﻢ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺯﻣﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﺍﻟﺨﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﺠﻠﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺑﻌﺾ تﺼﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻨﺎ ﻭﻗﻠﺒﻨﺎ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﺃﺿﺤﻰ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ!! ﻟﻢ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺳﺎﺋﻞ ﻫﻞ ﺛﻤﺔ ﻟﺒﺎﺱ ﺑﺤﺮ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﻫﻮ؟!

ﻭ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ "ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ" ﻭﻣﺮﺭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ، ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﻣﺮﺭﻧﺎ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ" ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ" ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ" ﻭﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﻧﻔﺴﻪ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ" ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺑﻤﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﻣﺮﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﺤﻴﺺ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ ﻭﺩﻭﻥ ﻧﻘﺪ، ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻘﺪ، ﻭ ﻗﺪ ﺗﺼﻮﺭ ﻃﺎﺭﺣﻮﻫﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ؟! ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﻟﺮﻓﻀﻬﺎ ـﻮ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺃﺻﻞ ﺃﻭ ﻓﺮﻉ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ!!.

ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺕ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ "ﺍﻟﺤﻼ‌ﻝ" ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻼ‌ﻝ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻓﻘﻬﻲ ﺑﺤﺖ ﺇﻟﻰ "ﻋﻼ‌ﻣﺔ ﺟﻮﺩﺓ" ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻐﺬﺍﺀ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻹ‌ﺟﺘﺬﺍﺏ ﺯﺑﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ..
 ﻭ ﻷ‌ﻧﻨﺎ ﺷﻌﻮﺏ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﺘﺠﻠﺒﻨﺎ ﻋﻼ‌ﻣﺔ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﺣﻼ‌ﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻊ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻛﻞ ﻏﺬﺍﺋﻪ ﺣﻼ‌ﻝ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ!!.

ﺇﻥ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺇﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ "ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ" ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﺭﻣﻮﺯ ﻭﺻﻮﺭ، ﻫﻮ ﺛﻤﺮة ﺳﻴﺎﺩﺓ ﻓﻜﺮ ﻭﺧﻄﺎﺏ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺭﺑﻴﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷ‌ﺻﻮﻟﻴﺔ " ﺍﻷ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ، ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ، ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﻼ‌ﻍ..ﺇﻟﺦ".

ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺗﺨﺘﺰﻝ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺪﺩ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺔ ﺗﺨﺪﻡ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹ‌ﻋﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻀﺮ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ "ﺍﻷ‌ﻣﺔ" ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﻡ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺗﺸﻮﻩ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﺪﻱ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻬﻢ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺃﻳﻀﺎً "ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ – ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ".

ﻛﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺼﻴﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻭﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ "ﺇﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ" ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﺍﻷ‌ﻥ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ "ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ" ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺣﺘﻰ ﻫﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﺯﻱ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﻭ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺒﺮ !!

ﻭﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ ﺳﺘﺘﺤﻮﻝ ﺑﻮﺗﺎﻳﺮ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﺘﻬﻼ‌ﻛﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻷ‌ﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺤﻴﺔ ﻭﺳﻴﻀﺤﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺢ ﻭﺍﻟﺘﻜﺴﺐ ﻭﺍﻹ‌ﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻧﺆﺩﻳﻬﺎ ﻣﻊ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ.

ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺪﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺍﻟﺒﻮﺭﻛﻴﻨﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ " ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺇﺭﺗﺪﺍﺀ ﺯﻱ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ"؛ فهو ان ﻣﻦ ﻳرغب في اﺮﺗيﺎﺩ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻡ ﺩﺭﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻴﺎﺩﻩ ﺑﺰﻱ ﻣﻌﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﺍﻻ‌ﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺰﻱ، ﻭﺇﻻ‌ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ‌ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﺫﻟﻚ فعليه ارتياد مكان آخر أو عين المكان ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺨﺘﻠﻒ .. ﻷ‌ﻧﻨﺎ ﺇﻥ ﻃﺒﻘﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﻧﺸﻄﺘﻨﺎ ﻓﺴﻨﻮﺍﺟﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺑﺸﺨﺺ ﻳﻄﺎﻟﺐ "ﺑﺤﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ" ﻓﻲ ﺇﺭﺗﻴﺎﺩ ﻧﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﺮﺍﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪي "ﺯﻱ ﺍﻟﺘﻌﺮﻱ" ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻪ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﺘﻪ او وطنه !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفكيك خطاب الحرب و (فلسفة البلابسة)

   الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة!    تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!!   في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...

لماذا يفضل الملكيون العرب التعامل مع جمهوريي اميركا؟؟

  لا يخفي الملوك و الامراء العرب "و اعوانهم" ميلهم و تفضيلهم التعامل مع ادارات جمهورية في اميركا و لا يخفون تبرمهم من تنصيب رئيس من الحزب الديمقراطي.. و يبررون ذلك الميل و التفضيل بمبررات مختلفة مثل تعامل الجمهوريين الحاسم مع ايران !! في الواقع فإن اكثر رؤساء اميركان الذين شكلوا اكبر تهديد للعرب و المسلمين هم من الجمهوريين (بوش الأب و الإبن و ترامب - غزو العراق و افغانستان و دعم اسرائيل)! لكن الجمهوريين كما عرب النفط يفهمون لغة المال جيداً و الادارة الجمهورية تضم علي الدوام اشخاص من قطاع الطاقة و النفط او صناعة السلاح او الادوية او حتي صناعة الترفيه "هوليود" يفضلون لغة النقود و المصالح. اذاً اكبر تهديد واجهه العرب و المسلمون من ادارات اميركية كان في فترات حكم جمهوري.. و بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م اعلن بوش الابن سياسة صارمة في مواجهة انظمة اسلامية و عربية (افغانستان و العراق و السودان) كما مارس ضغوط غير مسبوقة علي السعودية اسفر عنها اجراءات حازمة ضد الجماعات المتشددة من الأخيرة، و تغيير في مناهج التعليم المدرسي و الجامعي فيها! الجمهوري ترامب اقدم علي خطوات غير مس...

شرح قانون الوجوه الغريبة !!

  المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...