السعودي' ابوسن و 'الامريكية' كريستينا': حب وصراع بين حضارتين .. ونموذج يصح استخدامه لفهم العلاقة بين البلدين
انتشرت بين ناشطي وسائط التواصل العرب سلسلة مقاطع فيديو تحوي محادثة بين مراهق عاشق سعودي اسمه أو 'كنيته' ابوسن وفاتنة اميركية تدعي كريستينا..
صحيح ان المقاطع مضحكة ومسلية جدا نسبة للسذاجة و البساطة والتلقائية التي يتصف بها السعودي ابو سن الا ان للمقاطع قيمة اكبر من مجرد التسلية فهي تمثل اختزال صادق ومعبر للعلاقة بين الشعبين السعودي والاميركي 'و حكومتيهما ايضا'
فكما ان ابو سن مفتون بجمال ومفاتن 'كريستينا' فان الشعب السعودي مفتون بمنجزات الحضارة المادية و العلمية الامريكية من سيارات وطائرات وعتاد حربي و بالانتاج الفني لهوليود و بنجوم الغناء والرقص... الخ؛ ومثلما ان كريستينا معجبة ببساطة وتلقائية ابو سن فان الاميركان وادارتهم مأخوذون بسذاجة الشعب والحكومة السعودية تلك السذاجة المخلوطة بيقين المسلمات الدينية والثقة والاعتداد بالنفس المسنود بالثراء النفطي الفاحش
ومثلما ان الافتتان والاعجاب المتبادل لا يعني بالضرورة حياة شخصية وعائلية سعيدة ومستقرة فانه في دنيا السياسة وعلاقات الدول 'الدبلوماسية' لايعتد به كثيرا وليس له قيمة تذكر .. فبين الدول الاعتبار الاول للمصالح الاقتصادية ثم الامنية 'لأن الأمن ايضا في خدمة المصالح الاقتصادية'..
وبينما تعتور علاقة الصبي السعودي و الفتاة الامريكية بعض المنغصات المتمثلة في مشاكل التواصل نتيجة جهل كل منهما بلغة الاخر ' و يلام علي ذلك الغلام ابوسن؛ لأن الانجليزية اضحت لغة العالم' فحيث يحاول هو ترديد بعض العبارات والجمل بالانجليزية لا تستطيع كريستينا قول كلمة واحدة بالعربية الا اسم الصبي.. واختلاف اللغة يستتبع اختلاف
الثقافات وانماط التفكير والاهتمامات بالمقابل فان العلاقة بين البلدين تعتورها اشكالات سوء التفاهم الناتج عن اختلاف اللغة والذي لن يتمكن ابرع دبلوماسي البلدين من القفز عليها انما ينبغي عليهم العمل علي تجسييرها بما هو متاح لدي الثقافتين من قبول وتحمل .
فمثلما ان 'ابوسن' تعذب لكون ان كرستينا 'لا تفهم عليه ولا هو يفهم عليها' .. فان مسؤولي البلدين يعانون ويتعذبون بسبب سوء التفاهم بين الجانبين، وسبب سوء التفاهم هو اكتفاء الطرفين بالتنسيق في الشأن النفطي والامني وغياب التنسيق في الشق السياسي والقانوني؛
اذ ينحصر التعاون في قضايا مكافحة الارهاب الدولي والشؤون الدفاعية و التسليح 'فالغرب عموما بعائداته من تجارة السلاح' وفي مكافحة المخدرات وتزييف العملة وغسيل الاموال... بينما يغيب التنسيق في شؤون حكم القانون والحكم الرشيد والقضايا القانونية والدستورية ذات الصلة بفصل السلطات والمشاركة السياسية ..الخ
كذا فمثلما لأبو سن اهتماماته ومشاغله 'الايمان في الدنيا ودخول الجنة والنجاة من النار في الآخرة' بجانب ذلك لا يريد ان ينسي نصيبه من متع الحياة لذا فمع محاولاته هداية كريستينا لتشاطره ايمانه الاسلامي يعدها ببناء مدينة ملاهي خاصة بها ' وهذا ما لم يفعله جد ابوسن هارون الرشيد ولا امراء الاندلس! كما يقوم بتأدية عرض راقص يبذ به بني جلدتها من زنوج شوارع نيويورك.
ولا ينسي ايضا ان يسأل عن اسعار ال 'ويسكي' !!
وحين تعبر كريستينا عن انشغالات بيئتها وثقافتها و تسأله الاقلاع عن التدخين ان كان يحبها بحق فان أبوسن ينطق بلسان حال الشعب العربي و شعوب البلدان الاسلامية كلها :'والله مالنا غير الدخان هو يخفف عنا الهموم'!!
تعليقات
إرسال تعليق