في الذكري الثانية لتقطيع أوصال الوطن تخيم فوقنا هذه الايام الذكري الثانية لإنفصال الاقاليم السودانية الجنوبية، ذكري تقطيع اوصال الوطن قرباناً علي مذبح "المشروعين" الحضاري و السودان الجديد، فيما لايزال شبح الانقسام يرمي بظله الثقيل فوق اقاليم أخري.. الأن، وبعد عامين علي هذا الحدث "المزلزل" ، ليست هذه محاولة لفهم ما جــري، بقدر ماهي محاولة لتتبع موكب الاخطاء المستمرة التي قادت الي الحرب و الانفصال وقادت من بعد ذلك ويومياً الي مزيد من الحماقات والعقبات التي تعترض مستقبل الصلات الدبلوماسية وعلاقات الجوار بين الدولتين والشعب الواحد في الشمال والجنوب، هي ليست محاولة لفهم ما حدث؛ فأولاً ، إن ما حدث قد حدث، وقلنا حينها ان كل المبررات التي قيلت في الجانبين لتسويق وتسويغ الانفصال "من شاكلة إن الجنوب لم يكن يوماً جزء من السودان – من جانب المؤتمر الوطني في الخرطوم، أو إن الوحدة لم يتم جعلها جاذبة بما يكفي لإقناع الحركة وقادتها و تعبئة الجنوب للتصويت لها وأن المؤتمر الوطني دفع الجنوبيين جنوباً - هذا من جانب الحركة الشعبية في جوبا" . ...
مقالات في الفكر و السياسة و القانون و الدين و المجتمع و الثقافة.