ابريل ٢٠٢٠م
ان كانت الاجابة علي السؤال (العنوان) بنعم فان هذا الرجل يجب ان يحاكم بجريمة الكراهية، و يضم باعتباره احد المتسببين الاساسيين في جرائم دارفور. و ما هو الكتاب الأسود؟؟
هو ليس كتاب بالمعني، انما مجموع احصاءات و بيانات عن الوظائف و المناصب العامة جمعت لغرض سياسي و ليس علمي، ما يعني ان كل الاحصاءات التي لا تخدم ذلك الخط "ان وجدت" يتم اقصاءها،
كما ان اي تحليل او تبرير لا يفيده يتم تجاهله. لاثبات ان هناك استهداف لقبائل و اقاليم بعينها.. و من ثم تأليب تلك القبائل و الاقاليم للحرب ضد المركز.
و المعلومة بلا تحليل كالقنبلة الموقوتة! لذا فالكتاب الاسود مجرد تخزين لتلك المعلومات في ظروف غير مناسبة لتحقيق الغاية (الانفجار)
و قد كان فحدث الانفجار في الصدور قبل العقول و حدث الحريق الكبير في اطراف السودان.
الكتاب لم يفيد من كتبوه في التعبئة للثورة بأكثر ما أفاد النظام العقدي الذي كان واضع الكتاب الاسود احد رموزه و تروسه و اركانه، و كان اخوه (الشهيد) امير الدبابين فيه!!!
كيف افاد النظام من الكتاب الأسود؟
اتضح من الازمة بين البشير و الترابي (و هو صراع شخصي و مصلحي لأبعد حد) ان انصار الشيخ ثقلهم في دارفور و كردفان و ان انصار البشير ثقلهم في الجزيرة و الشمال، فسعي الثِقَل الذي في دارفور لزيادة رصيده و نقل الصراع من صراع داخل البيت "الاسلاموي الانقاذوي المتأكل" الي صراع بين كل اهل الوطن، بسطاهم و محروميهم، جهالهم و أميّهم في الشمال و الوسط ضد اهلهم في الغرب الاوسط و الغرب البعيد..
و قد كان لهم ما كان!
اما اصحاب ثِقَل الوسط و الشمال فقد غضوا الطرف عن الجدل الذي اثاره الكتاب لأن الدعاية التي ينشرها تخدمهم فتجند لهم كل اهل الوسط و الشمال دون جهد و دون ان يكلفوا انفسهم مؤنة الاعلان عن خطاب عنصري -صريح، و دون التكفّل بنفقات حرب اضافية، فيما يمكنهم بسهولة العمل لتجنيد عناصر أخري من محور الكتاب عبر شتي صنوف الاغراء و الاكراه!
و قد كان لهم ما كان!
و في النهاية عما اسفر الكتاب؟
أسفر الكتاب في النهاية عن وضع يتحسن و يقوي فيه مركز النظام باطراد في المركز "مستفيداً من حالة الحرب و من حالة الانقسام التي خلقها خطاب الكراهية" و مستغلاً ذلك في مزيد من قمع القوي المدنية و الديمقراطية السياسية و المطلبية..
كما تحسن مركزه في دارفور ذاتها مستفيداً من العناصر الموالية له هناك او المتحالفة معه (كبر، حسبو، الحاج ادم، كاشا، التجاني سيسي، التجاني الطاهر، هلال، ثم حميدتي..)
استفاد النظام من الكتاب و (نظريته) لأن واضعيه لم يفعلوا ذلك ابتغاء مواجهة التهميش و التخلف و سعياً خلف التنمية المتوازنة، انما فعلوا ذلك بغرض توفير وقود و دعاية للحروب السياسية و هي حروب نفوذ و مصالح شخصية لا تفيد نتائجها المواطن في كثير او قليل.
السؤال يبقي قائم .. هل جبريل ابراهيم هو واضع الكتاب الاسود؟
ان كانت الاجابة نعم؛ فشخص بذلك الوصف لا يمكن بحال ان يرتقي دون تردد الي قمة جهاز الدولة و يمسك بزمام الاقتصاد فيه!! قبل ان يقدم تقييمه لهذا العمل الذي اقدم عليه و لنتائجه .. فذلك العمل هو المحرض علي حرب الكراهية و ما ترتب عليها من مآسي ..
كما ان له و لغيره من قادات الحركات أسوة بقادات و رموز النظام البائد سجل حافل بالاشتباهات في مجال انتهاك حقوق الأنسان تتراوح بين استهداف المدنيين الي تعذيب و تصفية الرفاق.. تلك التهم و ان تجاهلتها اضابير محكمة لاهاي فإنه من غير المناسب ان تتجاهلها عدالة الوطن و عدالة الشعب الثائر.
تعليقات
إرسال تعليق