جولات دبلوماسية كانت الخرطوم منطلقها او محطتها مؤخرا تشير الي تنكب الدبلوماسية السودانية لدرب المصلحة القومية وهو شئ طبيعي بعد عقود من دبلوماسية الايدولوجيا والاهـــواء وتنسم هواة لقمة وظائف السلك الدبلوماسي في بلد اضحي فيه منصب "السفير" عطية تمنح لمن أريد تقريبهم او اقصاءهم !!ولم يقف التخبط في قمة الهرم (منصب الوزير) والذي بحكم كونه منصب سياسي فليس من الضروري ان يشغله دبلوماسي "دفنت صرته في حوش الخارجية" لكن من المهم جداً ان يشغله سياسي يعرف جيداً دروب السياسة المحلية والدولية وله خبرة قبطان في ما يتعلق ببحر المصالح وتيارات الاطماع الدولية المتلاطمة ؛ فشغل المنصب اغرار في السياسة والدبلوماسية من شاكلة مصطفي عثمان وكــرتي بل وتعداها كذلك لمنصب الوكيل ومدراء الادارات (سناء العوض وأخرين).
من ذلك فان زيارات البشير الاخيرة للرياض والقاهرة تعكس بوضوح عمق الهوة التي تردت اليها علاقاتنا الخارجية، فزيارة الرئيس للرياض سبقتها محطة "الدوحة" والتي يبدو ان علاقاتنا وخطواتنا العربية كلها تحتاج لضوء اخضر من قطر، فالبشير غشي الدوحة ليطلب اذن أميرها الممسك بعدد من الملفات السودانية الحساسة علي رأسها دارفور وطبعا ملف الانتماء الايدلوجي لجماعة الخرطوم الحاكمة وارتباطاتها باقطار ومنظمات الاسلام السياسي/ الحركـي. ويخيل لي ان البشير طلب منح الخرطوم هامش اكبر للتحرك بسبب الظرف السياسي والاقتصادي الخانق الذي يمر به حلف العسكر والشيوخ الحاكم في الخرطوم، طلب خصوصا هامش اقتحام دول الخليج وبوابتها الاكبر "السعودية" فكان له ما طلب فتدثر برداء وازار احرام الحج وطرق بوابة آل سعـود، والتي أجابته باستفسارات عن اشكالاته مع جارته الشمالية "مصر" والتي تمثل للمملكة حليف لايمكن الاستغناء عنه ولايمكن غض الطرف او التشاغل عما ينقص ويكدر صفوه خصوصا ان كانت المنقصات أمنية ومن الجار المشاكس وغير المأمون "حكومة عسكر وشيوخ السودان". فتظاهر البشير بالغباء وادعي عدم علمه بأي اشكالات او توترات مع حكومة السيسي، فطلب منه افادة من السيسي بهذا الخصوص، لذا وقبل ان تطأ اقدامه مطار الخرطوم كانت ملامح رحلة القاهرة تتشكل.
وفي القاهرة " لاشك عندي"ان البشير جوبه باستيضاحات ومطالب أو اوامر ان شئت تتعلق بملف حماس وتهريب السلاح الايراني لغزة/ وسيناء
عبر الشرق السوداني، وبعلاقة الخرطوم بجماعة الاخوان "المحظورة" وموقفه من النظام الجديد في القاهرة، وكذلك موقفه من الصراع الدائر في ليبيا واحتمال مجابهة البندقية السودانية للسلاح المصري ـ الاماراتي هناك.
ربما يكون البشير نجح في اقناع مصر بتعهدات و "حلائف" في ما يتعلق بالملفين الاولين فالرجل بارع في التعهدات و "الحلفان" مثلما هو بارع في التنكر لها، لكن يبدو ان مصر ارادت ان تختبرمصداقيته بتجريبه في الملف الليبي فكانت الزيارة "فوق الاعتيادية" لرئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني والذي يمثل الكفة المرضي عنها علي نطاق واسع اقليميا ودولياً والمقربة جدا من نظام مصر، تلك الزيارة التي استغرقت ثلاثة ايام بلياليهن وهي مدة طويلة جدا في الاعراف الدبلوماسية ناهيك عن النظر لحالة دولة الضيف الزائر والاقتتال الذي يدور في اكبر مدن بلاده، وهي مدة ليس ثمة ما يبرر طولها الا اهمية اجندة المحادثات مع نظام "الشيوخ والعسكر" والمتصلة مباشرة بالاحتقان والانفجار الامني الليبي.
بطبيعة الحال ليس في الامكان التكهن بطبيعة الخطوات والالتزامات التي حصل عليها رئيس وزراء ليبيا من عسكر وشيوخ السودان ومن كبيرهم البشير لكن علي أية حال فان أي تحسن اوجمود يطرأ في المديين القصير والمتوسط علي ملف علاقات السودان العربية والخليجية سيكون مرده لتلك الزيارة.
الا انه من نافلة القول التذكير بأن تخبط ومتاهة البشير و وزير دبلوماسيته كرتـي ستطول في قصاصات الملف العربي وذلك بسبب القصور الواضح في ملف السياسة الخارجية و تقاصر مدي الرؤية فيما يتعلق بقدرة النظام علي قراءة وفهم مصالحه ومصالح بقاءه واستمراره (ليس هناك امل في فهمه لمصالح البلاد التي يحكمها) خصوصا عندما تتعلق بالاحلاف البالية أو التي تتشكل في اعقاب عواصف التغيير الشعبي (ثورات الربيع) التي صفعت العديد من النوافذ التي كنا جميعا نظن انها بمنأي عن الصفع.
من ذلك فان زيارات البشير الاخيرة للرياض والقاهرة تعكس بوضوح عمق الهوة التي تردت اليها علاقاتنا الخارجية، فزيارة الرئيس للرياض سبقتها محطة "الدوحة" والتي يبدو ان علاقاتنا وخطواتنا العربية كلها تحتاج لضوء اخضر من قطر، فالبشير غشي الدوحة ليطلب اذن أميرها الممسك بعدد من الملفات السودانية الحساسة علي رأسها دارفور وطبعا ملف الانتماء الايدلوجي لجماعة الخرطوم الحاكمة وارتباطاتها باقطار ومنظمات الاسلام السياسي/ الحركـي. ويخيل لي ان البشير طلب منح الخرطوم هامش اكبر للتحرك بسبب الظرف السياسي والاقتصادي الخانق الذي يمر به حلف العسكر والشيوخ الحاكم في الخرطوم، طلب خصوصا هامش اقتحام دول الخليج وبوابتها الاكبر "السعودية" فكان له ما طلب فتدثر برداء وازار احرام الحج وطرق بوابة آل سعـود، والتي أجابته باستفسارات عن اشكالاته مع جارته الشمالية "مصر" والتي تمثل للمملكة حليف لايمكن الاستغناء عنه ولايمكن غض الطرف او التشاغل عما ينقص ويكدر صفوه خصوصا ان كانت المنقصات أمنية ومن الجار المشاكس وغير المأمون "حكومة عسكر وشيوخ السودان". فتظاهر البشير بالغباء وادعي عدم علمه بأي اشكالات او توترات مع حكومة السيسي، فطلب منه افادة من السيسي بهذا الخصوص، لذا وقبل ان تطأ اقدامه مطار الخرطوم كانت ملامح رحلة القاهرة تتشكل.
وفي القاهرة " لاشك عندي"ان البشير جوبه باستيضاحات ومطالب أو اوامر ان شئت تتعلق بملف حماس وتهريب السلاح الايراني لغزة/ وسيناء
عبر الشرق السوداني، وبعلاقة الخرطوم بجماعة الاخوان "المحظورة" وموقفه من النظام الجديد في القاهرة، وكذلك موقفه من الصراع الدائر في ليبيا واحتمال مجابهة البندقية السودانية للسلاح المصري ـ الاماراتي هناك.
ربما يكون البشير نجح في اقناع مصر بتعهدات و "حلائف" في ما يتعلق بالملفين الاولين فالرجل بارع في التعهدات و "الحلفان" مثلما هو بارع في التنكر لها، لكن يبدو ان مصر ارادت ان تختبرمصداقيته بتجريبه في الملف الليبي فكانت الزيارة "فوق الاعتيادية" لرئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني والذي يمثل الكفة المرضي عنها علي نطاق واسع اقليميا ودولياً والمقربة جدا من نظام مصر، تلك الزيارة التي استغرقت ثلاثة ايام بلياليهن وهي مدة طويلة جدا في الاعراف الدبلوماسية ناهيك عن النظر لحالة دولة الضيف الزائر والاقتتال الذي يدور في اكبر مدن بلاده، وهي مدة ليس ثمة ما يبرر طولها الا اهمية اجندة المحادثات مع نظام "الشيوخ والعسكر" والمتصلة مباشرة بالاحتقان والانفجار الامني الليبي.
بطبيعة الحال ليس في الامكان التكهن بطبيعة الخطوات والالتزامات التي حصل عليها رئيس وزراء ليبيا من عسكر وشيوخ السودان ومن كبيرهم البشير لكن علي أية حال فان أي تحسن اوجمود يطرأ في المديين القصير والمتوسط علي ملف علاقات السودان العربية والخليجية سيكون مرده لتلك الزيارة.
الا انه من نافلة القول التذكير بأن تخبط ومتاهة البشير و وزير دبلوماسيته كرتـي ستطول في قصاصات الملف العربي وذلك بسبب القصور الواضح في ملف السياسة الخارجية و تقاصر مدي الرؤية فيما يتعلق بقدرة النظام علي قراءة وفهم مصالحه ومصالح بقاءه واستمراره (ليس هناك امل في فهمه لمصالح البلاد التي يحكمها) خصوصا عندما تتعلق بالاحلاف البالية أو التي تتشكل في اعقاب عواصف التغيير الشعبي (ثورات الربيع) التي صفعت العديد من النوافذ التي كنا جميعا نظن انها بمنأي عن الصفع.
تعليقات
إرسال تعليق