التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قبايل الدولة

 بعضنا كان يعبر عن انزعاجه عندما يسمع متحدث من ابواق هذا الزمان (النشاذ) يتحدث عن قبيلة الدراميين او قبيلة الصحفيين او قبيلة الرياضيين..الخ، لكن للأسف هذا الاتجاه تمدد الي اماكن اخري اكثر حساسية ..القبلية تسربت الي كافة مناحي الحياة في السودان، لقد حول الانقاذيون الدولة السودانية من كيان قانوني يربط بين اطرافه ومؤسساته وينظم العلاقة بينها دستور وقوانين ولوائح وقواعد علم الادارة العامة، حولوها الي كيان (عادي) طبيعي ، اصبحت العلاقة بين مؤسسات الدولة كالعلاقة بين افراد الاسرة الانسانية..بعضهم فقراء وبعضهم اغنياء (الله اداهم). والعلاقة بينهم تعتمد علي الاجتهاد الشخصي فأحيانا يسودها الود وأحيانا التشاكس .. فتجد إدارة الكهرباء تضغط علي وزارة الصحة والمستشفيات فتقطع عنها الامداد، وتجد المياه تضغط علي الكهرباء فتحرمها الماء .. وتجد الضرائب تضغط علي وزارة الثقافة والرياضة "المسرح القومي والاستادات" وتطاردها في المحاكم لتحصيل جباياتها!!
ليس ذلك وحسب ، بل تجد بعض الموظفين والعساكر يفضلون العمل في ادارات معينه (الطاقة/ الضرائب/ الجمارك/المرور/الجوازات..الخ) لأن عائد العمل فيها مجزي، ويتهربون من العمل في ادارات أخري (الصحة/التعليم/المطافي ..الخ) لأنها ادارات فقيرة!!!
   لقد اضحت ادارات الدولة جزر معزولة عن بعضها ودول داخل الدولة وقبائل لكل منها اعرافه وتقاليده وثقافته؟ومستواه المعيشي والمالي المختلف؟!!! ، وهذا وضع شائه ينبغي العمل علي انهائه فوراً وتوحيد جهاز الدولة المدني والعسكري في نظام وظيفي واداري وخدمي واحد موحد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...