التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاصطفــاف الثــــوري



المشهد السياسي ينطوي علي مايزيد من نحو خمسة الي ستة صفوف..
 هناك صف المعارضين المنادين باسقاط النظام عبر ثورة شعبية سلمية، وهناك صف المؤيدين والموالين لسلطة نظام الانقاذ (لمصلحة ومنفعة مادية مباشرة، أو بسبب وهم ايدولوجي)،
 وبين هذين الصفين هناك صف المعارضين الداعين والخارجين لإسقاط النظام عبر ثورة عسكرية مسلحة،
 وصف المعارضين الذين يطالبون من النظام اجراء بعض الاصلاحات (وعمليات التجميل للأنف والشفاه..) وياحبذا اشراكهم ومنحهم بعض الامتيازات ليصبح النظام ذي قاعدة عريضة!!،
 وهناك ايضا صف المعارضين الصابرين علي اذي النظام والمطالبين باحتماله (إلي ان يقضي الله امراً كان مفعولا) بزعم ان دون أذي النظام اذي تفتت الدولة ومكوناتها بسبب توهم انعدام البديل وان رمضاء النظام دونها نار الفراغ!!!!!!،
 وهناك صف الداعمين للنظام بزعم انه يمثل ولي الامر الذي لايجوز الخروج عليه لأي داعيٍ من الدواع..
في مثل هذا الحال ومع تعدد الاصطفافات هذه يكون التحرك عسير والتغيير المنشود بعيد المنال... وتكون المهمة العاجلة التي تلح علي الجميع خصوصا علي دعاة التغيير الثوري. ان يعملوا بكل جهدهم من اجل الوصول الي مرحلة وحالة الاصطفاف الثنائي (المــع و الضــد).
 عندما نصل الي مرحلة يكون فيها الناس مدعويين الي اتخاذ موقف من موقفين لاثالث لهما، اما ضد النظام سعياً لإسقاطه عبر ثورة شعبية تنتظم كل فئات الشعب بلا استثناء.. ثورة سلمية في المدن والقري والاياف يشارك فيها الشباب والشيوخ، الرجال والنساء، العمال والعاطلين، الطلاب والمهنيين، المدنيين و العسكر..الخ، وإما مع النظام وداعمين له. حينها يمكن الرهان علي كسب المعركة لصالح قوي الشعب أي قوي التغيير.
والوصول الي تلك المرحلة بالاضافة الي توحد كل القوي المطالبة بالتغيير والقوي الشبابية (تحالف أو ائتلاف شباب الثورة السودانية يمثل خطوة علي الطريق الصحيح) يتطلب ايضاً تكثيف الجهد الاعلامي لضمان وصول رسالة التغيير الي اي مواطن سوداني،
ووصول رساله التغيير لكل مواطن لاتعني بالضرورة الجلوس مع كل مواطن علي انفراد لإقناعه بضرورة واهمية الخروج للشارع لإيصال صوت التغيير، وانما يتطلب استغلال وسائل الاعلام الجماهيري للحد الاقصي عبر كتابات الجدران وتوزيع المنشورات والبيانات وتنظيم العديد من الوقفات والمخاطبات الجماهيرية حتي تكتمل عملية الاستقطاب الايجابي هذه بضم كل الصفوف المعارضة للنظام الي صف التغيير الثوري السلمي والشعبي و وضع الصفوف المتقاربه والقريبة للنظام معه في خانة واحدة.  

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بروفايل "البروف-الشيخ"

   دائما ما كنت اتساءل عن التخصص الذي يحمله السيد ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي في اول حكومة انقاذية 1989م وعراب ما سمي تجاوزا "ثورة التعليم العالي" والتي بموجبها تم ت...

أوامر المهزوم!

  اوامر الطوارئ الاربع التي اصدرها البشير اليوم 25فبراير و التي تأتي استنادا علي اعلان الجمعة الماضية ( اعلان الطوارئ وحل الحكومة و تكليف ضباط بشغل مناصب حكام الولايات ) لها دلالة اساسية هي ان الحكومة تحاذر السقوط و باتت اخيرا تستشعر تهاوي سلطتها! جاء اعلان الطوارئ و حل الحكومة كتداعي لحركة التظاهرات والاضرابات التي عمت مدن البلاد علي امل ان يؤدي الي هدوء الشارع .. اما و قد مرت اكثر من 72 ساعة علي الاعلان دون اثر فتأتي الاوامر الاربعة (منع التظاهر، و تقييد تجارة السلع الاستراتيجية، و حظر تجارة النقد الاجنبي، و تقييد وسائل النقل والاتصالات) كمحاولة ثانية يائسة لايهام الجموع الشعبية بأن السلطة قابضة بقوة و ان لديها خيارات امنية و قانونية و ادارية متعددة! لا اجد لهذا الاعلان نظير في تاريخ السودان، اذ لا يشبه قرارات الانظمة الوطنية ( ديمقراطية كانت او انقلابية ) .. فالطوارئ قرار يلجأ اليه الحاكم في حالة الحروب او الكوارث الطبيعية او الازمات الوطنية و ليس اداة لمجابهة ازمات سياسية، فازمات السياسة لها طرق حل معروفة منها التنحي او الانتخابات المبكرة او تكوين ائتلافات جديدة وليس من بين...

البشير لم يسقط وحده

  بعد ثورة و تظاهرات استمرت لأربعة اشهر و عمت كل مدن و قري السودان اجبر الرئيس البشير علي التنحي و سقط بحسب مفردات الثورة السودانية و ثوارها..   اليوم حلفاء البشير من الانته...