التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالة مفتوحة للأمينين العامين لمنظمة المؤتمر الاسلامي و جامعة الدول العربية، بشأن وضع الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة


سعادة / أكمل الدين احسان اوغلو
            الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي
                                          المحترم،
و
سعادة / نبيل العربي   
                     الامين العام لجامعة الدول العربية
                                             المحترم
              تحية تقدير وإجلال
   بكامل التفهم للأعباء التي تنؤون بحملها والمشغوليات التي تتولون التعاطي معها والمسؤليات الجسام التي انيطت بكم تجاه شعوب المنطقتين العربية والاسلامية والتي اتمني من كل قلبي ان توفقوا في ايجاد حلول وتسويات مناسبة لها، فإنني استسمحكم لأن تعيروني إنتباهكم – بوصفي أحد مواطني هذه المنطقة، ومن السودان؛ البلد الذي عاني من توتر مماثل لما تشهده مناطق أخري الأن، تسبب ذاك التوتر في ان تفقد منطقتكم اراضي كانت تقع ضمن صلاحيات عملها - لألفت نظر سعادتكم لقضية اعتبرها جوهرية ومحورية وانا علي قناعة من انكم اذا وفقتم و وفقت مؤسساتكم ايجاد  صيغة جديدة تهدئ ثائرتها وتطيب خواطر شعوبها؛ فإنكم ستقطعون ونعبر معكم أكثر من نصف الطريق لتحقيق الأهداف الأساسية التي تشكلت المنظمتين (المؤتمر والجامعة) لتحقيقها.
  تلكم القضية هي قضية الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة، الاقليات الدينية وتشمل الطوائف والكنائس المسيحية الشرقية والاقليات اليهودية وخلافهما، والاقليات العرقية والتي تضم القبائل الافريقية في اقليم دارفور وجهات أخري من السودان، والاكراد، والامازيغ، الارمن..وغير تلك من اقليات عرقية تقطن المنطقة العربية،
   كل تلك الاقليات ظلت وفية وظل ولائها علي الدوام لثقافة المنطقتين، لكن التجاهل المستمر لمطالبها المشروعة التي تمليها خصوصياتها الثقافية، بل والتضيق الذي تتعرض له في بعض الاحايين والتشكيك ونظرة الاستهانة التي تلاحق افرادها من الانظمة والمجتمعات، كل تلك المنغصات تسببت علي الدوام في نشوب توترات، وكلما لم تجد تلك التوترات المعالجة الحكيمة وفي الوقت المناسب؛ قاد ذلك الحال لتطور الاحداث بشكل مخيف مثلما حدث بجنوب السودان وفي اقليم دارفور والمنطقة الكردية في العراق.حتي اصبحت تلك المناطق بمثابة مصدر لصداع دائم ومزمن.
     ان المدخل الملائم لتسوية ازمات الاقليات الدينية والعرقية في المنطقتين العربية والاسلامية، والذي ادعوكم لتبنيه هنا هو، ان تتخذ المنظمتان قرارا بجعل العام 2013م هو عام الاقليات (الدينية فيما يخص منظمة المؤتمر/والعرقية فيما يلي الجامعة العربية)، وليس الهدف من ذلك مجرد برنامج دعائي أو عمل من اعمال العلاقات العامة، انما مشروع متكامل تنال فيه تلك الاقليات جزء من حقوقها المغموطة لعقود، وان يتم فيه التوصل لصيغة جديدة ومستديمة يكون بموجبها مواطني الاقليات مواطنين مكتملي الحقوق والاهلية وان تقوم كل منظمة بمتابعة الدول الاعضاء فيها بحيث تلزمها بتحسين اوضاع الاقليات وايقاف الانتهاكات والتجاوزات.
     هناك فوائد غير منظورة ستعود علي المنطقتين بالاضافة للتهدئة والتعايش والاستقرار الذي تشهده كنتاج لتلك الصيغة، منها ان التدخلات الخارجية (امريكية وأوروبيه) بحجة رعاية مصالح الاقليات ستتلاشي حججها وذرائعها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفكيك خطاب الحرب و (فلسفة البلابسة)

   الخطاب و الموقف السياسي المساند للحرب و الحسم العسكري و رفض التفاوض و رفض أي حديث عن تسوية سياسية سلمية يعتمد علي استقطاب و تحشيد العوام ممن لا خبرة و لا معرفة لهم بطبيعة الحرب ولا السياسة!    تحشيد العوام هذا خلق تيار جارف اخذ في طريقه حتي بعض "الانتلجنسيا" ممن لا قدرة لهم علي مواجهة العوام او ممن يظنون ان كل هذا الحشد لا يمكن الا ان يكون علي حق، فيحتفظ برأيه لنفسه او حتي يتخلي عنه و ينخرط مع التيار ..!!   في المقام الاول ان لخطاب العنف و التحريض و "الانتقام" جاذبيته؛ و ان للقوة و استعراضها سطوة، مثلما ان لصورة الضحية فعلها؛ اما اذا دمج خطاب الضحايا مع خطاب القدرة علي الانتقام فاننا نحصل علي سيناريو تقليدي للافلام "البوليودية" و كثيرون هنا تفتق وعيهم و انفتح ادراكهم علي افلام الهند! فما يحدث و ما يدعو اليه خطاب الحرب بالنسبة لهؤلاء مفهوم و مستوعب و في مدي تصورهم لذا يرونه ليس واقعياً فحسب بل و بطولي و مغري يستحق ان ينخرطوا فيه بكلياتهم. سؤال الطلقة الأولي: قبل ان يعرف الناس الحقيقة بشأن ما قاد الي هذه الحرب التي انتشرت في مدن السودان و ولاياته ان...

لماذا يفضل الملكيون العرب التعامل مع جمهوريي اميركا؟؟

  لا يخفي الملوك و الامراء العرب "و اعوانهم" ميلهم و تفضيلهم التعامل مع ادارات جمهورية في اميركا و لا يخفون تبرمهم من تنصيب رئيس من الحزب الديمقراطي.. و يبررون ذلك الميل و التفضيل بمبررات مختلفة مثل تعامل الجمهوريين الحاسم مع ايران !! في الواقع فإن اكثر رؤساء اميركان الذين شكلوا اكبر تهديد للعرب و المسلمين هم من الجمهوريين (بوش الأب و الإبن و ترامب - غزو العراق و افغانستان و دعم اسرائيل)! لكن الجمهوريين كما عرب النفط يفهمون لغة المال جيداً و الادارة الجمهورية تضم علي الدوام اشخاص من قطاع الطاقة و النفط او صناعة السلاح او الادوية او حتي صناعة الترفيه "هوليود" يفضلون لغة النقود و المصالح. اذاً اكبر تهديد واجهه العرب و المسلمون من ادارات اميركية كان في فترات حكم جمهوري.. و بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م اعلن بوش الابن سياسة صارمة في مواجهة انظمة اسلامية و عربية (افغانستان و العراق و السودان) كما مارس ضغوط غير مسبوقة علي السعودية اسفر عنها اجراءات حازمة ضد الجماعات المتشددة من الأخيرة، و تغيير في مناهج التعليم المدرسي و الجامعي فيها! الجمهوري ترامب اقدم علي خطوات غير مس...

شرح قانون الوجوه الغريبة !!

  المقصود بقانون الوجوه الغريبة هو اوامر الطوارئ التي صدرت في بعض الولايات بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل/الكرامة و خصوصاً بولايتي الجزيرة و نهر النيل.. و هي اما اوامر صدرت من الوالي شفاهة و علي رؤوس الاشهاد او مكتوبة و مفادها ملاحقة ما يعرف ب "المندسين" و الطابور الخامس و من يشتبه في انتماءهم او تخابرهم مع مليشيا الدعم السريع، حيث راج ان المليشيا تدفع بعناصر من استخباراتها و قناصيها الي المناطق التي تنوي احتلالها لتقوم تلك العناصر بالعمل من الداخل بما يسهل مهمة الاحتلال .. و تستهدف الملاحقات الباعة الجائلين و اصحاب المهن الهامشية، و أي شخص تشك فيه السلطات او المواطنين؛ و في اجواء من الارتياب بالغرباء غذتها دعاية الحرب تم الطلب من المواطنين التعاون بالتبليغ و حتي بالقبض و المطاردة علي من يرتابون فيه. قانون او تعاليمات (الوجوه الغريبة) اسفرت عن ممارسات متحيزة "ضد غرباء" تحديداً ينحدرون من اقاليم كردفان و دارفور في ولايات عدة (الجزيرة، و نهر النيل، و كسلا، و الشمالية)؛ فالوجوه الغريبة هي اوامر تأخذ الناس بالسحنة و الملامح؛ و هي ممارسات بالتالي اسوأ مما كانت تمارسه "مح...