علي ايام "الحكومة المدنية" كانت هناك فئة عريضة و ناشطة من المتشككين و المرتابين في كفاءة الحكومة المدنية، و أهلية المدنيين للحكم جملةً!!
كانوا يقعدون بالمرصاد لكل خطأ او هنة من الهنات او هفوة فيثيرون جلبة كبيرة في الغالب لا تتناسب مع الحدث!
هؤلاء المرتابون و المشككون هم في الغالب من الذين اعتادوا علي الحكم الاستبدادي لدرجة غاب فيها وعيهم و عقلهم!!
هم يقبلون ان يحكمهم عسكري (مهما كانت صفاته الشخصية- من ضعف او قوة، و مهما كانت مؤهلاته) فيسمعون و يطيعون بل و لا يتذمرون حتي!
اما اذا جاءهم حاكم مدني قالوا "أني يكون له الملك.." و الحكم و ليست له قوة !!
و اخذوا يتربصون به الفشل، و كلما أخطأ فرحوا بخطأه و اذا اصاب اصيبوا بالقنوط و الحزن، ثم عادوا سريعاً الي ارتيابهم و تخرصهم و تربصهم ..
هذه الفئة ليست في عداد "الكيزان" و لا تربطهم بالنظام البائد اية رابطة، كما ليست لهم اية مصلحة في حكم "المكون الأمني/ العسكري" و لا يتلقون أية اموال و لا منافع، و لا يستفيدون من تهريب الذهب و لا مضاربة العملة..
لكنهم يخدمون النظام البائد و المكون الامني افضل من اي مجموعة مكلفة و مدفوع لها!!
#المتخرصون يرون الهفوة التي تصدر من الحكومة المدنية و كأنها جبل او عاصفة لا تبقي و لا تذر..
اما كوارث حكومات الاستبداد و ان كانت في حجم الهضاب و قوة الاعاصير فيرونها مجرد ذرة و نسيم او هبوب يسيرة!!
#المتخرصون لا يعتبرون السمع و الطاعة واجبة للحاكم انما هي واجبة للحاكم المستبد و "العسكري" فقط!
و هي ليست واجبة له و ان جلد ظهورهم و أخذ مالهم فقط، انما واجبة و ان ازهق ارواحهم و سفك دماءهم!!!
هؤلاء المتخرصون يحركهم ضعف الثقة في انفسهم و في جملة المدنيين!
يرون ان علة الحكم و السلطة هي القوة "الشوكة" و ليست الاقناع و لا البرنامج و لا حسن الادارة ولا الحكمة و لا العلم !!
و انعدام الثقة بالنفس و بالاخرين هذه علة نفسية يتطلب علاجها جلسات من العلاج النفسي و جرعات من العقاقير الطبية الخاصة بالمرضي العقليين.
ايام الحكومة المدنية كانت السياسة و عمل الحكومة شغلهم الشاغل، يتابعون كل شاردة و كل صغيرة و يهولون و يولولون...
و بمجرد انقلاب العسكر، انصرفوا في حالهم و كأن الامور قد عادت لنصابها و الكون قد عاد الي سنن انتظامه!
هؤلاء المتخرصون المشككون خطرهم و ضررهم اكبر من الانقلابيين و الدكتاتوريين و يجب نسف شكوكهم التي لا تقوم علي اساس من فكر و منطق.. فالمعركة مع المتشككين هي أساس معركة الوعي العام.
اغسطس ٢٠٢٢م
تعليقات
إرسال تعليق