فبراير ٢٠٢٢م ان العلاقة بين السودان و مصر علاقة أزلية؛ و ان العلاقة بين شعبي وادي النيل علاقة بين شقيقين، و ان البلدين هما بلد واحد.. كل تلك جمل تقال علي سبيل المجاملات في لقاءات الدبلوماسيين و المسؤولين الرسميين في البلدين.. لكن في الواقع فإن العلاقة بين البلدين هي علاقة ازلية في مأسويتها، فمنذ العهد الاستعماري تعرض السودان للاحتلال انطلاقاً من اراضي مصر مرتان، في ١٨٢١م و ١٨٩٩م و خضع لاستعمار استنزف قدراته ببعثتين قوامهما الاعظم من جنود و موظفين مصريين لمصلحة تركيا العثمانية في الاولي و لبريطانيا في الثانية.. اما في عصر الاستقلال فإن هذه العلاقة استمرت علي ذات المنوال، ضحي السودان لأجل العلاقة الأزلية كثيراً، من بينها انه وافق علي اغراق الاف الكيلومترات من الاراضي السكنية و الزراعية و المناطق الأثرية بالمياه كي تنعم مصر بالطاقة التي تكفيها للنهضة و الانارة، لكن المقابل كان كثير من الجحود، فقد ظلت مصر دوماً مصدراً للمصائب بل و المشاكل، و لم يجد منها السودان (شعباً) ادني اعتبار الي ان قضت الحرب الاهلية علي ثلثي ارضه! تتحجج مصر بأن النظام السابق ناصبها العداء، و هذا غير صحيح ...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.