الاستقطاب الذي يقسم شعوب العالم الاسلامي بين جبهتين متقابلتين بل
ومتحفزتين للقتال اصبح امرا واقعا.. ليت الانقسام كان بسبب اجندة سياسية
واضحة او مصالح اقتصادية مؤكدة وليته كان لأسباب دينية يمكن فهمها فقها
لكنه انقسام طائفي و مذهبي و عرقي..
يراد به اقامة جدار بين السنة والشيعة او بين العرب والفرس، والانقسام بهذه الكيفية يضر بالشعوب الاسلامية لأنه يخصم من الرصيد الانساني والحضاري و من الموارد المادية والسكانية لشعوب العالم الاسلامي، و اسوء من ذلك الضرر الذي يحيق بالرصيد الثقافي و الصورة الذهنية التي تبلورت عن المسلمين ودينهم باعتباره دين حكمة وعدل ومساواة و تحرير وانطلاق ..
و مأساة الانقسام المذهبي والطائفي هي انه انقسام لا علاج ولا شفاء منه اذ لا دواء له، وهل من دواء يشفي الحماقة الا الموت كما قال المتنبي 'قالوا مات ابن كرواس فقلت هذا الدواء الذي يشفي من الحمق' اختلاف المذهب ليس متقبلا كسبب خلاف او صراع فالمذهبيين قديمين قدم التاريخ الاسلامي و تعايشا قرون عددا؛ فالتراث الاسلامي ملئ بالقواعد التي تحض علي احترام الاختلاف وقبول المختلف 'سبحانه وتعالي يقول: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا' و دفع الناس لا تعني تشاجرهم و احترابهم بل دفاعهم عن معتقدهم كحق مكفول، والاثر النبوي يقول :'اختلاف امتي رحمة' و الاثر الفقهي يقول 'اختلاف العلماء رحمة' وفي العصر الذي تواطأ البشر فيه علي ان حرية الرأي والضمير والفكر و المعتقد جزء لا غني عنه من حريات الانسان لا ينبغي ان يسبب اختلاف المدارس اي ازمة او اشكال. كذلك ليس اختلاف العرق صالح كسبب لانقسام بين الشعوب الاسلامية فالقرآن يحض علي احترام الاجناس؛ بل ويقرر واقع
جديد علي الناس حينها بل و حقيقة علمية هو ان كل الناس سواسية اذ 'لا فرق لعربي علي عجمي الا بالتقوي' و ان اختلاف الناس من آيات الله : 'ومن اياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين'
صحيح ان الشيعة يمثلون اقلية صغيرة مقارنة بالسواد الغالب للسنة وان هناك دولة واحدة يمثل الشيعة فيها الغالبية المطلقة هي الجمهورية الايرانية في مقابل بقية دول وجمهوريات العالم الاسلامي السنية الممتدة من اندونيسيا وكازاخستان شرقا الي نيجيريا والسنغال وموريتانيا غرب؛ لكن الصحيح ايضا ان استقرار وتقدم الشعوب يقاس بمدي الاحتواء الذي توفره للاقليات بحيث لا يستشعر المنتسبون لها بأي تمييز او فروقات بينهم وبين الاغلبية؛ وان العالم الحضارة الاسلامية ما وصلت الي ما وصلت اليه من مجد ايام امبراطوريتها الا بما وفرت من بيئة حاضنة ممتازة للأقليات العرقية والدينية و الطائفية حتي لمن هم خارج المظلة الاسلامية ' النصاري واليهود'
ان ما هو حادث من توتر ناتج عن الاستقطاب العربي/فارسي و السني/شيعي ليس امرا طبيعيا بل هو بلاساس ثمرة لتسييس ماهو طبيعي 'اختلاف الالسن والمذاهب' واستغلال ذلك لخلق حالة من الحروب وحروب الوكالة لاتخدم الشعوب بقدر ما تفيد اعداءها و تخدم مصالح جهات خططت وتخطط لتعويق مسيرة التقدم السياسي للشعوب السنية و الشيعية علي حد سواء ة ابقاءها رهينة لتحالفات عسكرية واقتصادية تستنزف مال المسلمين لا غير.
ان مصلحة شعوب العالم الاسلامي تقتضي في الوقت الراهن اعلي مستويات التضامن للاشتراك في مجابهة تحديات الارهاب الذي يعصف ببلدانها و بالعالم اجمع ويكاد ينتزع تمثيل الاسلام و يسرق تفويض الحديث بلسانهم .. ولمواجهة تحدي الاسلام فوبيا الذي يمثل عقبة امام مشروع الدعوة؛ وكذلك لمواجهة الاوضاع
الصعبة التي تعيشها الاقليات المسلمة خارج العالم الاسلام خصوصا تلك التي تتعرض للتطهير والابادة ' الروهينغا في ميانمار' او الاستضعاف 'الايغور في الصين'؛ و الابادة المنظمة التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة والقطاع وسياسات هدم البيوت وتجريف المزارع والحصار 'جدار الفصل الصهيوني' التي تهدف لتصفية الوجود المعنوي والمادي للفلسطينيين و كسر مقاومتهم كفاحهم من اجل حقهم في الحياة علي ارضهم!
ان انهاء حالة الانقسام في صفوف الشعوب الاسلامية يقتضي ان تتصدي الدول الكبري والجوهرية في المنطقة لمسؤولياتها وان تواجه تحدياتها الداخلية بشجاعة تقتضي انهاء الاوضاع السياسية التي تنتمي لقرون خلت لا لهذا العصر و ان تنتهج حكوماتها سياسات اصلاح وتحديث سياسي يفضي لتوسيع ارضية المشاركة السياسية بدلا من افتعال ازمات اقليمية مذهبيه او عنصرية لا تمثل مخرج من الاشكال الحقيقي وان كانت تؤجل استحقاقه.. فلن ينصلح الحال في الدول الشرق ولا حال الشعوب مالم ينصلح في السعودية وايران والعراق وتركيا ومصر وان ترتقي علي درج الحياة السياسية الطبيعية بلا عنف وقمع او انقلابات او ثورات.
يراد به اقامة جدار بين السنة والشيعة او بين العرب والفرس، والانقسام بهذه الكيفية يضر بالشعوب الاسلامية لأنه يخصم من الرصيد الانساني والحضاري و من الموارد المادية والسكانية لشعوب العالم الاسلامي، و اسوء من ذلك الضرر الذي يحيق بالرصيد الثقافي و الصورة الذهنية التي تبلورت عن المسلمين ودينهم باعتباره دين حكمة وعدل ومساواة و تحرير وانطلاق ..
و مأساة الانقسام المذهبي والطائفي هي انه انقسام لا علاج ولا شفاء منه اذ لا دواء له، وهل من دواء يشفي الحماقة الا الموت كما قال المتنبي 'قالوا مات ابن كرواس فقلت هذا الدواء الذي يشفي من الحمق' اختلاف المذهب ليس متقبلا كسبب خلاف او صراع فالمذهبيين قديمين قدم التاريخ الاسلامي و تعايشا قرون عددا؛ فالتراث الاسلامي ملئ بالقواعد التي تحض علي احترام الاختلاف وقبول المختلف 'سبحانه وتعالي يقول: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا' و دفع الناس لا تعني تشاجرهم و احترابهم بل دفاعهم عن معتقدهم كحق مكفول، والاثر النبوي يقول :'اختلاف امتي رحمة' و الاثر الفقهي يقول 'اختلاف العلماء رحمة' وفي العصر الذي تواطأ البشر فيه علي ان حرية الرأي والضمير والفكر و المعتقد جزء لا غني عنه من حريات الانسان لا ينبغي ان يسبب اختلاف المدارس اي ازمة او اشكال. كذلك ليس اختلاف العرق صالح كسبب لانقسام بين الشعوب الاسلامية فالقرآن يحض علي احترام الاجناس؛ بل ويقرر واقع
جديد علي الناس حينها بل و حقيقة علمية هو ان كل الناس سواسية اذ 'لا فرق لعربي علي عجمي الا بالتقوي' و ان اختلاف الناس من آيات الله : 'ومن اياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين'
صحيح ان الشيعة يمثلون اقلية صغيرة مقارنة بالسواد الغالب للسنة وان هناك دولة واحدة يمثل الشيعة فيها الغالبية المطلقة هي الجمهورية الايرانية في مقابل بقية دول وجمهوريات العالم الاسلامي السنية الممتدة من اندونيسيا وكازاخستان شرقا الي نيجيريا والسنغال وموريتانيا غرب؛ لكن الصحيح ايضا ان استقرار وتقدم الشعوب يقاس بمدي الاحتواء الذي توفره للاقليات بحيث لا يستشعر المنتسبون لها بأي تمييز او فروقات بينهم وبين الاغلبية؛ وان العالم الحضارة الاسلامية ما وصلت الي ما وصلت اليه من مجد ايام امبراطوريتها الا بما وفرت من بيئة حاضنة ممتازة للأقليات العرقية والدينية و الطائفية حتي لمن هم خارج المظلة الاسلامية ' النصاري واليهود'
ان ما هو حادث من توتر ناتج عن الاستقطاب العربي/فارسي و السني/شيعي ليس امرا طبيعيا بل هو بلاساس ثمرة لتسييس ماهو طبيعي 'اختلاف الالسن والمذاهب' واستغلال ذلك لخلق حالة من الحروب وحروب الوكالة لاتخدم الشعوب بقدر ما تفيد اعداءها و تخدم مصالح جهات خططت وتخطط لتعويق مسيرة التقدم السياسي للشعوب السنية و الشيعية علي حد سواء ة ابقاءها رهينة لتحالفات عسكرية واقتصادية تستنزف مال المسلمين لا غير.
ان مصلحة شعوب العالم الاسلامي تقتضي في الوقت الراهن اعلي مستويات التضامن للاشتراك في مجابهة تحديات الارهاب الذي يعصف ببلدانها و بالعالم اجمع ويكاد ينتزع تمثيل الاسلام و يسرق تفويض الحديث بلسانهم .. ولمواجهة تحدي الاسلام فوبيا الذي يمثل عقبة امام مشروع الدعوة؛ وكذلك لمواجهة الاوضاع
الصعبة التي تعيشها الاقليات المسلمة خارج العالم الاسلام خصوصا تلك التي تتعرض للتطهير والابادة ' الروهينغا في ميانمار' او الاستضعاف 'الايغور في الصين'؛ و الابادة المنظمة التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة والقطاع وسياسات هدم البيوت وتجريف المزارع والحصار 'جدار الفصل الصهيوني' التي تهدف لتصفية الوجود المعنوي والمادي للفلسطينيين و كسر مقاومتهم كفاحهم من اجل حقهم في الحياة علي ارضهم!
ان انهاء حالة الانقسام في صفوف الشعوب الاسلامية يقتضي ان تتصدي الدول الكبري والجوهرية في المنطقة لمسؤولياتها وان تواجه تحدياتها الداخلية بشجاعة تقتضي انهاء الاوضاع السياسية التي تنتمي لقرون خلت لا لهذا العصر و ان تنتهج حكوماتها سياسات اصلاح وتحديث سياسي يفضي لتوسيع ارضية المشاركة السياسية بدلا من افتعال ازمات اقليمية مذهبيه او عنصرية لا تمثل مخرج من الاشكال الحقيقي وان كانت تؤجل استحقاقه.. فلن ينصلح الحال في الدول الشرق ولا حال الشعوب مالم ينصلح في السعودية وايران والعراق وتركيا ومصر وان ترتقي علي درج الحياة السياسية الطبيعية بلا عنف وقمع او انقلابات او ثورات.
تعليقات
إرسال تعليق